رواية طوارق
( رواية ممتعة تستحق القراءة 300 صفحة من الإثارة )
الكاتب ألبرتو باثكث ڤيكيروا
يقدم لنا ڤيكيروا عالماً لا متناهي من حبات الرمل الزجاجية ممزوجة بدرجة حرارة لا يستشعرها القارئ في أي مكان آخر بالعالم و لا يقرأها في أي رواية أخرى فهناك في الصحراء الجزائرية الممتدة على مساحة تقارب مساحة دولٍ أوروبية يبزغ نجم الطارقي الأشهر " غزال صياح " الإسم الذي سيحفظه جيداً كل من سيمر على روايات ألبرتو ڤيكيروا سيحفر في ذهن القارئ مكاناً له يضاهي أمكنة أبطال آخرين في الذاكرة ك (( جان ڤالجان و پيير بيزوخوف ))
فهذا الطارقي إبن الصحراء المفعم بالصرامة و القوة و الحرية و التقديس لتقاليده و عاداته سيعيد رسم أخلاقيات الصحراء بأسلوب ساحر يجعل القارئ يتعاطف معه و يشد من أزره و يفرح لفرحه و يغضب لغضبه بالإضافة إلى لمسة ڤيكيروا المتميزة من حيث التعابير و الوصف فقد جعل من الواقعية الشديدة عنواناً لهذه الرواية و خاصة في أسلوب تعامل البطل غزال صياح مع شخصيات الرواية الأخرى
تدور أحداث الرواية حول غزال صياح الذي يعيش في عرينه الخاص وسط الصحراء حيث يستقبل في أحد الأيام رجلين قادمين من موت الصحراء لينقذهما و يستضيفهما في مضربه الخاص و لا ننسى أن للطوارق تقاليد مقدسة تخصّ الاستضافة تأتي بعد ذلك سيارة محملة بالجنود يقتلون الضيف الشاب و يأخذون الرجل الطاعن في السن و هنا تبدأ رحلة الرواية عبر تهديد غزال صياح بأنه سينتقم من أولئك الذين إنتهكوا حرمة الصحراء و حرمة تقاليد الطوارق سيثأر منهم
بعد هذه الحادثة المحورية تدور أحداث الرواية بتسارع شديد عبر 300 صفحة لا يستطيع القارئ أن يتركها متابعاً بشغف محاولة غزال في الثأر و مترقّباً إلى أين ستنتهي مع محاولات مستمرة من الكاتب لقلب توقعات القارئ دائماً و لا سيما في نهايتها
ما هو معنى الثأر ضد الجنود الذين من المفترض أنهم يحمون البلد و أهل البلد ؟ أين سينتهي غزال صياح مع ثأره ؟ و من هذه الشخصية التي تم إختطافها من مضرب غزال و لماذا تم قتل الشاب و أسر الرجل الطاعن في السن بدلاً من قتله أيضاً ؟ كل هذه الأسئلة و الكثير غيرها ستدور في ذهن غزال و في ذهن القارئ على حد سواء فأسلوب ڤيكيروا المميز جعل من بطل روايته و كأنه واحداً من القراء الذين يتابعون بحماس هذه الرواية
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء