pregnancy

الامبراطورية الرومانية وزعمائها من أصول عربية




الامبراطورية الرومانية وزعمائها من أصول عربية

——- -----------------

” لقد حكم روما جيلان من الأباطرة, جيل من النبلاء المثقفين السوريين وجيل من الهمج اللاتين”
إذ أن أعظم الأباطرة الذين حكموا روما وبنوا مجدها هم سوريون . فالمؤسسون الأوائل هم سوريون وفينيقيون من شرق المتوسط أو من الشمال الإفريقي. والأباطرة المثقفون جميعاً من السوريين: من الأنطونيين الأول , إلى الأسرة الحمصية جوليا دومنا, وجيتا, وكركلا, وجوليا سوميا , وجوليا ماميا, وجوليا ميزا, وفيليب العربي من شهبا.
وتجدر الإشارة هنا إلى ان أولئك السوريين الفينيقيين الذين حكموا في الخارج ولا سيما في روما وشعروا بالتنافس الخارجي , سرعان ما كانوا يعمدون إلى الإصرار على إبراز أصلهم العربي . فهاهو “سيبتيميو سفيرو” امبراطور روما وهو فينيقي من “لبدة” (طرابلس الغرب حالياً) أصر على أن يكون “العربي” من بين ألقابه الثلاثة وقد حكم هو وزوجته جوليا دومنا الحمصية التي تحولت في روما من امبراطورة إلى ربة ثم ابنها جيتا (الذي يعني اسمه بالفينيقية :نعيم) ثم ابنها كركلا , ثم أختها جوليا ميزا وابنتي أختها جوليا سوميا وجوليا ماميا . كما أن فيليب العربي من شهبا في حوران أصرّ هو الآخر على أن يكون لقبه الأوحد “العربي” فدعي “فيليبيو أربيو” وترجم إلى اللغات الأخرى : PHILIP THE ARAB ولم يكن ذلك سوى إحساس أكيد من أولئك الفينيقيين العظام بانتمائهم العروبي الأصيل وهم يبنون حضارة روما.
أما أجدادنا في المنطقة العربية : سوريا ووادي النيل لم يسجلوا لنا في مدوناتهم انتماءهم العربي ولم يطلقوا على دولتهم نعت العربية, فإن ذلك لم يكن يشكل مسألة قائمة في ذلك الزمن فقد كانت دولتهم هي الوحيدة سواء في سوريا أم في وادي النيل وكانت العروبة شيئا يعيشونه ويمارسونه من خلال اللغة الواحدة كما يتنفسون الهواء ويشربون الماء دونما أي ما من شأنه أن يشعرهم بأن عليهم أن يؤكدوا هويتهم إذ أنهم كانوا أينما تنقلوا وحلوا من الخليج شرقا إلى الأطلسي غربا ومن شواطئ البحر الأسود شمالا إلى بحر العرب جنوبا يجدون أن لغتهم هي لغة التفاهم والتواصل الوحيدة .
فكان التمايز أو التنافس ليس مع دولة أجنبية ولم يكن لها بعد من وجود, بل مع منافسين داخليين , فهم …السادة المعلمون, أبناء الآله

الدكتور احمد داوود 
         
شكرا لتعليقك