pregnancy

أسطورة أدبا










أسطورة أدبا - أو كما يسميه بعض المختصين ( آدم السومري ) 

أسطورة مشهورة في حضارة وادي الرفدين و في مراكز حضارية مجاورة أيضا حيث وجدت لها نسخة في تل العمارنة في مصر من القرن الرابع عشر (عصر العمارنة). وتعرف بعنوان قصة أدبا . وهي على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لأراء القدماء في أصل الشر وطبيعة الإنسان ومسألة الخلود وعلاقة الإنسان بالآلهة وموضوعها الأساسي مثل ملحمة جلجامش يدور حول تعذر نيل الإنسان للخلود .

ملخص الأسطورة :-
كان أدبا حكيم مدينة أريدو قد خلقه الإله أيا (ويقابل انكي السومري )  أنموذجا للبشر الكامل ، و قد أحبه ومنحه الحكمة والمعرفة ، فكان عبداً صالحاً لا يتأخر عن إقامة الشعائر الدينية .
وتقديم القرابين للإله ايا ، كما كان موضع إعتماد أهل اريدو ، وكان يمتهن صيد السمك في سفينته فكان يجهز أهل اريدو ومعابدها بالسمك . وحدث ذات مرة أن الريح الجنوبية هبت وهو يصطاد في سفينته فاغرقتها . وقد جسم العراقيون القدماء هذه الريح وتصوروها على هيئة طائر ضخم ، فأمسك ادبا بالطير وكسر جناحيه فسكنت الريح الجنوبية فلم تهب واضطرب الكون وأحس بذلك كبير الالهة ( آنو ) فأخبره وزيره المسمى ايلابرات ، بمافعله ادباأ ابن الإله أيا ، فاستشاط آنو غيظاً ، وأمر أن يُحضر أمامه أدبا ليعاقبه على فعلته . ولما علم بالامر الإله( أيا ) حامي أدبا هيأه للمثول أمام آنو ، بأن جعله يطيل شعره و يلبس ثياب الحداد و أوصاه قائلا ً : 
يا أدبا ستذهب إلى حضرة الإله آنو وستأخذ طريقك إلى السماء ، وستجد عند مدخل سماء آنو ، الإلهين الحارسين -تموز - و - كزيدا - وسيسألانك لم جئت و علام أنت أشعث الشعر مرتديا ثياب الحزن ؟ 
فأخبرهما أنك حزين على إلهين اختفيا من الأرض ووسيسران لقولك هذا ويتشفعان لك عند آنو ، وإذا مثلت أمام آنو فسيقدم لك خبز الموت فلا تاكله ، ويقدم لك ماء الموت فلا تشربه أما إذا قدم لك كسوة فلا باس عليك أن ترتديها وإذا قدم لك زيتاً فامسح به جسمك.

وهكذا ذهب أدبا إلى السماء وبلغ سماء آنو ، و وجد الإلهين تموز وكزيدا ، ومثل أمام أنو ، و لما سأله انو لما كسرت جناح الريح ...؟   قالت أدبا بأن الريح أغرقت سفينته و حرمته من كسب عيشه وسانده الإلهين المذكوران فرق قلب انو له وقرر بدل معاقبته أن يطعمه طعام الحياة ويسقيه ماء الخلود فيجعله خالداً مثلما هو حكيم .
ولكن يا لخسران البشرية رفض أدبا تناول ما قُدم إليه من خبز وماء فتعجب آنو لأمره ، ورلما سأله لما امتنع عن ذلك ؟ أخبره أن أباه أيا هو الذي أشار عليه بذلك . 
فغضب آنو ورلعن أدبا قائلاً :-
لأنك لم تأكل من طعام الحياة و لم تشرب من ماء الخلود فلن تنال الحياة الخالدة أيها البشري الناقص المعوج !!
وهكذا طُرد أدبا يائساً من سماء آنو .
فكُتب الموت على البشر  .

طه باقر 
مقدمة في ادب العراق القديم
شكرا لتعليقك