صوت الضمير الأخرس
.....................................................................................
يقال إن ديوجين الحكيم كان يحمل قنديلا وهو يسير في وضح النهار بشوارع المدينة.يبحث عن العدالة المفقودة. والحاكم العادل.
حضرتني هذه الشخصية التاريخية وانا أتابع بعض جلسات اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشلالات الدم . التي تنزف من أجساد أولئك الأبطال على اختلاف أعمارهم. في غزة العزة والكرامة. وهم يقاومون المحتل الصهيوني في مسيرات العودة. وسقوط سبعة شهداء وقرابة خمسمئة جريح يوم الجمعة الأخيرة المتوافق مع اجتماعات هذه الهيئة الدولية التي يفترض أن تمثل الضمير العالمي. وبصوت خجول قدمت مذيعة إحدى الفضائيات إحصاء تقريبيا لعدد الشهداء الذين ارتقوا بأرواحهم السموات العلا واضاؤوا بدمائهم تلك الظلمة العارمة التي اطبقت على الأرض والسماء .
فكانت مدهشة ومرعبة في آن. لاسيما من عدد الأطفال والشيوخ والنساء.
شعبنا العربي الفلسطيني الذي يتصدى برجولة وشجاعة نادرتين. بصدوره العارية إلا من الإيمان بالدفاع عن أرضه ومقدساته. وبالحجارة التي تحولت بين أصابعه إلى قنابل حارقة على رؤوس الأعداء. شعبنا الفلسطيني الذي دفع ويدفع ثمن الحرية والعدالة غاليا على مدى سبعة عقود ونيف. الم يحن الوقت لنصرته والوقوف إلى جانبه في محنته. ؟ ولاسيما من إخوته وأبناء جلدته الذين يتشدقون بالعروبة والإسلام. ؟ والقدس تباع بالمزاد العلني في سوق صفقة القرن؟ وصوت الضمير العالمي الأخرس الذي تضج بحناجره الجمعية العامة للأمم المتحدة. أما حان له أن يقذف بالبحصة التي خنقت ذلك الصوت بوجه الصهيونية التي فاقت جرائمها جرائم النازية وكل الجرائم الأخرى في تاريخ الإنسانية على أرض فلسطين.؟
إنه العصر الصهيوني الذي سيؤول عاجلا أم آجلا عن خارطة الجغرافية الكونية الى زوال .وتنجلي ظلمته إلى الأبد. وتسطع شمس حرية الشعوب المقهورة في السماء من جديد ولو بعد حين.
المواطن رقم 14
الدكتور حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء