pregnancy

الديكتاتورية





ثالثاً: الديكتاتورية 
.........   ..............     ......................

تتمة لعائلة الطغيان..
مصطلح ..الدكتاتور روماني الأصل، فقد ظهر لأول مرة في عصر الجمهورية الرومانية ، كمنصب لحاكم يرشحه أحد القنصلين بتزكية من مجلس الشيوخ، ويتمتع هذا الحاكم بسلطات استثنائية ، وتخضع له الدولة ، والقوات المسلحة بكاملها في اوقات الأزمات المدنية أو العسكرية ، ولفترة محدودة لا تزيد عادة على ستة أشهر أو سنة على أكثر تقدير ..
 ولقد كان  إجراءاً دستوريا" ، وإن كان يؤدي إلى وقف العمل بالدستور مؤقتا" في فترات الطوارئ  البالغة الخطورة..
وهناك امران 
الأول: أن  هذا المنصب بمفهومه الروماني يختلف اختلافا" تاما" عن  مفهوم
 ..الدكتاتور..في العصر الحديث ، وأقرب مثل عندنا الآن يقربنا من وظيفة الدكتور الروماني ..الحاكم العسكري العام..
أما الأمر الثاني فهو أن طبيعة نظام دولة المدنية في روما كانت تقتضي  اتخاذ مثل هذه التدابير الاستثنائية والمؤامرات ...
ومن هنا كانت ..العدوى ..
واردة في الطغيان أيضا..
أما الوباء الأكبر لانتشار النظم الدكتاتوربة فقد ولد مع الثورة الفرنسية ١٧٨٩ ولا تزال  امتداداته حتى اليوم..
وكما ان الطغيان قد يكون الفرد او جماعة ..أو قد يكون جماعة فيما سمي باسم ..
..دكتاتورية البروليتاريا..(الطبقة العاملة ) وهو مصطلح استخدمه ماركس ١٨١٨ ١٨٨٣ 
وتبناه لوي بلانكي ١٨٠٥ ١٨٨١ 
الذي كتب عن حاجتناالى ..دكتاتوريةثورية..
ولم يوضح ماركس قط ما الذي يعنيه بهذا المصطلح ، فهو أحياناً  يتحدث فقط عن ..حكم البروليتاريا.. 
ثم اتخذ المصطلح فيما بعد دلالات واسعة في الفكر الماركسي ليدل على طبيعة ومشروعية سلطات الدولة خلال فترة التحول من الثورة الى المجتمع الشيوعي..

رابعا: الشمولية ..
الشمولية ، او مذهب السلطة الجامعة:  
شكل من أشكال التنظيم السياسي يقوم على إذابة جميع الأفراد والمؤسسات والمجتمعات في الكل الإجتماعي ...
(المجتمع ،أو الشعب ، أو الأمة ، أو الدولة )
عن طريق العنف أو الإرهاب ، 
ويمثل هذا الكل قائد واحد يجمع في يديه كل السلطات..
ولهذا يلقبونه بالزعيم ، ويطيعونه طاعة مطلقة ..
والأنظمة الشمولية مصطلح جديد يستخدم في القرن العشرين ، ..
ويتميز عن المصطلح السلطة المطلقة ..والأوتقراطية ..
ويشار بهذاالمصطلح عدد من الأنظمة تتفاوت خصائصها ، إلا أنها تشترك في خواص أساسية هي السيطرة الكاملة للدولة على جميع وسائل الإعلام مع وجود أيديولوجة معينة توجهها..
وعلى هذا فالدولة الشمولية كتلة واحدة لا تقبل بمبدأ فصل السلطات أو باي شكل من أشكال الديمقراطية التى عرفها الغرب..
ويمكن أن نلخص ابرز خصائص الشمولية فيما يلي:
١/ ضرب من ضروب الحكم التسلطية يختلف ويتميز عن شتى انواع الأستبداد والتسلط السابقة ..

٢/ الترجمة الحقيقية للديمقراطية في المذهب الشمولي هي أن إرادة القائد أو الزعيم هي إرادة الشعب مثل المعهد الناصري هي ..ديمقراطية التحسس!! ..
وعلى هذا فإن الزعيم المعبر عن إرادة الشعب دائما على حق!! ..

٣/ القائد يعبر عن إرادة الشعب ، لكن كيف تتكون إرادة الشعب ؟؟، وكيف تتحدد؟؟ هاهنا يكمن ضعف الديمقراطية.
مظاهر التلاعب بمشاعر الجماهير والسيطرة على الشعب باسم الشعب وباسم الديمقراطية ،
٤/ الاستفادة من تحديث وسائل الإعلام ، والإتصال ، والإثارة ، والترغيب والترهيب للتأثير على جماهير الناس ، 
وهكذا نصل الى مفارقة غريبة ، هي أن حركات الشعوب التي كانت تستهدف الإطاحة بالطغيان ، تخلق هي نفسها طغيانا من نوع جديد هو طغيان الجماهير ..!!..

خامسا: السلطة المطلقة ..
يعني الحكومة المطلقة ، نظريا" وعمليا" ، أو الحكومة التي لا يجدها حد من داخلها ...
والتفرقة بين الحكومة المطلقة والساطة المطلقة ...
فالسلطة متضمنة في الدولة باستمرار ، وقد تحدها سلطات أخرى ..
والحكومة يمكن أن تكون مطلقة حتى دون استيلائها على السلطة المطلقة:  ...
وهي تكون كذلك عندما لا يكون هناك كوابح دستورية ، 
والحد الاساسي للحكومة هو القانون  ...والمدافعون عن السلطة المطلقة امثال توماس هبز ..١٥٨٨_ ١٦٧٩ ..وسير روبرت فيلمر ١٦٥٣_ ١٥٨٨ في انجلترة  وجان بودان ١٥٢٩_١٥٩٦ والأب جاك بوسيه١٦٢٧_ ١٧٠٤ فرنسا كانت تحركهم باستمرار فكرة أن أي حكومة تحتاج الي سيادة ، وما دامت السيادة نفسها تمارس عن طريق القانون: وتنقده هو نفسه رغم ان القانون هو وضعه!! ..
وعلى الرغم من أن هذا المصطلح أصبح الآن في ذمة التاريخ ، بمعنى أنه لم يعد أحد يناقشه في العالم المتقدم  سوى  المؤرخين ،
 فأنه لايزال جدير بالدراسة اافاحصة في دول العالم الثالث التي تتقلب عليها أشكال مختلفة من الحكم المطلق في صور متنوعة...

سادسا:  الأوتقراطية...
تعني الحاكم الفرد الذي يجمع  السلطة في يده و يمارسها على نحو تعسفي ،
 وقد يكون هناك دستور ، وقد تكون هناك قوانين تبدو في الظاهر أنها تحد سلطة الحاكم أو ترشده ، وقد يبطلها إذا شاء ، 
والواقع ان  الأوتوقراطية يمكن أن تطلق على الحكومات الفردية متعددة ومتنوعة ، 

فحكم الطغيان الذي صادفناه من قبل يمكن أن يوصف ، 
بأنه أوتقراطي ، كذلك حكم أباطرة الرومان ، ولاسيما في العهد البيزنطي ،
 كما نجد تطبيقا للنزعة الأوتوقراطية في المعتقدات القديمة المتعلقة بالطبيعة الإلهية للحاكم أو لحق الملوك الإلاهي...

سابعا:  المستبد الميتنيى او العادل ...
بقى ان نختم عائلة الطغيان الكريهة بمناقشة هذا المصطلح ..المحبب.. عند البعض ..واعني به ..المستبد العادل ..أو المستنير او الطاغية الخير أو الصالح ، او الدكتاتور العادل .....الخ..
وهناك رأي ..وسط..يرى أنه اذا وقف الحاكم موقفا يعتبر ..كفرا بواحا .. 
الأمر الذي يستوجب نزع السلطة من يده واسقاطه ، 
وهذا الرأي الوسط ينادي ..
بالمقاومة السلبية ..
والأكتفاء بالامتناع  عن تنفيذ اوامر الحاكم الجائر أن تنافت مع نصوص الشريعة الى ان تجتمع الأمة على راي...

الكتاب ..تأليف أ ..د..إمام عبد الفتاح إمام
شكرا لتعليقك