عن العلمانية بإعتبارها توحيد ومساواة بين المختلفين
.....................................................................................
١_ الأديان والمعتقدات في الوطن الواحد مهما تضاءل حجمه ومهما أخفت إيدولوجيته الرسمية أقلياته و مهما أختلق أصوليوه من "هويات خيالية" يوجد مؤمنون من مخلتف الأديان والمذاهب ويوجد لا دينيون. ...وهؤلاء توحدهم العلمانية المأمولة الأنها مبدأ الحياد المشترك.
٢_العلمانية ليست دينا.وليست رأيا.بل هي الإتفاق المبدئي على إمكان تعدد الأراء وجواز تعددها . وجواز إختلافها يمكن إن يبقى إختلافا لا رجعة فيه
٣_ في خضم الصراع بين العلمانية والأسلام السياسي فإنني أرى من الأنسب أن يلزم المدافع عن العلمانية موقعه وإن لا يحاول القيام بدور رجل البوليس في هذه المعركة فإذا كان الحوار يقتضي إيجاد أرضية مشتركة بين المتخاصمين فإن العلمانية هي نفسها بإعتبارها دفاعا عن المشترك الجامع بين المختلفين.
٤_ إن مقولة ( إذا لم يكن الإله موجودا فكل شيئا يصبح مسموحا به) كما وردت على لسان أحد أبطال دستوفسكي في رواية الأخوة كارمازوف . فالإيمان الديني لم يمنع الجريمة وعدم الإيمان لا يؤدي بصاحبه إلى إلى الجريمة والإستباحة المحرمات الأساسية التي تشترك فيها كل المجتمعات أساسها محرم نكاح الأقارب ومحرم القتل غير المبرر ولذلك عارض( جان لاكان) هذا بقولة : إذا مات الله لم يعد آي شيئ مسموحا) .
٥_ ما جناة المسلمون من تبعات الخلط بين السياسة والدين والقانون من تعصب وطائفية وهدر للدماء وضياء لحقوق النساء والإقليات وتضخم للفتوي والفتاوي المضادة والإهتراء للإجتهاد لايقل عما جرى في أوربا منذ طيلة قرون من حروب طاحنة.قبل إن تتوصل شعوبها إلى صيغ مختلفة لإرساء العلمانية ولا يمكن أن يكون الإسلام إستثناء داخل مسارات التحررالبشري من قيود التقليد واللامساواة.
٦_ إن التكفير والفتوى بالقتل ضد ناشطين وعلمانين تكلموا مافي صدورهم وتعاطفوا مع غيرهم وصمت الأنظمة العربية وتخاذلها في حماية المفكرين وعدم إستصدارها القوانين المانعة للتحريض على القتل بدافع ديني ضد هؤلاء المدافعين عن حرية الضمير مع قلتهم ولاتتسع لهم المنابر العريضة ولكنهم أقوياء بالمطالبة والتسمية والجرأة على التفكير وحقهم في الوجود وحرية التعبير.
٧_ دائما هناك خلط بين إحترام حرية المعتقد والمعتقد بحد ذاته كل المعتقدات قابلة لنقد والتفكيك وليس هناك ممنوع اللمس على التفكير
ربما تكون هذه الأفكار بعيدة عن الواقع الراهن رغم وجود حراك ثقافي ربما يسير ببطء.ولكن المطالبة تفتح الأفق وترسخ الحق.اليد التي تشير إلى الأفق تبتدئ وتبصم وتجدد السياسي .مان كان بالأمس يبدو مستحيلا أصبح الأن واقعا
رجاء بن سلامة .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء