pregnancy

في وجه المغتصبين ..





في وجه المغتصبين
.......................................................................................


خلقنا لننير الحياة بكلمة حق، تشع كنور الشمس الساطعة ، فلا ينفع أن نكون مثل شعاع شمعة، نتأرجح مع كل نسمة.
وخلقنا لنتغير ونغير واقعنا للأفضل،ونشجع كل من حولنا على أن يكون لهم بصمة في هذا الوجود...
وخلقنا لنخط كتاب حياتنا وأعمالنا بأحرف من نور
ولأننا مخلوقات عظيمةكرمهاالله،فعلينا المحافظة على كرامتنا، بحب الخير و الابتعاد عن الشر، وأن نتعلم ونعمل ونكافح ونبدع ونقرأ و نكتب ونعبر بحرية عما نريد...

والأهم أن نتمتع بمواقف قوية ومحقة، ومبادئ تقف في وجه الباطل، وأن نحارب هذا الإجرام العالمي بحق وطننا وأهلنا، وأن نستنكره بكل ما أوتينا من قوة...

هذا الإجرام الذي حول أعظم أمة في التاريخ، إلى ركام وإلى وهم،إلى أمة الكراسي الفارغة، المتنازع عليها،فأصبحت والأوطان كالسراب، يحسبه الظمآن ماءً ليبلغ فاه وما هو ببالغه...
أمة القهر والكبت،أمة العجزة العاجزة عن رفض الجريمة، والعاجزة عن مقاومة الاحتلال الجديد وجرائمه...
والعاجزة عن رد الجريمة الأكبر ... 
وهي تغييبها، ووضع الشعوب في زنزانات كبيرة، وتغييب الحق والفكر، وتحييد لكل المثقفين،والعلماء والمفكرين...مما يجعلنا نغرق في دوامة كبيرة، من خيبات متتالية وانكسارات وانهزامات تطال الجميع حكومات وشعوب.

وإذا مااخترنا الدفاع عن شرفنا وبلداننا، فأننا مجبرون أن نكون تحت تصرف محتل ما وتابعون له ...وهنا الطامة الكبرى... والهوان الذي لا يليق بنا 
والذي يحتم علينا الثبات بقوة في وجه الأعداء،وفي وجه الطائفية التي مزقتنا شر ممزق،ويؤكد ضرورة لم الشمل الداخلي...

وهل البلدان التي تساعدنا على إنهاء بعضنا، هم من لون واحد، وطائفة واحدة، إنهم ملايين المذاهب والطوائف، والجميع في بلدانهم تحت القانون... 

فالحياة لم تكن يوما لهؤلاء الطغاة، الذين يسعون وراء المال والسلطة،وإنما للشرفاء الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الناس والحق الوطن...
فكل يوم نسأل أنفسنا ما أهمية وجودنا؟ ولانجيب، ولانريد أن نجيب 
لماذا؟بعذر أن بيئتنا ملوثة ومليئة بالفوضى والفساد والرعب والخوف من الفاسدين، الذين هم خطر ليس على الوطن فقط، وأنما على أنفسهم، وعلى البشرية جمعاء ...
أجل هم مصدر رعب،لأن...مستقبلهم محصور في مستقبل قصير المدى (يومهم وأموالهم)وهذا يجب أن يكون دافع كبير نحو التغيير...

والدول العظمى يموتون إن عشنا...لأنهم يريدوننا أن نعيش تحت أقدامهم،ووراء جميع الأمم وفي ظلمات الجهل والفقر...وهذا لم تعهده سوريةالعظيمة...وكل من دخلها غاصبا طامعا، سيخرج منها مطرودا خاسرا بإذن الله، مهما كان 
حتى لو كانوا يدَّعون الدفاع عنا 
نحن السوريين تعلمنا مثل عظيم (احذر ذو الوجهين)، وأننا نراكم بألف وجه ولون، بمعادلة غير مفهومة، (شرفاء لكن نصابين )...
فبئس الوجوه أنتم، وبئس الحلول ماقدمتموه لنا، والتي لم نحصد منها إلا الخداع والضياع ...
ونقول للاحتلال الجديد الغاصب، الذي وضع يديه على النفط والفوسفات والغاز والبر والبحر،والذي يتملك الأراضي السورية...والأخطر ذلك الذي يمدد حدود اسرائيل
فعملكم هذا يهودي استعماري بامتياز، ونسخة مستنسخة بشعة وأحقر من وعد بلفور الظالم ...

وأنتم لستم أصدقاء أنتم إرهابيون، سياستكم إما أن نحتلكم ونأخذ كل شيء،وإما داعش الفزاعة التي تميتونها يوما وتحيونها أياما حسب العرض والطلب ...
تمددون لأنفسكم أعوام للقضاء على داعش، وأعوام للبحث عن البغدادي
وبغداديكم هذا الذي مات وعاش آلاف المرات، أصبحتم وهو، محل سخرية الصغار قبل الكبار

من السخف أن نصدق ؟بأن كل هذه الدول، تحارب عصابة كداعش، ومعهم التحالف بعظمته، وكل العصابات المتطرفة التي تعمل بأمرتهم، نصرة، قاعدة، والكثير من أمثالهم،
وهؤلاء لولا أنتم لمانجحوا، لأن سورية لم يكن فيها يوما من الأيام هذه النماذج... وأغلبهم أجانب ومرتزقة منكم وفيكم...

وقد بان للجميع كيف أسدل الستار مؤقتا، على مسرحيتهم المرعبة في الباغوز
أين سياراتهم الفاخرة ومواكبهم وأسلحتهم، أين قوتهم ؟؟هل استعادتها الدول المشرفة على المسرحية؟...استعدادا لمسرحية أخرى وفريسة سهلة!...
لقد بان الكذب، وظهرت النوايا والوجوه الخبيثة،وانكشفت المطامع 
واليوم تبيدون الشعب السوري بشحنه بالطائفية 
وتلبون لإسرائيل المدللة كل مطالبها، الصغيرة والكبيرة،وتفوضون أنفسكم بإعادة رفات جثث جنود الصهاينة، التي مضى عليها سنين طويلة في سورية... 
وماالشعب السوري بغافل عما تعلمون،فهو لم يصدقكم يوما من الأيام،ولن يصدقكم...
ونحن طالما أبينا الظلم والظالمين،فإننا سنقاومكم ونقاوم كل من أغنى بلاده، وأفقرنا وجعلنا متسولين لأقل حاجياتنا...

ومن دونكم...ومن دون جنيفكم، وقممكم،وسويتشكم وقماماتكم،ومن دون مقامراتكم...
نريد بناء بلدنا لوحدنا، لأننا بحاجة للتنفس وللحياة،ولأن من حق أجيالنا الحياة بسلام وأمان، ولا أحد في العالم أفضل منا ولا من أولادنا ..
أجل كلنا نريد لكن لا يكفي أن نريد 
إن المطالبة بالقانون السوري العادل المنظم للمجتمع، وللإنسان الحضاري، المتعاون المحب المسؤول أمام الله والوطن... واجب أخلاقي،وهي مسؤولية تقع على عاتق الشباب الواعي وأصحاب الضمائر الحية، وممن يملكون القرار. 
وكفانا تشويه لتاريخنا، ورسالاتنا السماوية، التي سئمت من نفاقنا،فمشكلتنا هي ليس في قلة الشعارات ولا في التنوع الديني، وأنما مشكلتنا في غياب الإنسان والضمير ...

بقلمي
دلال درويش

شكرا لتعليقك