pregnancy

أنا ابنتك الحبيبة ..









أنا ابنتك الحبيبة 

لم تتردد الفتاة المدلّلة من أبيها أن تحوطه بذراعيها وتسأله رأيه في الشاب الّذي تقدّم لطلب يدها ونال اعجابها وولج بطلّتِه الأخّاذة قلبها قبل أن يلج دار أبيها . فدار هذا الحوار الشعريِّ (تفعيلة البحر الكامل ):
(الابنة): أبتي أنا ابنتُكَ الحبيبةُ هل ستسْمعُ ما أقولُ؟
انّّ الفتاةَ لِكَفَّةِ الاعجابِ بالأبِ
لا بأُمِّها قد تميلُ.
وأنا رُبيتُ على يديْكَ كوردةٍ
من ماءِ طيِبِكَ ساقُها بدأت تطولُ.
واذا حزِنْتُ لِمَرَّةِ ويئِسْتُ
حتّى باتَ يُثمِلُني الذُّهولُ
كانت يداكَ بلُطفِهاشمس الرّبيعِ
لِبُرعُمٍ يكفيهِ من نورٍ قليلُ
(الأبُ): هيّا انْطُقي انّي لَمُصْغٍ
ذو اسْتِماعٍ لا عجولُ
(الابنة بتودّد مُبالغ به): هلَّا أُسِرُّ بما بقلبي يا أبي؟
مَن لي سِواكَ بِأمرِ هذا الشّابِّ ينصحُني
بعلمِ مُجرِّبِ
حيرى أنا ما بين قلبٍ
دقَّ اعجاباً بهذا الخاطبِ
ورِهابِ نفسٍ صرتُ بين كليْهما
كُرةَ الهواءِ بملعبِ
أهواهُ لكنْ قد يُغيِّرَهُ
الزّمانُ غداً معي.
(الأب يُبدي حناناً مستفيضاً): يا فِلْذةَ الكَبِدِ اسْمعي
الحبُّ مركبُهُ رسى
في خافقٍ وأضالِعِ
لكنَّ راكبَه وقد مَخَرَ الحياةَ
يَعوزُ ما يُغني بهِ عن مدْمعِ
حسناءُ أنتِ صغيرتي
والحسْنُ عند البنتِ يلزمُهُ الوعي
ورخيصةُ في جسمِها
كقِلادةٍلا روحَ فيها رهن شارٍ
قد يسومُ وبائعِ
فالزّهرُ أزهى في الرّبا
منهُ بِآنيةٍ ويَبْلى بعد قصِّ الأضْلُعِ
انْ تعدِلِي ما بين قلبٍ طائشٍ
والعقلِ عند الانتقاءِ لخاطبٍ
لا تُفْجعي.
(الابنة في حبّ يُداخِلُه شجن): عوَّضْتني أمّي
وقالوا: ليس يُغني والدٌ عنها حنانا.
فغدَوْتَ فيْئاً للنُهى
في حمأةِ الأحزان تجعلُها جِنانا.
انْ خانتِ الآباءُ أبناءاً لها
حاشاكَ هذا
ما سُهَيلُ لِمُهتدٍ في الليلِ خانا.
(الابنة تتابع والأبُ مُصْغٍ باهتمام)
ربَّيْتَني ترعى عيوني
في الرّنوِّ وفي الكَرى
لم أعرِفِ الظَّمءَ البغيضَ
لِعطفِ أهلِ البيتِ انْ فُتِقَت عُرى
انّي بِنُصْحِكَ يا أبي
أبغي الذُّرا
ما عشتُ لن أنسى رِضاكَ
وفيه بعد رضى الالهِ أَنالُ موفورَ القِرى.
انْ شابَ شعرُكَ
يزْددِ الاعجابُ في قلبي شبابا.
في أمرِ هذا الشابِّ
لا أُخْفيكَ بابا
انّي لأَخشى أن أراكَ بهِ
وانَّ اللحظَ يغشى في هوى
الاثنينِ عابا.
من ديواني (طائر الأيك)

حسان الساروت 
شكرا لتعليقك