( الأيقونة)
..............................................................................
إن أصل كلمة "أيقونة" ليس يونانياً، بل إنّهُ سوريٌّ_آراميٌّ بامتياز؟!
على الرغم من الاعتقاد السائد بأن أصل لفظة "أيقونة" هو يوناني eikona أوhaghia eikon إلا أن أصل فن الأيقونة : هو "شرقي، بل هو سوري بصفة أكثر تحديدا"ً. وهنا يطرح سؤال نفسه علينا وهو : لماذا يكون أصل الاسم يونانياً إذا كان أصل فن الأيقونة سورياً ؟
فالمنطق يقضي بأن يكون المسمى والاسم من أصل واحد. فإما أن يكونا سوريين معاً، أو يكونا يونانيين معاً.
والحقيقة أنني توصلت، بعد البحث في أصول الكلمة، إلى أن الاسم أصله "آرامي سرياني" ( أي سوري ). وهو ينحدر من الفعل السرياني الثلاثي :{ ܝܩܢ = يَقـَنَ وفي السريانية (ܝܩܢܗ = يَقّنيه } تعني مَثَّلَ الشيء وصَوَّرَهُ وشَخَّصَهُ (إنظر المقتطع من قاموس سرياني في إحدى الصور الثلاثة المرفقة بهذا المنشور ). ومنه اشتق الاسم ( ܝܘܩܢܐ = يوقنا ) أي مثال الشيء والصورة والتمثال. واللفظة قابلة للتصريف والاشتقاق في السريانية اعتباراً من مصدرها ( أي الفعل الثلاثي ) الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن الكلمة ليست دخيلة على السريانية في حين أنه لا يوجد في اليونانية أصل أو مصدر ثلاثي لكلمة eikona وهذا يدل على أن الكلمة دخيلة على اليونانية.
أصل فن رسم الأيقونة :
يشير الباحث والفنان المختص بالأيقونة الأستاذ الياس_زيات إلى المنشأ السوري لفن رسم الأيقونة. وهو يرجع هذا الفن إلى فن النحت والرسم التدمريين اللذيْن سادا في القرون الثلاثة الأولى الميلادية. وهو يدعم وجهة نظره هذه بالكثير من الأمثلة المقنعة التي تظهر أوجه الشبه الكبيرة بين فن الأيقونة والمنحوتات الجنائزية التدمرية، التي سبقت الأيقونة زمنياً، سواءٌ من حيث الوضعيات أم الملابس أم النظرات إلى اللامتناهي التي تتسم بها الأيقونة. وهو، أي الأستاذ زيات، يستشهد بأقدم ما وصلنا من فن الأيقونة أو الجدرانيات التي أتت من كنيسة لعلها الأقدم المكتشفة حتى الآن وهي من مدينة دورا_أوروبوس على ضفاف الفرات ليس بعيداً عن مدينة الميادين السورية. والكنيسة كانت عبارة عن بيت يمتلكه أحد المؤمنين قام بتحويله إلى كنيسة فأدخل عليه بعض التعديلات الضرورية وزين جدرانه بالرسوم (الأيقونات). وقد اكتشفت هذه الكنيسة بعثة جامعة يال YALE الأمريكية وقامت بنقل الجدرانيات إلى متحف الجامعة وهي مازالت هناك إلى اليوم. والكنيسة والجدرانيات تعودان إلى أواخر القرن الثالث الميلادي وأوائل القرن الرابع، وهي أقدم الأمثلة التي وصلتنا حتى الآن عن كنيسة مسيحية أو عن أيقونات. واللافت هو الشبه الكبير الموجود بين طريقة التمثيل أو التشخيص المستخدمة في هذه الأيقونات وبين الفن التدمري من نحت ورسم . كما يستشهد الأستاذ زيات أيضاً بجدرانيات الكنيس اليهودي في دورا أوروبوس أيضاً والمحفوظة حالياً في متحف دمشق الوطني.
ويستطرد الباحث زيات أيضاً ليتناول الفن القبطي ( أي المصري ) وشبهه الكبير بالفن السوري مرجعاً هذا الفن إلى أصول تدمرية ولكن، ليس بشكل مباشر، بل كتطور عن فن الفَيّوم الجنائزي الذي يصور بالرسم وبالألوان صورة المتوفى بطريقة تحمل شبهاً لافتاً بالمنحوتات الجنائزية التدمرية. ويبرر الأستاذ زيات هذا الشبه بحقيقة أن فن الفيوم قد أفاد من الفن التدمري أيام الملكة زنوبيا التي احتلت مصر بين عامي ( 270م و 271 ) م. ومن فن الفيوم الجنائزي استفاد الفنان المسيحي القبطي في تصوير أيقوناته.
ملاتيوس_جغنون
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء