لِعُشّاق فيروز
هلَّ سألتم أنفسكم من أين أتت بنصفها الآخر المُندثر الذي تشظى وتلظى في البُعد ؟
إنّها غرفت من حبِّ جبران وامتزج صوتها بوحدتهِ الجميلة قد غنت له ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻭﺍﻧﺲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖُ ﻭﻗﻠﺘﺎ ..
التي تعود بالأصل لقصيدة جبران وعنوانها المواكب
سلامٌ على ذكرى فيروز الباقيّة
وألف سلام على خيال جبران الشاخص الآن في كل مكان ..
..
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺼﻨﻮﻉٌ ﺇﺫﺍ ﺟُﺒﺮﻭﺍ
ﻭﺍﻟﺸﺮُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻔﻨﻰ ﻭﺇِﻥ ﻗﺒﺮﻭﺍ
ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺁﻻﺕٌ ﺗﺤﺮﻛﻬﺎ
ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﻮﻣﺎً ﺛﻢ ﺗﻨﻜﺴﺮُ
ﻓﻼ ﺗﻘﻮﻟﻦَّ ﻫﺬﺍ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﻠﻢٌ
ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻟﻦَّ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮَﻗُﺮُ
ﻓﺄﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻄﻌﺎﻥٌ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﺶِ ﻳﻨﺪﺛﺮ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺭﺍﻉٍ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊْ
ﻓﺎﻟﺸﺘﺎ ﻳﻤﺸﻲ ﻭﻟﻜﻦ .. ﻻ ﻳُﺠﺎﺭﻳﻪِ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊْ
ﺧُﻠﻖَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺒﻴﺪﺍً .. ﻟﻠﺬﻱ ﻳﺄْﺑﻰ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉْ
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﺐَّ ﻳﻮﻣﺎً .. ﺳﺎﺋﺮﺍً ﺳﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱَ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻳﺮﻋﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝْ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺪٍ ﻭﺫﻟﻴﻞْ
* * *
ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓُ ﺳﻮﻯ ﻧﻮﻡٍ ﺗﺮﺍﻭﺩﻩ
ﺃﺣﻼﻡ ﻣﻦ ﺑﻤﺮﺍﺩِ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺄﺗﻤﺮُ
ﻭﺍﻟﺴﺮُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﺴﺘﺮﻩُ
ﻓﺈِﻥ ﺗﻮﻟﻰَّ ﻓﺒﺎﻷﻓﺮﺍﺡِ ﻳﺴﺘﺘﺮُ
ﻭﺍﻟﺴﺮُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶِ ﺭﻏﺪُ ﺍﻟﻌﻴﺶِ ﻳﺤﺠﺒﻪُ
ﻓﺈِﻥ ﺃُﺯﻳﻞ ﺗﻮَّﻟﻰ ﺣﺠﺒﻪُ ﺍﻟﻜﺪﺭُ
ﻓﺈﻥ ﺗﺮﻓﻌﺖَ ﻋﻦ ﺭﻏﺪٍ ﻭﻋﻦ ﻛﺪﺭِ
ﺟﺎﻭﺭﺕَ ﻇﻞَّ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺎﺭﺕ ﺑﻪِ ﺍﻟﻔﻜﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺣﺰﻥٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡْ
ﻓﺈﺫﺍ ﻫﺐّ ﻧﺴﻴﻢٌ .. ﻟﻢ ﺗﺠﻰﺀْ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡْ
ﻟﻴﺲ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻻ .. ﻇﻞُّ ﻭﻫﻢٍ ﻻ ﻳﺪﻭﻡْ
ﻭﻏﻴﻮﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺒﺪﻭ .. ﻣﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻳﻤﺤﻮ ﺍﻟﻤﺤﻦْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻨﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦْ
* * *
ﻭﻗﻞَّ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣَﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﺎ
ﺗﺄﺗﻴﻪِ ﻋﻔﻮﺍً ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪِ ﺍﻟﻀﺠﺮْ
ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺣﻮَّﻟﻮﺍ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ
ﺃﻛﻮﺍﺏ ﻭﻫﻢٍ ﺇﺫﺍ ﻃﺎﻓﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺧﺪﺭﻭﺍ
ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺷﺮﺑﻮﺍ ﺳُﺮَّﻭﺍ ﻛﺄﻧﻬﻢُ
ﺭﻫﻦُ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﻋَﻠﻰَ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﻗﺪ ﻓُﻄﺮﻭﺍ
ﻓﺬﺍ ﻳُﻌﺮﺑﺪُ ﺇﻥ ﺻﻠَّﻰ ﻭﺫﺍﻙ ﺇﺫﺍ
ﺃﺛﺮﻯ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻷﺣﻼﻡ ﻳﺨﺘﻤﺮُ
ﻓﺎﻷﺭﺽ ﺧﻤﺎﺭﺓٌ ﻭﺍﻟﺪﻫﺮ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ
ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻟﻰ ﺳﻜﺮﻭﺍ
ﻓﺈﻥ ﺭﺃَﻳﺖ ﺃﺧﺎ ﺻﺤﻮٍ ﻓﻘﻞْ ﻋﺠﺒﺎً
ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻈﻞَّ ﺑﻐﻴﻢ ﻣﻤﻄﺮ ﻗﻤﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺳﻜﺮٌ .. ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻡِ ﺃﻭ ﺧﻴﺎﻝْ
ﻓﺎﻟﺴﻮﺍﻗﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻏﻴﺮ ﺃﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡْ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮُ ﺛﺪﻱٌ .. ﻭﺣﻠﻴﺐٌ ﻟﻸﻧﺎﻡ
ﻓﺈﺫﺍ ﺷﺎﺧﻮﺍ ﻭﻣﺎﺗﻮﺍ .. ﺑﻠﻐﻮﺍ ﺳﻦ ﺍﻟﻔﻄﺎﻡْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱَ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﻨﻰ ﺍﻟﻬﻀﺎﺏ
* * *
ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺣﻘﻞٌ ﻟﻴﺲ ﻳﺰﺭﻋﻪُ
ﻏﻴﺮُ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻬﻢُ ﻓﻲ ﺯﺭﻋﻪِ ﻭﻃﺮُ
ﻣﻦ ﺁﻣﻞٍ ﺑﻨﻌﻴﻢِ ﺍﻟﺨﻠﺪِ ﻣﺒﺘﺸﺮٍ
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﻮﻝ ﻳﺨﺎﻑُ ﺍﻟﻨﺎﺭَ ﺗﺴﺘﻌﺮُ
ﻓﺎﻟﻘﻮﻡُ ﻟﻮﻻ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚِ ﻣﺎ ﻋﺒﺪﻭﺍ
ﺭﺑﺎًّ ﻭﻟﻮﻻ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏُ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻰ ﻛﻔﺮﻭﺍ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦُ ﺿﺮﺏٌ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺟﺮﻫﻢْ
ﺇِﻥ ﻭﺍﻇﺒﻮﺍ ﺭﺑﺤﻮﺍ ﺃﻭ ﺃﻫﻤﻠﻮﺍ ﺧﺴﺮﻭﺍ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺩﻳﻦٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠﺒﻞ ﻏﻨﻰ .. ﻟﻢ ﻳﻘﻞْ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢْ
ﺇﻥَّ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺄْﺗﻲ .. ﻣﺜﻞ ﻇﻞٍّ ﻭﻳﺮﻭﺡْ
ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺩﻳﻦٌ .. ﺑﻌﺪ ﻃﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺢ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺧﻴﺮُ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓْ
* * *
ﻭﺍﻟﻌﺪﻝُ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽِ ﻳُﺒﻜﻲ ﺍﻟﺠﻦَّ ﻟﻮ ﺳﻤﻌﻮﺍ
ﺑﻪِ ﻭﻳﺴﺘﻀﺤﻚُ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻭﺍ
ﻓﺎﻟﺴﺠﻦُ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕُ ﻟﻠﺠﺎﻧﻴﻦ ﺇﻥ ﺻﻐﺮﻭﺍ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺪُ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮُ ﻭﺍﻹﺛﺮﺍﺀُ ﺇﻥ ﻛﺒﺮﻭﺍ
ﻓﺴﺎﺭﻕُ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻣﺬﻣﻮﻡٌ ﻭﻣﺤﺘﻘﺮٌ
ﻭﺳﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻳُﺪﻋﻰ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞُ ﺍﻟﺨﻄﺮ
ﻭﻗﺎﺗﻞُ ﺍﻟﺠﺴﻢِ ﻣﻘﺘﻮﻝٌ ﺑﻔﻌﻠﺘﻪِ
ﻭﻗﺎﺗﻞُ ﺍﻟﺮﻭﺡِ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺑﻪِ ﺍﻟﺒﺸﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻋﺪﻝٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ ﺃﻟﻘﻰ .. ﻇﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏْ
ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺮﻭُ ﻫﺬﻱ .. ﺑﺪﻋﺔٌ ﺿﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏْ
ﺇﻥ ﻋﺪﻝَ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺛﻠﺞُ .. ﺇﻥْ ﺭﺃﺗﻪُ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺫﺍﺏْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻋﺪﻝُ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﻨﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏْ
* * *
ﻭﺍﻟﺤﻖُّ ﻟﻠﻌﺰﻡِ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﻥ ﻗﻮﻳﺖْ
ﺳﺎﺩﺕْ ﻭﺇﻥ ﺿﻌﻔﺖْ ﺣﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻐﻴﺮُ
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻨﺔ ﺭﻳﺢٌ ﻟﻴﺲ ﻳﻘﺮﺑﻪُ
ﺑﻨﻮ ﺍﻟﺜﻌﺎﻟﺐِ ﻏﺎﺏَ ﺍﻷﺳﺪُ ﺃﻡ ﺣﻀﺮﻭﺍ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﺯﻳﺮ ﺟُﺒﻦ ﻭﻫﻲ ﻃﺎﺋﺮﺓ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺰﺍﺓِ ﺷﻤﻮﺥٌ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺘﻀﺮ
ﻭﺍﻟﻌﺰﻡُ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡِ ﺣﻖٌ ﻟﻴﺲ ﻳﻨﻜﺮﻩ
ﻋﺰﻡُ ﺍﻟﺴﻮﺍﻋﺪ ﺷﺎﺀَ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺃﻡ ﻧﻜﺮﻭﺍ
ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖَ ﺿﻌﻴﻔﺎً ﺳﺎﺋﺪﺍً ﻓﻌﻠﻰ
ﻗﻮﻡ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﺃَﻭﺍ ﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ ﻧﻔﺮﻭﺍ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻋﺰﻡٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒْ
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻷُﺳﺪُ ﺻﺎﺣﺖ .. ﻟﻢ ﺗﻘﻞْ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒْ
ﺇﻥ ﻋﺰﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻇﻞٌّ .. ﻓﻲ ﻓﻀﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﻄﻮﻑْ
ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺒﻠﻰ .. ﻣﺜﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻋﺰﻡُ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱْ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻔﻨﻰ ﺍﻟﺸﻤﻮﺱْ
* * *
ﻭﺍﻟﻌﻠﻢُ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺳﺒﻞٌ ﺑﺄﻥَ ﺃﻭَّﻟﻬﺎ
ﺃﻣﺎ ﺃﻭﺍﺧﺮﻫﺎ ﻓﺎﻟﺪﻫﺮُ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭُ
ﻭﺃﻓﻀﻞُ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺣﻠﻢٌ ﺇﻥ ﻇﻔﺮﺕ ﺑﻪِ
ﻭﺳﺮﺕَ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺮﻯ ﺳﺨﺮﻭﺍ
ﻓﺎﻥ ﺭﺃﻳﺖَ ﺃﺧﺎ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍً
ﻋﻦ ﻗﻮﻣﻪِ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺒﻮﺫٌ ﻭﻣﺤﺘﻘﺮُ
ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﻭﺑُﺮﺩ ﺍﻟﻐﺪ ﻳﺤﺠﺒﻪُ
ﻋﻦ ﺃُﻣﺔٍ ﺑﺮﺩﺍﺀِ ﺍﻷﻣﺲ ﺗﺄﺗﺰﺭُ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐُ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺳﺎﻛﻨﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮُ ﻻﻡَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻋﺬﺭﻭﺍ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺇﻥ ﺃﺑﺪﻯ ﻣﻼﻳﻨﺔً
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪُ ﺗﺪﺍﻧﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻡ ﻫﺠﺮﻭﺍ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻢٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻬﻮﻝْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥُ ﻣﺎﻟﺖْ .. ﻟﻢ ﺗﻘﻞْ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞْ
ﺇﻥّ ﻋﻠﻢَ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﺮَّﺍ .. ﻛﻀﺒﺎﺏٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻃﻠﺖ .. ﻣﻦ ﻭﺭﺍ ﺍﻷﻓﺎﻕ ﻳﺰﻭﻝْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱَ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡْ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻄﻔﻲ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡْ
* * *
ﻭﺍﻟﺤﺮُّ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻋﻪِ
ﺳﺠﻨﺎً ﻟﻪُ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻓﻴﺆﺗﺴﺮْ
ﻓﺎﻥ ﺗﺤﺮَّﺭ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺑﺠﺪﺗﻪِ
ﻳﻈﻞُّ ﻋﺒﺪﺍً ﻟﻤﻦ ﻳﻬﻮﻯ ﻭﻳﻔﺘﻜﺮُ
ﻓﻬﻮ ﺍﻷﺭﻳﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﺼﻠﺒﻪِ
ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻠﺤﻖِّ ﺑُﻄﻞٌ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻄﺮُ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻄﻠﻴﻖُ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﺴﺮُّﻋﻪِ
ﺣﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺝِ ﻣﺠﺪٍ ﺧﺎﻟﺪٍ ﺻِﻐﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺣﺮٌّ .. ﻻ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺪﻣﻴﻢْ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻣﺠﺎﺩُ ﺳﺨﻒٌ .. ﻭﻓﻘﺎﻗﻴﻊٌ ﺗﻌﻮﻡْ
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﻠﻮﺯ ﺃﻟﻘﻰ .. ﺯﻫﺮﻩ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻬﺸﻴﻢْ
ﻟﻢ ﻳﻘﻞْ ﻫﺬﺍ ﺣﻘﻴﺮٌ .. ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻣﺠﺪٌ ﺍﺛﻴﻞْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﺯﻧﻴﻢٍ ﻭﺟﻠﻴﻞْ
* * *
ﻭﺍﻟﻠﻄﻒُ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺃﺻﺪﺍﻑ ﻭﺇﻥ ﻧﻌﻤﺖْ
ﺃﺿﻼﻋﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺭُ
ﻓﻤﻦ ﺧﺒﻴﺚٍ ﻟﻪ ﻧﻔﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺓٌ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﻦ ﻭﺃُﺧﺮﻯ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮُ
ﻭﻣﻦ ﺧﻔﻴﻒٍ ﻭﻣﻦ ﻣﺴﺘﺄﻧﺚ ﺧﻨﺚِ
ﺗﻜﺎﺩُ ﺗُﺪﻣﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺛﻮﺑﻪِ ﺍﻹﺑﺮُ
ﻭﺍﻟﻠﻄﻒُ ﻟﻠﻨﺬﻝِ ﺩﺭﻉٌ ﻳﺴﺘﺠﻴﺮُ ﺑﻪِ
ﺇﻥ ﺭﺍﻋﻪُ ﻭﺟﻞٌ ﺃﻭ ﻫﺎﻟﻪُ ﺍﻟﺨﻄﺮُ
ﻓﺎﻥ ﻟﻘﻴﺖَ ﻗﻮﻳﺎًّ ﻟﻴﻨﺎً ﻓﺒﻪِ
ﻷَﻋﻴﻦٍ ﻓﻘﺪﺕْ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺼﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏِ ﻟﻄﻴﻒٌ .. ﻟﻴﻨﻪُ ﻟﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥْ
ﻓﻐﺼﻮﻥُ ﺍﻟﺒﺎﻥ ﺗﻌﻠﻮ .. ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻨﺪﻳﺎﻥْ
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﻄﺎﻭﻭﺱُ ﺃُﻋﻄﻲ .. ﺣﻠﺔً ﻛﺎﻷﺭﺟﻮﺍﻥ
ﻓﻬﻮَ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﺣﺴﻦْ .. ﻓﻴﻪِ ﺃﻡ ﻓﻴﻪِ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻟﻄﻒُ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﺿﻌﻴﻒٍ ﻭﺿﻠﻴﻊْ
* * *
ﻭﺍﻟﻈﺮﻑُ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻤﻮﻳﻪٌ ﻭﺃﺑﻐﻀﻪُ
ﻇﺮﻑُ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍ ﻣﻬﺮﻭﺍ
ﻣﻦ ﻣُﻌﺠﺐٍ ﺑﺄﻣﻮﺭٍ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻬﻠﻬﺎ
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻪ ﻧﻔﻊٌ ﻭﻻ ﺿﺮﺭُ
ﻭﻣﻦ ﻋﺘﻲٍّ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪِ ﻣﻠﻜﺎً
ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻧﻐﻢٌ ﻓﻲ ﻟﻔﻈﻬﺎ ﺳُﻮَﺭُ
ﻭﻣﻦ ﺷﻤﻮﺥٍ ﻏﺪﺕ ﻣﺮﺁﺗﻪُ ﻓﻠﻜﺎً
ﻭﻇﻠﻪُ ﻗﻤﺮﺍً ﻳﺰﻫﻮ ﻭﻳﺰﺩﻫﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻇﺮﻳﻒ .. ﻇﺮﻓﻪُ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞْ
ﻓﺎﻟﺼﺒﺎ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻴﻞ .. ﻣﺎ ﺑﻬﺎ ﺳﻘﻢُ ﺍﻟﻌﻠﻴﻞْ
ﺇﻥ ﺑﺎﻷﻧﻬﺎﺭ ﻃﻌﻤﺎً .. ﻣﺜﻞ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺴﻠﺴﺒﻴﻞْ
ﻭﺑﻬﺎ ﻫﻮﻝٌ ﻭﻋﺰﻡٌ .. ﻳﺠﺮﻑُ ﺍﻟﺼﻠﺪَ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻇﺮﻑُ ﺍﻟﻈﺮﻳﻒْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﺭﻗﻴﻖ ﻭﻛﺜﻴﻒْ
* * *
ﻭﺍﻟﺤﺐُّ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺷﻜﺎﻝٌ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ
ﻛﺎﻟﻌﺸﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﻻ ﺯﻫﺮٌ ﻭﻻ ﺛﻤﺮُ
ﻭﺃﻛﺜﺮُ ﺍﻟﺤﺐِّ ﻣﺜﻞُ ﺍﻟﺮﺍﺡ ﺃﻳﺴﺮﻩ
ﻳُﺮﺿﻲ ﻭﺃﻛﺜﺮﻩُ ﻟﻠﻤﺪﻣﻦِ ﺍﻟﺨﻄﺮُ
ﻭﺍﻟﺤﺐُّ ﺇﻥ ﻗﺎﺩﺕِ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻣﻮﻛﺒﻪُ
ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﻳﻨﺘﺤﺮُ
ﻛﺄﻧﻪُ ﻣﻠﻚٌ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮ ﻣﻌﺘﻘﻞٌ
ﻳﺄﺑﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﻋﻮﺍﻥ ﻟﻪ ﻏﺪﺭﻭﺍ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺧﻠﻴﻊ .. ﻳﺪَّﻋﻲ ﻧُﺒﻞَ ﺍﻟﻐﺮﺍﻡْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ ﺧﺎﺭﺕْ .. ﻟﻢ ﺗﻘﻞْ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻴﺎﻡْ
ﺇﻥ ﺣﺐَّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﺍﺀٌ .. ﺑﻴﻦ ﺣﻠﻢٍ ﻭﻋﻈﺎﻡْ
ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻟَّﻰ ﺷﺒﺎﺏٌ .. ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺴﻘﺎﻡْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱَ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺣﺐٌّ ﺻﺤﻴﺢْ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻣﻠﻴﺢْ
* * *
ﻓﺎﻥ ﻟﻘﻴﺖَ ﻣﺤﺒﺎً ﻫﺎﺋﻤﺎً ﻛﻠﻔﺎً
ﻓﻲ ﺟﻮﻋﻪِ ﺷﺒﻊٌ ﻓﻲ ﻭِﺭﺩﻩِ ﺍﻟﺼﺪﺭُ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱُ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﻮَ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥُ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﺴﻰ
ﻳﺒﻐﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐِّ ﺃﻭ ﻳﺮﺟﻮ ﻓﻴﺼﻄﺒﺮُ
ﺃَﻓﻲ ﻫﻮﻯ ﺗﻠﻚ ﻳﺴﺘﺪﻣﻲ ﻣﺤﺎﺟﺮﻩُ
ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮُ
ﻓﻘﻞْ ﻫﻢُ ﺍﻟﺒﻬﻢُ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻭُﻟﺪﻭﺍ
ﺃﻧَّﻰ ﺩﺭﻭﺍ ﻛﻨﻪَ ﻣﻦ ﻳﺤﻴﻲ ﻭﻣﺎ ﺍﺧﺘﺒﺮﻭﺍ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻋﺬﻝٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﺐْ
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻐﺰﻻﻥُ ﺟُﻨّﺖْ .. ﺇﺫ ﺗﺮﻯ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻐﻴﺐْ
ﻻ ﻳﻘﻮﻝُ ﺍﻟﻨﺴﺮُ ﻭﺍﻫﺎً .. ﺇﻥ ﺫﺍ ﺷﻲﺀٌ ﻋﺠﻴﺐْ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﺪﻋﻰ .. ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺧﻴﺮُ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻒٍ ﻭﺭﺻﻴﻦْ
* * *
ﻭﻗﻞ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﻓﺨﺎﺭَ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﻴﻦَ ﻭﻣﺎ
ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻤﺮ ﺍﻟﻐﻤﺮُ
ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﺠﺰﺭﺓٌ
ﻭﻓﻲ ﺣﺸﺎﺷﺔِ ﻗﻴﺲِ ﻫﻴﻜﻞٌ ﻭﻗﺮُ
ﻓﻔﻲ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﻏﻠﺒﺔٌ ﺧﻔﻴﺖْ
ﻭﻓﻲ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻮﺯُ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮُ
ﻭﺍﻟﺤﺐُّ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻧﻌﺮﻓﻪُ
ﻛﺎﻟﺨﻤﺮ ﻟﻠﻮﺣﻲ ﻻ ﻟﻠﺴﻜﺮ ﻳﻨﻌﺼﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺫﻛﺮٌ .. ﻏﻴﺮ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦْ
ﻓﺎﻷﻭﻟﻰ ﺳﺎﺩﻭﺍ ﻭﻣﺎﺩﻭﺍ .. ﻭﻃﻐﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﺣﺮﻭﻑٍ .. ﻓﻲ ﺃﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦْ
ﻓﺎﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﻔﻀّﺎﺡ ﻳﺪﻋﻰ .. ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦّ .. ﻭﺍﻧﺲ ﻇﻠﻢ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺰﻧﺒﻖ ﻛﺄﺱٌ .. ﻟﻠﻨﺪﻯ ﻻ ﻟﻠﺪﻣﺎﺀ
* * *
ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﻮﻯ ﺷﺒﺢٍ
ﻳُﺮﺟﻰ ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺭَ ﺟﺴﻤﺎً ﻣﻠﻪُ ﺍﻟﺒﺸﺮُ
ﻛﺎﻟﻨﻬﺮ ﻳﺮﻛﺾ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻣﻜﺘﺪﺣﺎً
ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀَﻩُ ﻳﺒﻄﻲ ﻭﻳﻌﺘﻜﺮُ
ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺗﺸﻮُّﻗﻬﻢْ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺑﻪِ ﻓﺘﺮﻭﺍ
ﻓﺈﻥ ﻟﻘﻴﺖَ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺼﺮﻑٌ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ ﻓﻘﻞ ﻓﻲ ﺧُﻠﻘﻪِ ﺍﻟﻌﺒﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺭﺟﺎﺀٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻞْ
ﻛﻴﻒ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺟﺰﺀﺍ .. ﻭﻋَﻠﻰَ ﺍﻟﻜﻞ ﺣﺼﻞْ
ﻭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺴﻌﻲُ ﺑﻐﺎﺏٍ .. ﺃَﻣﻼً ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﻞْ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺭﺟﺎﺀً .. ﺇِﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﻴﻚ ﺍﻟﻌﻠﻞْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱَ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﻧﺎﺭٌ ﻭﻧﻮﺭْ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺷﻮﻕٌ .. ﻻ ﻳﺪﺍﻧﻴﻪِ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ
***
ﻏﺎﻳﺔُ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻃﻲَّ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻗﺪ ﺧﻔﻴﺖْ
ﻓﻼ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮُ ﺗﺒﺪﻳﻬﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﻮَﺭُ
ﻓﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺇﻥ ﺑﻠﻐﺖْ
ﺣﺪَّ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺗﻼﺷﺖ ﻭﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﺨﺒﺮُ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻲ .. ﺃﺛﻤﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﻧﻀﺠﺖْ
ﻭﻣﺮَّﺕِ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﺮُ
ﻭﺫﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻲ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺇﻥ ﻫﺠﻌﺖ
ﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻬﻮﻳﻢٌ ﻭﻻ ﺳﻤﺮُ
ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻇﻞٌّ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﺇﺫﺍ
ﺗﻌﻜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀُ ﻭﻟّﺖ ﻭﻣَّﺤﻰ ﺍﻷﺛﺮ
ﺿﻞَّ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻼ ﺍﻟﺬﺭَّﺍﺕُ ﻓﻲ ﺟﺴﺪٍ
ﺗُﺜﻮﻯ ﻭﻻ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺗﺨﺘﺼﺮ
ﻓﻤﺎ ﻃﻮﺕْ ﺷﻤﺄﻝٌ ﺃﺫﻳﺎﻝ ﻋﺎﻗﻠﺔٍ
ﺇﻻ ﻭﻣﺮَّ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲْ ﻓﺘﻨﺘﺸﺮُ
ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻓﺮﻗﺎً .. ﺑﻴﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺟﺴﺪْ
ﻓﺎﻟﻬﻮﺍ ﻣﺎﺀٌ ﺗﻬﺎﺩﻯ .. ﻭﺍﻟﻨﺪﻯ ﻣﺎﺀٌ ﺭﻛﺪْ
ﻭﺍﻟﺸﺬﺍ ﺯﻫﺮٌ ﺗﻤﺎﺩﻯ .. ﻭﺍﻟﺜﺮﻯ ﺯﻫﺮٌ ﺟﻤﺪْ
ﻭﻇﻼﻝُ ﺍﻟﺤﻮﺭِ ﺣﻮﺭٌ .. ﻇﻦَّ ﻟﻴﻼً ﻓﺮﻗﺪْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱَ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺟﺴﻢٌ ﻭﺭﻭﺡ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﻏﺒﻮﻕ ﻭﺻﺒﻮﺡْ
* * *
ﻭﺍﻟﺠﺴﻢُ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﺭﺣﻢٌ ﺗﺴﺘﻜﻦُّ ﺑﻪِ
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺒﻠﻮﻍِ ﻓﺘﺴﺘﻌﻠﻰ ﻭﻳﻨﻐﻤﺮُ
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦُ ﻭﻣﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺳﻮﻯ
ﻋﻬﺪِ ﺍﻟﻤﺨﺎﺽ ﻓﻼ ﺳﻘﻂٌ ﻭﻻ ﻋﺴﺮُ
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺷﺒﺎﺣﺎ ﻳﻼﺯﻣﻬﺎ
ﻋﻘﻢُ ﺍﻟﻘﺴﻲِّ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺷﺪَّﻫﺎ ﻭﺗﺮُ
ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺪﺧﻴﻠﺔُ ﻭﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻣﺎ ﻭُﻟﺪﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﻴﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺒﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﺭُ
ﻭﻛﻢ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻧﺒﺖٍ ﺑﻼ ﺃَﺭﺝٍ
ﻭﻛﻢ ﻋﻼ ﺍﻷﻓﻖ ﻏﻴﻢٌ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻄﺮُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻋﻘﻴﻢٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞْ
ﺇﻥَّ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻧﻮﺍﺓً .. ﺣﻔﻈﺖ ﺳﺮ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞْ
ﻭﺑﻘﺮﺹ ﺍﻟﺸﻬﺪ ﺭﻣﺰٌ .. ﻋﻦ ﻓﻘﻴﺮ ﻭﺣﻘﻮﻝْ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﺮُ ﻟﻔﻆ .. ﺻﻴﻎ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺟﺴﻢٌ ﻳﺴﻴﻞْ
ﻭﺃﻧﻴﻦُ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﺃﺑﻘﻰ .. ﻣﻦ ﻣﺴﻮﺥ ﻭﻧﻐﻮﻝْ
* * *
ﻭﺍﻟﻤﻮﺕُ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻻﺑﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺧﺎﺗﻤﺔٌ
ﻭﻟﻸﺛﻴﺮﻱّ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺒﺪﺀُ ﻭﺍﻟﻈﻔﺮُ
ﻓﻤﻦ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﻓﻲ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺳﺤﺮﺍً
ﻳﺒﻘﻰ ﻭﻣﻦ ﻧﺎﻡَ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻨﺪﺛﺮُ
ﻭﻣﻦ ﻳﻼﺯﻡُ ﺗﺮﺑﺎً ﺣﺎﻝَ ﻳﻘﻈﺘﻪِ
ﻳﻌﺎﻧﻖُ ﺍﻟﺘﺮﺏَ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻤﺪ ﺍﻟﺰﻫﺮُ
ﻓﺎﻟﻤﻮﺕُ ﻛﺎﻟﺒﺤﺮ ﻣَﻦْ ﺧﻔّﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ
ﻳﺠﺘﺎﺯﻩ ﻭﺃﺧﻮ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﻳﻨﺤﺪﺭُ
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻣﻮﺕٌ .. ﻻ ﻭﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ
ﻓﺈﺫﺍ ﻧﻴﺴﺎﻥ ﻭﻟﻰَّ .. ﻟﻢ ﻳﻤﺖْ ﻣﻌﻪُ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭْ
ﺇﻥَّ ﻫﻮﻝِ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻫﻢٌ .. ﻳﻨﺜﻨﻲ ﻃﻲَّ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭْ
ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﺭﺑﻴﻌﺎً .. ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻓﺎﻟﻐﻨﺎ ﺳﺮُّ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ
ﻭﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻳﺒﻘﻰ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﻨﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
* * *
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻭﺍﻧﺲ ﻣﺎ ﻗﻠﺖُ ﻭﻗﻠﺘﺎ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻨﻄﻖُ ﻫﺒﺎﺀٌ .. ﻓﺄﻓﺪﻧﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ
ﻫﻞ ﺗﺨﺬﺕَ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻣﺜﻠﻲ .. ﻣﻨﺰﻻً ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭْ
ﻓﺘﺘﺒﻌﺖَ ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻲ .. ﻭﺗﺴﻠﻘﺖَ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭْ
ﻫﻞ ﺗﺤﻤﻤﺖَ ﺑﻌﻄﺮٍ .. ﻭﺗﻨﺸﻘﺖ ﺑﻨﻮﺭْ
ﻭﺷﺮﺑﺖ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺧﻤﺮﺍً .. ﻓﻲ ﻛﺆُﻭﺱ ﻣﻦ ﺃﺛﻴﺮ
ﻫﻞ ﺟﻠﺴﺖ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﺜﻠﻲ .. ﺑﻴﻦ ﺟﻔﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﺐْ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻗﻴﺪ ﺗﺪﻟﺖْ .. ﻛﺜﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐْ
ﻓﻬﻲ ﻟﻠﺼﺎﺩﻱ ﻋﻴﻮﻥٌ .. ﻭﻟﻤﻦ ﺟﺎﻉ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡْ
ﻭﻫﻲ ﺷﻬﺪٌ ﻭﻫﻲ ﻋﻄﺮٌ .. ﻭﻟﻤﻦ ﺷﺎﺀَ ﺍﻟﻤﺪﺍﻡْ
ﻫﻞ ﻓﺮﺷﺖَ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﻟﻴﻼً .. ﻭﺗﻠﺤﻔﺖَ ﺍﻟﻔﻀﺎ
ﺯﺍﻫﺪﺍً ﻓﻲ ﻣﺎ ﺳﻴﺄْﺗﻲ .. ﻧﺎﺳﻴﺎً ﻣﺎ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ
ﻭﺳﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺤﺮٌ .. ﻣﻮﺟﻪُ ﻓﻲ ﻣﺴﻤﻌﻚْ
ﻭﺑﺼﺪﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﻠﺐٌ .. ﺧﺎﻓﻖٌ ﻓﻲ ﻣﻀﺠﻌﻚْ
ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻱ ﻭﻏﻦِّ .. ﻭﺍﻧﺲَ ﺩﺍًْﺀ ﻭﺩﻭﺍﺀ
ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﻄﻮﺭٌ .. ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎﺀ
ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﺃﻱ ﻧﻔﻊٍ .. ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺯﺣﺎﻡْ
ﻭﺟﺪﺍﻝٍ ﻭﺿﺠﻴﺞٍ .. ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺝٍ ﻭﺧﺼﺎﻡْ
ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺧُﻠﺪٍ .. ﻭﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕْ
ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﺎ ﺑﻌﺠﺰٍ .. ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺑﻂﺀٍ ﻳﻤﻮﺕْ
* * *
ﺍﻟﻌﻴﺶُ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻟﻮ ﻧُﻈﻤﺖ
ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺘﻲ ﻟﻐﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺗﻨﺘﺜﺮ
ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻫﺮُ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻪ ﺃَﺭﺏٌ
ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺭﻣﺖُ ﻏﺎﺑﺎً ﻗﺎﻡَ ﻳﻌﺘﺬﺭُ
ﻭﻟﻠﺘﻘﺎﺩﻳﺮ ﺳﺒﻞٌ ﻻ ﺗﻐﻴﺮﻫﺎ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻋﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﻗﺼﺮﻭﺍ .
..
اعداد
المُقدمة_ل مهدي علي رستم
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء