مازلنا في سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية خلال فترة السبعينيات لنتحدث اليوم عن:
المناضل أبو يوسف النجار
................................................................................
محمد يوسف النجار المعروف أبو يوسف النجار قيادي فلسطيني من مواليد يبنا بقضاء الرملة عام 1927 بارز وأول قائد عام لقوات العاصفة عند الانطلاقة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان, وممثل فلسطين في مؤتمر وزراء الخارجية والدفاع العرب في القاهرة عام 1971
*نشاطه الحزبي :
أتم دراسته الابتدائية انتقل بعد ذلك إلى القدس حيث اكمل دراسته الثانوية في الكلية الإبراهيمية. ثم مارس التعليم في قريته لمدة عام واحد 1947 ،قبل أن تحل نكبة فلسطين عام 1948 التي اضطرته إلى ترك يبنا والعيش في حي الشابورة في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزةحيث عمل مدرسا حتى عام 1956. تميز النجار بنشاطه السياسي ، وقاد المظاهرات والحركات الاحتجاجية في قطاع غزة ضد مشروع التوطين في سيناء ولم يترك قطاع غزة إلا عام 1958., غادر قطاع غزة على ظهر مركب شراعي عام 1957 إلى سورية فالأردن فقطر، حيث عمل موظفا بوزارة المعارف القطرية. شارك منذ عام 1964 في انطلاقة فتح وتفرغ لها منذ عام 1967. انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا عن حركة فتح 1969 عين رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، فتميز بحرصه الشديد على تمتين العلاقات الفلسطينية اللبنانية وقد ظل محتفظا بهذين المنصبين حتى اغتياله ليلة العاشر من نيسان- أبريل 1973 على أيدي وحدة إسرائيلية خاصة كما استهدفت كمال ناصر وكمال عدوان.
وتخليدا لذكرى أبو يوسف أطلقت السلطة الوطنية الفلسطينية اسمه على مفترق طرق رئيس في مدينة غزة واحدى المدارس وعلى أكبر المستشفيات في مدينة رفح.
و أما عن ليلة الاغتيال يروي ياسر النجار سفير دولة فلسطين في النرويح ابن الشهيد ابو يوسف النجار حقائق وتفاصيل حول عملية الفردان ..
*ليلة الاغتيال :
في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من فجر العاشر من نيسان عام 1973 استيقظ يوسف أكبر أبناء الشهيد أبو يوسف على صوت إطلاق نار خفيف في الشارع الذي يقطنون فيه. هرع يوسف (16 عاما) إلى غرفة والديه ليوقظ والده الذي قال له أن إطلاق النار ربما كان من أحد الأعراس في الجوار. وقبل أن يعود يوسف إلى غرفته دوى إنفجار شديد اثر عبوة ناسفة لباب شقة أبو يوسف واقتحم 8 إلى 10 من رجال الكوماندوز الإسرائيلي الشقة. كان بعضهم ملثم وبعضهم بدون غطاء للوجه يتحدثون بالعبرية والإنجليزية والعربية.
وأسرع أبو يوسف واغلق الباب الفاصل بين غرف النوم وغرفة الجلوس في الشقة وقال ليوسف احضر مسدسي بسرعة. إلا أن رجال الموساد كانوا خلف ذلك الباب وقد بدأوا بإطلاق النار من اسلحتهم الرشاشة على الباب.
وأصيب أبو يوسف بعدة رصاصات في أنحاء مختلفة في جسده ولكنه لم يسقط . اقتحم القتلة المكان بوابل من الرصاص على أبو يوسف الذي ظل واقفاً يتلقى الرصاص في جسده بينما كان يتفقد بعينيه ابناءه وبناته من حوله وصرخ في وجه ابنه البكر يوسف قائلاً له ;أهرب;
كانت شقتنا في الطابق السادس ولم يدري يوسف أين يذهب فاتجه صوب غرف نوم والديه والرصاص يلاحقه فأصابت إحدى الرصاصات كتفه الأيسر . إستخدم يوسف سلك الهاتف فربطه في درابزين الشرفة وحاول النزول إلى الشارع ولكنه فوجئ برجل وامرأة في الشارع يطلقون النار عليه فدخل إلى شقة في الطابق الخامس .
في هذه الأثناء خرجت أم يوسف خلف زوجها وابن خالتها لتصد عنه بعض الرصاص بيديها. فكانت تدفع بهم للخلف بينما أبو يوسف ظل واقفاً وقد امتلأ صدره وجسمه بالرصاص. حاول القتلة ابعادها بضربها بكعب البندقية على وجنتها لكنها استماتت في محاولاتها اليائسة للدفاع عن زوجها وأبنائها.
وأصبحت أم يوسف عائقاً في وجه فريق الإغتيال- هذا ما قاله إيهود باراك في مذكراته- فأطلق عليها ثلاث رصاصات استقرت احداها في وجنتها والثانية في رقبتها والثالثة في صدرها فسقطت. وصرخ أبو يوسف فيهم ; قتلتوها يا كلاب ; ثم سقط إلى جوارها مضرجاً بالدماء أمام غرفة نومي أنا واخواني يوسف وخالد.
بعد دقائق قليلة انتهى كل شيء غادر القتلة بيتنا بعد أن اطلقوا مئات الرصاصات في كل اتجاه. على الجدران والأثاث والنوافذ فكانت الأرض مليئة بشظايا الخشب والاسمنت والزجاج .
كنت أنظر إلى باب غرفتي لأرى ساقي والدي الممدة على الأرض حين امسكت أختي ختام
كفي أنا وأخي خالد لتخرجنا من الغرفة. فخرجنا مسرعين إلى المطبخ إلا أني تزحلقت في دماء ابي واختلست نظرة سريعة على وجه ابي كانت الأخيرة.
وكانت كبرى اخوتي حكمت (20 عاما ) تحضن أمي بين ذراعيها ولم تكن فارقت الحياة بعد ولكنها كانت تنزف بشدة من رأسها ثم توفيت بعد ذلك بساعتين أو ثلاثة على الأكثر .
لروحه الرحمة و السلااام ....
من عدة مصادر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء