الصمت الأنيق
.............................................................................
موعدٌ لي مع الفراغ على رصيف وجداني ، ولا موعدٌ لي مع الأمل جالسته مصادفة ً على كرسيٍّ حجري من شاهدات القبور .
باغتتنا أمطار القدر فقدم لي الأمل معطفاً ظاهره السندس وباطنه أكفاني . تسامرنا .. تحدثنا في العتمة عن اللاكلمات وعن نهر ٍ ألقيت فيه قلبي دلواً فخرج ينضح بالملح .. عن نهرٍ كنت أسميه نهر الاماني.. راقبنا بحر الوجود وأمواجُ العبث تقذف في وجهي زبداً وحَباباً قِوامهما أيامي.
لا أدري أطال الحديث بيني وبين الأمل .. فالساعة على معصمي كانت مُقلة ً بيضاء محاطة ً بأجفان الجمود.
قال لي الأمل في اللاموعد بيننا أنه أخرس.. وأن عليه أن يفارقني على أن يكون موعدنا التالي على جسر اللالقاء.. وهكذا بقيتُ وحدي على ذلك الكرسي الحجري أستأنس بقراءة الذكريات المحفورة عليه وبصوت وقع أقدام الصمت الأنيق الذي كان يسير تحت أمطار القدر.. على رصيفٍ من دمع ٍ تطفو فوقه كراسيٌّ من حَجر.
سامر منصور
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء