... وطني سورية
لو عشتُ دهراً سوف أبقى أكتبُ
ماجال في خواطري عن بلدي
أحرُّ أشواقي لهُ ولوعتي
ولهفتي إلى لقا الفراقدِ
أحنُّ للربوع فيكَ موطني
حنينُ طفلٍ ورضيعٍ للثدي
وأعشقُ الجبالَ في سهولهِ
وأعشقُ أحراشهُ والجُّرَدِ
تسلسلتْ مياههُ منابعاً
كستْ بها سهولهُ بالبُرَدِ
بخيركَ الوفيرُ كنتَ أوّلاً
وما بخِلتَ بالعطا عن أحدِ
على مدى السنينَ كنتَ مطمعاً
للزّائرِ والعابرِ والجّاحدِ
منك الحضاراتُ تناثرتْ على
أصقاعها خالدةً للأبدِ
كم مرّةً دُمِّرتَ ياذا الوطنَ
وما رضختَ مرّةً للمعتدي
ودائماً وعودهُ ميثاقهُ
ولم يخُنْ عهداً ولا المُعاهدِ
يكفيكَ فخراً أنّك أوّلَ من
كتبتَ حرفاً من حروفِ الأبجدِ
وكنتَ حضناً لجميع النّاسِ من
كلِّ شعوبِ الارضِ والعقائدِ
تكالبتْ عليكَ كلّ الأممِ
من شرقها لغربها بالموعدِ
تسلّلتْ لارضكَ ذئابهم
حاملةً أفكارهم بالحُقُدِ
واندلعتْ أقذرُ حربٍ عُرفتْ
على مدى تاريخنا حتّى الغدِ
أرقى خصالها دناءةٌ وخس
سةٌوتدنيسٌ لطُهرِ المعبدِ
وقودها فقرٌ وجهلٌ أحمقٌ
دارتْ رحاها خدمةً للسائدِ
قتلٌ وذبحٌ للنّساء حتّى ل
لشّيوخ والأطفالِ كالطرائدِ
كلّ الّذين سُلّحوا عاثوا بها
كبيرهم صغيرهم والمُقعدِ
فخضّبوا ثَراكَ من دمائنا
فاصبحتْ نوراً كما الزّمرّدِ
وكلّهم ضحيّةٌ لحربهم
فيها من الدّمارِ مالم يُعهدِ
لتغدُ أشلاءً ممزّقاً بذا
يُفكّكوا الزّندَ عن السّواعدِ
ليلعبَ الطّغاةُ فيكَ لعبهم
بذا تَكُنْ فريسةً للصائدِ
جنودكَ الأحرارَ كانوا حرساً
أمينةً عليكَ في المراصدِ
لكي تعود ياوطنْ موحداً
منارةً تُضيءُ دربَ العائدِ
فاصحوا أيا عُربٌ وكونوا وحدةٌ
لتستعيدوا المجدَ للأوابدِ
د . محمد قطلبي سورية
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء