نحن والحب
.......................................................................................
احد الشعراء كان منهمكا في كتابة قصيدة لحبيبته،واثناء ذلك طرقت حبيبته الباب قاصدة اياه في امر مهم ،لم يفتح لها الباب لاستغراقه في الكتابة،وعندما عاتبته فيما بعد قال لها
كنت مأخوذا بك واكتب عنك لدرجة انني لم اسمع الباب عندما جئت.
هو يظن انه يحبها.
اوربما يعرف انه يحب الكتابة عن الحب أكثر من حبه الحقيقي لها.
او قد يحبها ولكن لا يعرف مالذي يجب فعله،فالحب عنده يعني الكتابة عنه دون الاهتمام بموضوع الحب او صاحبته التي من المفروض أنها هي التي كانت الحافز والمسبب.
و قد لا يحبها ولكنه بحاجة لأن يعيش لحظات حب ولا بد ان يجد طريقة لخلق هذه اللحظات.
ويسعى في البحث عن اسعاد نفسه من خلالها.
هذا الشاعر مستغرق في حالة الحب وليس في حبيبته
هذا الحال يشبه حال المتعلمين والمثقفين في مجتمعنا،عاشوا دهورا مغيبين اعتقدوا أنهم نخبة ومميزون لان انتمائهم الايدولوجي مميز"كما يظنون".
...تارة يلعبون دور المحب الولهان في حب امرأة فيقومون بوصفها من الرأس إلى القدم ويسمون ذلك ابداعا وتميزا،وتارة يلعبون دور المحب العاشق لوطنه فيكتبون ويغنون له
وتارة يلعبون دور المحب العاشق لدينه والمدافع الأول عنه..فيشتمون كل واحد يظنون انه غير متدين.
...الحب عندهم ينبع من قلوبهم ليدور ويعود ليصب في مصالحهم الخاصة الضيقة.
لا حب في اوطان رضع الجميع فيه حب البحث عن المصالح الشخصية وطرق الخلاص الشخصي رضعوه مع رضاعة حليب الأم.
لن يعيش الحب الا في أحضان وطن يرضع أبناءه المعنى الحقيقي للحب وليس كتابة الأشعار عنه او الغناء له او ارتداء قناعه او تمثيل دوره.
نحن بحاجة ماسة إلى الصدق مع الذات أولا وثانيا وثالثا.
د.ملاك سباعي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء