العثور على “المخطوطة السينائية” في دير_سانت_كاترين
........................................................................................
وهي ( أقدم نسخة ) من الإنجيل، ( 4 ) شباط / فبراير ( 1859 ) م
المخطوطة_السينائية إحدى أهم ( مخطوطتين في العالم للعهد الجديد ) يعود إلى القرن الرابع وقد كتب بين سنة ( 325 و 360 ) ويحتوي على كلا "العهد القديم و الجديد" ويعتبر من اقدم المخطوطات الذي يحتوي على معظم اسفار_الكتاب_المقدس. توجد المخطوطة اليوم في "المكتبة البريطانية" ، "جامعة لايبزك" و"المكتبة الوطنية الروسية".
.
ما هي المخطوطة السينائية ؟ :
هي : مخطوطة للكتاب_المقدس_المسيحي مكتوب في منتصف القرن الرابع وتحتوي على « أقدم نسخة كاملة للعهد الجديد » الكتابة في المخطوطة "باللغة اليونانية" , "العهد الجديد مكتوب باللغة اليونانية القديمة" ( Koine )، وتحتوي على العهد القديم المعروف ( بالترجمة السبعينية ) التي تم إعتمادها بواسطة المسيحيين الأوائل المتحدثين باللغة اليونانية . تمت إضافة العديد من الحواشي للعهد القديم والجديد معاً بواسطة سلسلة طويلة من المصححين . للمخطوطة السينائية أهمية هائلة بالنسبة لتاريخ الكتاب المقدس وتاريخ صناعة الكتب وبالأخص لإعادة تكوين النص الأصلي للعهد الجديد .
.
قصة إكتشاف المخطوطة السينائية
في عام ( 1844 ) بدأ #تشيندورف، الذي كان أستاذاً بجامعة ليبزج ولم يكن قد تجاوز الثلاثين من العمر، رحلته الطويلة في الشرق الأدني بحثاً عن مخطوطات الكتاب المقدس. وفي زيارته لدير "سانت كاترين" بجبل_سيناء، وجد مصادفةً بعض الرقوق في سلة للمهملات كانت ممتلئة بالأوراق التي كان مصيرها أن تستخدم في إشعال الفرن الخاص بالدير. وبفحص هذه الرقوق تبين أنها نسخة من « الترجمة السبعينية للعهد القديم » مدونة بالحروف الكبيرة المنفصلة اليونانية. وقد استعاد من هذه السلة ما لا يقل عن ( ثلاثة وأربعين من هذه الأوراق ) وذكر له رهبان الدير أن ضعف ما يمكن أن تحمله السلة في المرة الواحدة من هذه الأوراق قد احترق بهذه الطريقة !.
.
- وبعد ذلك، عندما عرض على تشيندورف أجزاء أخرى من المخطوطة نفسها ( وكانت تحوي #سفر_إشعياء كاملاً و سفري_المكابيين الأول والثاني)، حذَّر الرهبان من استخدام مثل هذه الرقوق في إشعال النيران وذلك لقيمتها البالغة. أما الأوراق الثلاث والأربعون التي سمح له بالاحتفاظ بها فكانت تحوي أجزاء من سفر_أخبار_الأيام الأول و إرميا و #نحميا و أستير، وعندما عاد إلى أوروبا أودعها مكتبة جامعة ليبزج، حيث تبقي إلى الآن. وفي عام ( 1846 ) نشر محتوياتها وأطلق عليها اسم مخطوطة_فريدريك_أوغسطس تكريماً ( للملك فريدريك أوغسطس ) الذي كان ملكاً لموطن المكتشف وراعياً له. ولم تثمر زيارة تشيندورف التالية إلى الدير عام ( 1853) عن اكتشاف أي مخطوطات جديدة إذ كان الرهبان مرتابين بسبب الحماس الذي أبداه للمخطوطات أثناء زيارته الأولي عام ( 1844 ) .
.
ثم قام بزيارة ثالثة في عام ( 1859 ) بتوجيه من "القيصر الروسي ألكسندر الثاني". وقبل مغادرته الدير بفترة قصيرة، قدم تشيندورف لمشرف الدير نسخة من الترجمة السبعينية التي كان قد نشرها في ليبزج. وعندئذ ذكر له المشرف أن لديه أيضاً نسخة من الترجمة السبعينية وأخرج من خزانة قلايته مخطوطة ملفوفة في قطعة قماش حمراء. فرأي العالم تشيندورف أمام عينيه، وقد استولي عليه الذهول، الكنز الذي طالما كان يتوق لرؤيته. وطلب، مخفياً مشاعره ومتظاهراً بعدم الاكتراث، تصريحاً بفحص المخطوطة في ذلك المساء. وعندما حصل تشيندورف على هذا التصريح عاد إلى حجرته وظلَّ ساهراً طوال الليل مبتهجاً بدراسة المخطوطة – لأنه ، كما يقول في يومياته ( التي كتبها باللاتينية لكونه عالماً ) بدا النوم وكأنه تدنيساً للمقدسات
- وسرعان ما وجد أن المخطوطة تحتوي على أكثر مما كان يرجوه، لأنها لم تكن تحتوي فقط على معظم العهد القديم ولكن أيضاً على العهد الجديد الذي كان سليماً بل وفي حالة ممتازة، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك الأعمال المسيحية الأولي للقرن الثاني الميلادي، فكانت هناك رسالة_برنابا ( ولم تكن تعرف قبلاً إلا من خلال إحدى الترجمات اللاتينية الضعيفة ) وجزء كبير من راعي_هرماس، الذي لم يكن يعرف منه حتى ذلك الوقت إلا اسمه فقط .
.
أهمية المخطوطة السينائية
المخطوطة السينائية من أهم شواهد الترجمة السبعينية اليونانية للعهد القديم وأيضاً العهد الجديد , لا توجد أي مخطوطة مسيحية أخرى تم تصحيحها بهذا الكم الهائل من التصحيحات من قبل . إذا ما ألقينا نظرة على المخطوطة سنكتشف الكم الكبير من التصحيحات , بالأخص العهد القديم الترجمة السبعينية . زمن التصحيحات تتراوح ما بين زمن ( النساخ الأصليين ) من القرن الرابع إلى الذين قاموا بالتصحيح في القرن الثاني عشر , وتتراوح هذه التصحيحات بين تغيير كلمات إلى إضافة نصوص كاملة .
.
إنتاج المخطوطة السينائية
المخطوطة السينائية تم كتابتها بواسطة أكثر من ناسخ ، "كونستانتين تشيندروف" ( مكتشف المخطوطة ) في القرن التاسع عشر قام بتحديد أربعة منهم , بعد أبحاث أخرى تم التقرير على أنهم ثلاثة فقط , ولكن ما زال هناك إحتمالية وجود ناسخ رابع قد ساعد في كتابة المخطوطة . كل من النساخ الثلاثة الذين ليس حولهم شك له أسلوب كتابة مميز يمكنك التعرف عليه مع التدريب , أيضاً كل من النساخ الثلاثة له طريقة مميزة في تهجئة الكلمات , وبالأخص الحروف اللينة التي كان يكتبها الناسخ عن طريق السماع . من المرجح أن أحد هؤلاء النساخ الثلاثة كان ناسخاً محترفاً .
.
( يجب الإشارة إلى أن المخطوطة السينائية كتبت بواسطة الإملاء وليست عن طريق النسخ من مخطوطة أخرى أقدم منها )
.
من أجل عمل المخطوطة كان يجب على النساخ تقرير بعض الأشياء :
تحديد شكل معين للمخطوطة ( أربعة عواميد في كل صفحة للعهد الجديد ) .
تقسيم العمل بين النساخ .
تجهيز الورق بالإضافة تحديدها بإطار وتجهيز الأعمدة .
الحصول على الأقلام والحبر .
كتابة النص .
التحقق من النص مع التصحيح .
تجميع المخطوطة كاملاً في كتاب مع ترتيب الأسفار .
.
المصدر : مدونة التاعب
الصورة : كتاب مقدس يعود لعام
1885 )
.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء