أنماط الكتاب
.......................................................................................
" لعل الكثير يتفق معي على أن الكتابة هي إحدى وسائل التعبير عن الأفكار ووسيلة خطاب وتفاهم صامتة ولكن ليست هي بلا ضوابط وأهداف!!
فحينما نريدها أن تكون رسالة هادفة فيها كشفٌ عن حالة وتوجيهٌ لفئة من المجتمع ،يجب أن تتوفر فيها أساليب الخطاب والبلاغة وطرق الإقناع النفسي والعقلي ...
ولكن حينما نريد أن نكتب لأجل التعبير عن موضوع ما و مهملين لبعض ضوابط الكتابة المفصلية وغير عابئين بالمتلقي وكيف سيتذوق تلك الأفكار أو كاتب همه إبراز شخصيته من خلال التمهر في صياغة المكتوب فهنا فقدت الكتابة قيمتها الرسالية كوسيلة خطاب!
إذنا يمكننا أن نقول أن هناك ثلاثة أنماط من الكُتاب :
رسالي هادف يوظف الكتابة لأهداف إنسانية وعلمية ... ليضيف فكرة ، أو يوضح غامض ، أو يفسر مبهم ، أو يصف صورة ،أو يحلل مركبا ، أو يبدع في تركيب خيال ...
وكاتب غير رسالي ، يمكن أن نسميه شخصي !هدفه أن يبرز تمهره في الكتابة وقدرته على اعتناق السطور حيثما أراد ويرسم فكرته بألوان جذابة لينال عددا من المعجبين ويتوصل من خلالها لمآربه النفسية ، ودوافع ذوقية شخصية ، فيغرد خارج السرب ولا يتدخل في علاج ظواهر مجتمعه أو الكشف عن ملابسات قضايا غامضة على الناس ، فهو عائم في أبراجه مهتم بتنميق مقالاته ..
وكاتب مهمل لسباكة ما يكتبه بنحو منضبط بقواعد الكتابة وأساليبها قالبا ومعنى فتضيع فكرته في متاهات ركاكة الأسلوب أو هشاشة المفردات أو يخلط المعاني بنحو يشوش على المتلقي ماهو مقصده ؟
فحينما تلتمع فكرة في ذهن كاتب عليه أن ينتبه إلى دوافعه من كتابة تلك الفكرة ؟ هل هي دوافع رسالية ام شخصية ؟
ثم ليعمد إلى الاساليب والضوابط التي تتقوم عليها كتابة المقالات وإبراز الجانب البَرّاق في الفكرة لا مجرد إنه يسطرها بنحو إنشائي كلاسيكي ممل وصياغة روتينية تخلو من التجديد في الطرح والبيان ..
ومما يدعو للعجب ان بعضهم يفتقد إلى الذوق في عَنْوَنَة مقالاته بنحو يحطم فيه جمالية المقال ويفقدها قيمتها الأدبية والذوقية فتجد (عنوان) المقال سطرا أو سطرا ونصف ؟؟!! وبصياغة فاقدة لجهتها الإعلامية وكأنك تقرأ سطرا من كتاب ؟؟!!
فالكاتب عليه أن يجلس قبال نفسه حينما يكتب و يكون أذن تتذوق صياغاته كما لو كان واحدا ممن يتلقون كتاباته ويلاحظ مواطن الركة أوالتشابك أو غياب النسقية والانسجام في محاور مقاله ، ولا يكن همه جانب على حساب آخر فالكاتب الهادف أنيس الخواطر يُمتع قُرّائه بعباراته الواضحة والسهلة الأنيقة ، ومعينا على كشف متعلقات موضوعه بمصباح قدرته الكتابية وإحساسه المرهف .
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء