pregnancy

دواعي وأسباب التناقض التربوي و القيمي












دواعي وأسباب التناقض التربوي و القيمي 
...........................................................

دواعي وأسباب التناقض بين القيم الملقنة مدرسيا والمعاملات الاجتماعية واقعيا:
إن القيم الملقنة للتلاميذ نظريا وبشكل مجرد، لا تنعكس في واقعهم المدرسي والاجتماعي سواء داخل المدرسة التي يتلقون فيها هذه القيم المجردة الغير قابلة للتطبيق، أو داخل الأوساط الاجتماعية من خلال مختلف المؤسسات الإدارية والاجتماعية والثقافية…، حيث يلمس التلاميذ كل ما يناقض القيم الملقنة لهم عبر الكتب المدرسية والمقررات التعليمية الرسمية، إذ يسلط عليهم أبشع أنواع المعاملات السيئة، من تماطل لقضاء أغراضهم الإدارية، وتفش لظواهر الكذب والمراوغات بشتى الوسائل والطرق والتحايل، وانتشار ظاهرة الفساد الإداري والرشوة والاختلاسات في مختلف المؤسسات الإدارية والاجتماعية والخدماتية.

كما أن التلاميذ يعيشون تناقضا فظيعا بين القيم الملقنة لهم من خلال المقررات المدرسية ومظاهر العنف والسلوكات السيئة الملموسة والمتجلية في القذف والسب والشتم وتبادل المفردات الفظة والنابية التي تصم الآذان، سواء في الأزقة أو الشوارع والمقاهي… ودور الملاهي المنتشرة كالفطر في محيط كل مدرسة. والتلاميذ، نظرا لهشاشة نضجهم الفكري، يتأثرون بسرعة بمحيطهم ويتفاعلون مع مختلف الظواهر، خصوصا السلبية منها، التي تغزو، في كل آونة، جميع الفضاءات التي يرتادونها، من مؤسسات وفضاءات اجتماعية وخدماتية متعددة، وملاعب رياضية حيث تمطر آذانهم بوابل من أحط الألفاظ، إذ يعاملون معاملات منحطة، فينهرون ويطردون ويذوقون مرارة العصي والهراوات.
 ومن شدة تأثير المتناقضات بين القيم الملقنة والمعاملات السيئة يستسلم بعض التلاميذ لتأثير المخدرات والانحراف الأخلاقي، لتجرفهم أمواج  الفساد المتلاطمة   !!!  .

فالمتتبع لمختلف العمليات التربوية والتعليمية ومختلف السلوكات والتفاعلات داخل الفضاءات التربوية، يمكن أن يسجل بجلاء اختلالات ملموسة تطال عدة مجالات حقوقية وقيمية وأخلاقية تحز في النفس، حيث يشعر التلاميذ بخيبة وهم يشاهدون يوميا دروس حقوقهم التي توصي بها مختلف العهود والمواثيق الدولية، والملقنة لهم عبر المقررات والكتب المدرسية.

فالديمقراطية ، مثلا، وتكافؤ الفرص والمساواة … تبقى لدى التلميذ بعد تلقينها له، مفردات مجردة ومصطلحات جوفاء وفارغة من محتواها التربوي والقيمي، حيث لا يستدخدمها  فعلا وممارسة، ولا يلمس مفعولها التربوي، ولا يعيشها وجدانيا وعاطفيا، اجتماعيا وتربويا في الأوساط الاجتماعية وداخل الفصول المدرسية وضمن العملية التربوية والتعليمية ككل.


منقول بتصرف


¨
شكرا لتعليقك