pregnancy

زيارة المدمر -قصة







قصة
زيارة المُدمّر
...................................................................................

لم أصدق ما أسمع طرقٌ على باب كوخي النائي ، طرقٌ لولا تكراره لما صدقته أعقبه صوتٌ ينادي راجياً الدخول ، كانت العاصفة الثلجية في الخارج قادرة على دفن سيارة بالثلج خلال نصف ساعة.. كانت عاصفة قادرة حتى قبل كامل حضورها أن تطفئ خضرة أشجار الغابة بأصابعها .. إن الطريق إلى كوخي القصي هذا جبلية ًوعرةٌ ، صعبة المسالك حتى في الجو الصحو .. والعجيب كيف علم هذا الزائر بأن هناك كوخاً هنا ؟! هذه المنطقة مصنفة على أنها غير مأهولة .. إن أقرب بلدة مأهولة تقع على مسافة 450 كيلو متراً .. مَن هذا؟ كيف جاء ؟! كيف وصل إلى هنا حياً؟! لو كان طائراً مجنحاً لاقتلعت العاصفة أجنحته ، لو كان خُلداً عملاقاً لسد الثلج عليه أنفاقه !!
فتحت له الباب .. فداهمت منزلي بعض الثلج المتراكم ومالبثت الرياح إلا أن أمسكت بالزائر من الخلف وألقت به إلى الداخل .. إنه رجلٌ لم يبلغ الأربعين من العُمر بعد ، لايرتدي مايناسبُ هذا الجو العاصف .. ناضلتُ لإعادة إغلاق الباب الذي كانت الرياح تنطحه ككبشٍ في موسم التزاوج يريد ابهار النعاج.. التفتُ إلى الرجل الذي كان وجههُ ينضحُ قلقاً حدَّ أته أقلقني .. كان يحدثني متلعثماً عاجزاً عن اتمام عبارة .. كان يريد القول ويمتنع فيمزق عباراته فتاتاً صغيراً لايشبع طيور الفضول الواثبة من قسماتي .. خلع وشاحهُ والغريب أن العرق كان يتصببُ من جبينه وجسده كان خائفاً مضطرباً ويبدو أن العاصفة التي تعجن الطبيعة في الخارج لاشيء أمام العاصفة التي تعتمل في أعماقه.. كانت صواعق الخوف والتوتر تضربه كل لحظة ، سألته من أنت؟
فأجابني لا أستطيع أن أخبرك.
كانت لدي الكثير من الأسئلة وكان هذا أبسطها وحين امتنع عن الإجابة عنه شعرت أنه لن يجيب عما تبقى منها .. دفعني الفضول إلى التصرف بلؤم وابتزازه .. قلت له بحزمٍ مصطنع:
أنا لا أستطيع استضافة رجلٍ مجهول .. إما أن تجيب على أسئلتي وهي كثيرة أو أن تغادر منزلي.. اتجهت نحو الباب ووضعتُ يدي على المقبض.. شرع يحدثني عن نفسه لكن لغة جسدهِ كذّبت ماباح به لسانه فأدرتُ مقبض الباب ببطء وأنا أحتقر نفسي فكأنني أصوب سلاحاً إليه كي يقول الحقيقة .. لكنه الفضول اللعين والقلق الذي شحنني به منظره.. فتحت الباب فقاطع عويل الرياح كلامه .. وأخذت شفاه الرياح تزبدُ ثلجاً نحوه وتزمجر في وجهه . عواصف الجبال الثلجية لاترحم إنها تنثر الثلج نحوك ككلبٍ يريد أن يدفن عظمة.. قلت له ملئ حنجرتي: أنا أذكى مما تتخيل لاتستطيع الكذب عليَّ ، هيا غادر منزلي.
بدى مرتبكاً كثيراً ، لقد جعلته أعجز من أن يُفكر بأكاذيب أخرى .. لفرط خوفه وقلقه ولتصرفي الصادم جثى على ركبتيه بيأسٍ أحزنني .. دفعت الباب بكل قوتي وأغلقته في وجه الرياح المتطفلة.
قال الرجل الغريب: إنهم يطاردونني ، لن يتركوني وشأني ، مللت منهم ، لا أستطيعُ إرضاءهم .. خدمتهم لأجيالٍ وأجيال بإخلاص لكنهم ناكروا الجميل وغاية ٌ في الجشع .. لا أمتلك من الإبداع ما يوازي طموحاتهم.. دوماً يريدون المزيد والمزيد من الشيطان ، يريدونني ان أتفوق على نفسي كشيطان..
قاطعته مستنكراً: شيطان!!
تابع حديثه قائلاً: المعركة بالنسبة لي انتهت منذ زمن لكنهم يريدون مني المزيد والمزيد أضحيتُ عبداً لايسمحون لي بالمغادرة ، هذا مقرف أنا المنتصر أسيرٌ لديهم وقعتُ في حبائلي .. بالغت في الشر فلم أدرك عواقبه.
قلت بيني وبين نفسي: نعم بالتأكيد أنت لست بشراً فلا بشر يستطيع الوصول إلى هنا حيّاً وسط هذه العاصفة.. لكن الشيطان!! شيطانٌ هاربٌ يلوذ بمنزلي!! هذا هراء..
عدت أصغي إلى الرجل الذي نهض وأخذ يقول بثقة: معركتي مع البشر انتهت منذ زمنٍ بعيد ، منذ أن أصبح ذلك الطفل (الجنس البشري) يمتلك مسدساً .. لابل يمتلك لوحة مفاتيح تتحكم بالعالم .. يحبو على جسده ولايتقدم إلا من أعضائه الحساسة ولايمارس إلا ذكورة ً استعراضية صَخِبة .. منذ اختراع الصواريخ وضغط أناسٍ ليسوا بالأشرار لأزرارها وصنع المجازر الكبرى ، المعركة انتهت بيني وبين بني البشر.. قابيل كان يعرف هابيل .. واليوم أكثر القتلة لايعرفون القتيل .. مُذ وافق ابن آدم على قتل اخوته بالجملة.. منذ أن وافق على سجن و قتل وتعذيب من لايعرفهم إرضاءً لغرائزه وترفيه وسائل تلبيتها عبر ارضاء سادته الذين يعطونه الرواتب والمال اللازم للقيام بذلك.. انتهت المعركة .
بعض بني البشر أدركوا انني انتصرت وتألموا وصرخوا أخافوني لقد كانت كل مكائدي مكشوفة أمامهم فضحوا كل شيء ، كل تعبي كان سيذهب أدراج الرياح كان الناس لينالوا فردوس الأرض وفردوس السماء .. لكن ابن البشر كان غارقاً حتى أذنيه في ألعاب الغواية .. لم يسمعهم أحد .. صخب ولادة هذا الكائن الجديد الذي خرج جسده من نطاف آدم وعقله من نطفتي أنا الشيطان .. صخب ولادته كان أكبر من أي نداء..
قلت : ومن هم أصحاب النداء؟ عن ماذا تتحدث؟!
قال: ألم تسمع ما قاله فلاديمير مايا كوسوفسكي في إحدى قصائده؟!
لقد كنت فرحاً ، ولكن ماذا يجدي الفرح
إذا كان شقاؤنا دون جدوى
من المخيف أن لانملك الجرأة..
مادامت هناك قنبلة للعالم كله ، ومدية للجميع
البشرية ماتت منذ أن أحجمت عن الاصغاء إلى شوبنهاور الذي طالب بوضع دستور لعلاقة الإنسان بمنجزات العلم.. بين الطفل والأداة المدمرة.
قلت بيني وبين نفسي هذا الرجل رغم المنطق في حديثه إلا أنه مجنون  ، مهلاً حتى المجنون لايمكن أن يخرج في جوٍّ عاصفٍ كهذا ويصعد الجبال وصولاً إلى هنا وهو يرتدي مثل هذه الثياب وفوق كل هذا وذاك يتعرّق.. يجب أن أقرص نفسي .. أنا أحلم بالتأكيد.. لا ليس حلماً ، القرصة آلمتني.. مهلاً لماذا أنغمس في تصديق وتكذيب ما أسمع كما يفعل عامة الناس ، هذا لايليق برجلٍ مثقف وحكيم مثلي لأتابع الحوار مع غريب الأطوار هذا ، فهو حتى الآن يقول كلاماً يستحق الاصغاء والتأمل ، وقريباً سيناقض نفسه وأشهدُهُ على ذلك وعلى جنونه.. وعدى ذلك سأتسلى قليلاً معه فلا يأتي كل يوم إلى منزلي رجلاً مثقف ومختل يدعي أنه الشيطان..
قلت له: كيف قاتلتنا عبر العصور أيها الشيطان؟
قال: الموت لابن البشر ليس فناء الجسد.. فالموت الفناء ، هو مفهوم عام وشامل للموت ينطبق على جميع  أشكال الحياة .. إني أرى أن جوهر الموت جمود وثبات ، وجوهر الحياة حركة وتطور.. إلا أن الجماد لايفنى بالجمود والثبات ، بينما الحي ينكص فيفنى بذلك.. أنا أقتلكم بأن أقتل مستقبلكم وأجعل غدكم كأمسكم  ، أنا فقط ألغي الزمان من معادلة وجودكم ، ولا أقصد بالزمان حركة الأجرام السماوية ، بل أقصد الحركة فيكم ، في عقولكم ووعيكم.. ذلك هو زمانكم أن تتجاوزوا ذاتكم إلى ذواتٍ أسمى وأعلى.. فأنتم ذروة الوجود والذروة لاترتفع مالم تتجاوز نفسها.. 
قلت: فهمتك .. تجعلنا ننبهر بذروة الجمال الذي نصله في السيرورة وتشغلنا به عن الصيرورة..  والآن أخبرني ، كيف تقتل زماننا وتلغي التطور؟!
قال: لاشيء يلغي التطور فالتطور قائم ماقامت الحياة.. لكنني سعيت أن انقل التطور إلى أشيائكم.. أشياؤكم تنمو وتتطور وأنتم تنحسرون إلى ضفاف الأنا وتضمحلون في ذواتكم.. وأنتم غافلون.. وكما يقول أحد الشعراء:
تفنى عيونهم دمعاً وأنفسهم
في إثر كل قبيحٍ وجههُ حسنُ
قلت وكلّي شوقٌ لبوح غريب الأطوار هذا: ماهي أبرز مكائدك عبر الأزمان؟
قال: جعلت العقل البشري يستيقظ لدى معظم من أصروا أن يوقظوا عقولهم ، ولكنني جعلت العقل عندهم يقظاً ليس كسيد ، بل يقظاً كحارس لكل ما من شأنه تلبية حاجات الجسد وترفيهه عبر المال جسر الوصل إلى تلك الأمور.. مهلاً إنهم قادمون !! لقد جاؤوا لإلقاء القبض علي .. يجب أن أغادر الآن.. سأهرب إلى الغاب وأدفن نفسي تحت كومة ثلجٍ ما او أتسلق الأشجار الأشبه بخيامٍ بيضاء عسى يُجديني ذلك.. لا لن يجدي لديهم أجهزة لعينة متطورة تمكنهم من معرفة مكاني.. لدي بعض الوقت اسمع بقية اجابة سؤالك الأخير.
قلت له: مهلاً انا لم أسمع أي صوت أو شيء ينبي بقدوم أحد .. اهدأ لايمكنك المغادرة في مثل هذا الطقس .. ستموت بلا محالة.
قال متجاهلاً كلامي : قد اتسعت اليوم الهوة بين عامة الناس وقابيل ، فأضحى من الذكاء بحيث لايرى الناس فيه قابيلاً ، بل يحسبونه مُريداً لخيرهم.. ومن مكائدي أيضاً أنني كما يقول مفكريكم .. أوهمت الحَمل أن سبيل النجاة الأسرع والأفضل هو أن يتماهى مع الذئب.. أن يكون الذئب.. والآن وداعاً.
سألته بلهفة: من خلفك وماذا يريدون منك؟
قال: يريدون ماهو أسوأ من الأسلحة النووية والجمرة الخبيثة..
فتح الباب غادر وأغلقه بلا عناء.. جمدت للحظة ثم فتحت الباب وخرجت بمشقة كأني أزيح جبلاً من رياح ابتعدت بضعة أمتار صرخت أناديه لكن الرياح مزقت صوتي حاولتُ أن أجيل نظري في كل مكان بحثاً عنه لكن الثلج الهاطل والليل جعلا الدنيا لوحة ممسوحة المعالم بالونين الأبيض والأسود ولاشيء آخر ليُرى .. دخلت منزلي مضطراً لهول العاصفة وأنا أشعر بالحزن .. بالحزن على ذلك الرجل وبالحزن علينا نحن البشر جميعاً.
هممتُ أحضّرُ الطعام وكلي حسرة لأنني وقفت كالأحمق عندما غادر ولم أمنعه من ذلك.. كان يجب أن يكون جالساً الآن إلى جواري يتناول الطعام وتذكرت ماقرأته في أحد كتب الأديب اليوناني نيكوس كزانتزاكيس  "إلى متى يظل عدو المسيح أمير الدنيا " وإلى متى يظل الناس على دين ملكهم ؟!! صدقت يا أفلاطون حين قلت: " نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نردْ أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ على أن نفكر" نهضت وشرعتُ بغسل الأطباق وإذا بباب منزلي يُدقُّ مجدداً أفلتَ الطبق من بين يدي وقبل أن يصل الأرض كانت ردة فعلي أن خطوتُ نحو الباب أفتحه كي أدخل الرجل المختل صاحب الأحاديث العميقة ، لكن المفاجأة كانت أن رجالاً عدة دخلوا وداهمت منزلي ضواءٌ من النوافذ أضواء كشافات وليزر بنادق لم أتبين أشكالها أو أشكال من يحملونها بسبب طبقة الجليد على الزجاج ، كانوا أربعة رجال قد دخلوا منزلي يرتدون ملابساً متشابهة توحي أنهم ينتمون لهجة رسمية ما ، كانت معاطفهم فاخرة وتناسب الأجواء العاصفة .. تقدم أكبرهم سناً وقال بلطف .. نعتذر أننا دخلنا هكذا فجأة لكن الجو العاصف يجعل أي حوار ونحن نقف خارجاً مستحيلاً.
كانت هذه مراوغة ، فقد بثوا جيوش نظراتهم في أرجاء كوخي قبل أن يلتفتوا إليَّ بنظرة أو كلمة.
قلت: أيها السادة لماذا منزلي محاصرٌ ومحاطٌ بالكشافات على هذا النحو ؟ وهل لي أن أعرف كيف وصلتم إلى هنا والطائرات لايمكن أن تطير في مثل هكذا عاصفة حتى السيارات بكل أنواعها لايمكن أن تصل إلى هنا!! فأجابني كبيرهم بدماثة:
معذرة منك .. نحن نبحث عن أحدهم ونطلب إذنك بتفتيش دقيق للكوخ ، بالمناسبة أنا أدعى (جاك ولسن) وأنا من الاستخبارات الاتحادية وهذه بطاقتي..
قلتُ ساخراً: ألم تسمعني ياسيد جاك؟! أنا كنت أسألكم مستنكراً وصولكم إلى هنا وأنت تسالني عن وصول فردٍ سواكم؟! بالله عليك هل يمكن لأي مخلوق ولو كان دبّاً قطبياً أن يتحرك وسط هكذا عاصفة؟! على أي حال الكوخ أمامكم فتشوه كما تريدون..
سرعان ما أنهوا التفتيش وغادروا وقدم لي (جاك) بطاقة تحمل أرقام هواتفه لأتواصل معه في حال رأيت أحداً ما ،أو طلب أحدٌ ما ، اللجوء إلى كوخي.. فتعجبت قائلاً: سيد جاك ! لايوجد أبراج تغطية هاتفية في هذه المنطقة النائية كيف لي أن اهاتفك؟!
فسارع السيد (جاك) إلى إخراج هاتفٍ محمولٍ فخم وأعطاني إياه كهدية وقال لي أن هذا الهاتف يلتقط الشبكة من الأقمار الصناعية وبإمكاني ان أجري مكالمات عبره متى أشاء وفي أي وقتٍ أشاء ، ثم أكد لي أنني إذا تجاهلت ماقاله واستضفت أحداً أو تواصلت ورأيت أحداً ولم أبلغه عنه فهذا سيجعلني في خطر لأن الشخص الذي يبحثون عنه خطر.
غادروا وتبعتهم قليلاً يشدني الفضول لأعرف كيف وصلوا إلى هنا فذهلت حين رأيت بصحبتهم مُجنزرات غريبة تبدو متطورة وتوحي أنهم ضباطٌ في جيشنا الأمريكي وكان عددهم يزيد عن المئة .. ولابد أن هناك آخرين منتشرين في الأرجاء .. كل هؤلاء للإمساك برجلٍ واحد!!
هل هو الشيطانُ حقاً ؟! لعله مجرمٌ خطير كما يدعون.. دخلت كوخي ومضى عامان تقريباً وتخلصت من أزماتي النفسية مع المجتمع وعدت إلى مدينتي نيويورك ، وذات يومٍ داهمني التلفاز بصورة ذلك الرجل الذي لجأ إلى منزلي.. لقد كان يُنعى.. الرجل الذي يزعم أنه الشيطان قد مات جراء مرض السرطان عن عُمر ٍ يناهز التاسعة والثلاثين!!
إنه عالمٌ بدرجة بروفيسور ويحمل عدة تخصصات أبرزها في مجال (البيولوجيا) من نوابغ هذا العصر عمل لعدة سنوات مع وكالة الفضاء الدولية ناسا ثم عمل في كبرى مراكز الدراسات والأبحاث العسكرية حول العالم وتعتبر معظم اختراعاته في نطاق الأسرار العسكرية.. ثم عرضوا رثاءً معبراً ومقتضباً لزوجته.. دخلت إلى صفحته وصفحة زوجته في (فيس بوك) فرأيته أباً لطفلتين يعيش حياة مترفة مرفهة في قصرٍ في جزيرة ساحرة مع زوجته الجميلة.. بدا هذا غير منطقي .. تفجر ارتيابي حين رأيته قد نشر صورة بتاريخ ذات اليوم الذي لجأ فيه إلى كوخي وقد ظهر في الصورة يأكل الطعام مع زوجته وطفلتيه في مطعم في جزر الكناري وقد علق على الصورة قائلاً: " الآن من مطعم اللؤلؤة برفقة الأميرتين الصغيرتين (آنا) و(بريجيت) وملكة قلبي (كاثرين) دققت جيداً في الصور شعرت أنني أمام شبيهٍ له.. وإلى الآن مازال يجول السؤال بخاطري.. هل كنت وجهاً لوجه مع الشيطان؟ 
حتماً الشيطان لم يمت وليس تحت الأرض وسط الحمم إنه في مختبرٍ ما ، يصنع لنا كارثة ً ما..

أ.سامر منصور 
شكرا لتعليقك