pregnancy

تل الشيخ علي




تل الشيخ علي
...................................................................................

الموقع: يقع تل الشيخ علي إلى الشرق من مدينة سلمية بانحراف بسيط نحو الجنوب، في أرض سهلية منبسطة، ويبعد عن مدينة سلمية حوالي (8 كم)، وهو يقع في المنطقة العقارية (الشيخ علي) عقارية (176)، وقد سُجل كموقع أثري في محافظة حماه ـ منطقة سلمية تحت الرقم (22/آ تا / بتاريخ 26/6/1973 م) مع حرم عبارة عن منطقة تحيط بالتل بعرض (25 م) من أسفل حدود التل من الخارج .
التسمية حديثة إلا أن التسمية الحقيقية للموقع لاتزال مجهول وربما تظهر من خلال أعمال تنقيبية في المستقبل كما هو حال الكثير من المواقع الأثرية في سوريا مثال (تل مرديخ)إيبلا... 
وصف التل: يعتبر تل الشيخ علي أكبر التلال الأثرية في منطقة سلمية والتي يتجاوز عددها (40) تلاً. 
يتألف التل من منطقة مرتفعة على شكل كتلتين تبدأان من الجهة الغربية الشمالية باتجاه الجنوب، وتشكلان أكروبولين، ومن سور مستطيل الشكل يمتد شرقاً.
الأبعاد: يبلغ طول التل من الجهة الشمالية بما فيه السور مع الكتلة المرتفعة التي تقع على امتداده (625 م) تقريباً مقاساً من الخارج: أي من خارج السور والكتلة التي تقع على امتداده غربا. 
أما طول السور وحده فيبلغ (390متراً) من الجهة الشمالية وبنفس المسافة من الجهة الجنوبية.
والسور الجنوبي ينعطف شمالاً ثم غرباً مسافة (175م) ليلاقي كتلة الأكروبول الغربي الجنوبي في منتصفه تقريباً وهو الأكروبول الأعلى، قبالة أعلى نقطة فيه وقبل التقائه به يوجد انخفاض في مستوى السور يحتمل أن يكون باباً غربياً ينزل منه إلى المنطقة المجاورة.
ويبلغ طول السور من الجهة الشرقية (500 م) باتجاه جنوب شمال.
تظهر في كل من السورين الجنوبي والشمالي فتحة قريبة من الأكروبولين تدل على أنها بوابات متناظرة في السورين، أما السور الشرقي فتظهر فيه فتحة قريبة من الطرف الجنوبي وعلى بعد (125 م) منه، وهي تعتبر بوابة شرقية وحيدة، وهناك فتحة مناظرة لها قريبة من الطرف الشمالي تبدو وكأنها كانت مدخلاً أيضاً، ويعتقد أن ارتفاع السور كان بحدود (9 أمتار) أو يزيد، حيث يظهر فوق السور الترابي الجنوبي وتحديداً إلى الشرق من البوابة الغربية فيه جزء واضح من السور الحجري القديم، المبني من الحجر الغشيم، والجزء الظاهر منه بطول (60 م) وعرض (3 أمتار)، ويمكن أن نلاحظ من شكل السور أنه كان يتصل بأبراج موزعة على امتداد هذا السور، ومن الجدير بالذكر أن هذا السور هو بارتفاع واحد في كل من أجزائه الشرقية والجنوبية والغربية، بينما نجده ينخفض في جزئه الشمالي لمسافة (200م) فقط، ثم يبرز السور شمالاً حوالي (20 متراً)،ليعود إلى ارتفاعه السابق، مستمراً في امتداده حتى يلاقي الأكروبول الشمالي الغربي الذي يقع على امتداده وحيث توجد البوابة الشمالية قرب الأكروبول.
من الجهة الغربية يرتفع التل بكتلتين إلى قرابة (25 م)، وتمثل هاتين الكتلتين أكروبولين أحداهما من الجهة الشمالية الغربية، والثاني من الجهة الغربية الوسطى وهو الأكثر ارتفاعاً، أي أنه يقع في وسط عرض التل من الجهة الغربية ويبلغ امتداد الأكروبول الشمالي وحده (250 م)باتجاه شرق غرب مقاساً من الخارج أما امتداد الأكروبولين من الغرب حيث يندمجان هناك (210 أمتار) مقاسة من الخارج أيضاً.
مساحة التل: تبلغ مساحة التل الكلية (315 دونماً) تقريباً أي (315000 م2).
يمكن مشاهدة أساسات أو بقايا الجدران على سطح الأكروبول الأوسط (الجنوبي) ومن المحتمل أن تكون تلك الأساسات أو بقايا الجدران عائدة لمقر مؤلف كما هو ظاهر من مساحة مستطيلة أبعادها (14.40 م × 12.90 م)متصلة بمساحة مسورة أكبر ربما كانت باحة للقصر المذكور أبعادها (32 م × 21.50 م)، يلحق بها غرف من الناحية الشرقية الشمالية أبعادها (6.09 م) بعرض أقل، وعددها أكثر من (6 غرف)، وعلى مسافة منها إلى الشرق يلاحظ وجود سور للقصر من الجهة الشرقية. وهنا لابد من الإشارة إلى ان هذه المنطقة قد شوهتها القبور الحديثة التي تحفر في وسطها وعلى جوانبها وتلك القبور في زيادة مطردة، وهذه المشكلة بحاجة لحل سريع من قبل الجهات الآثارية المختصة.
ومن جهة أخرى فإن الأكروبول الثاني والذي يفصله عن سابقه منخفض بسيط في الوسط، يعتقد بأنه كان معبداً، يمكننا أن نشاهد على سطحه أساس حجري، كما يوجد في منتصف حافته الشمالية فتحه تدل على وجود بوابة عالية لها برجان جانبيان، يتم الصعود إليها بشكل مائل من جهة الغرب.
من جانب آخر فأن الأكروبولين ينحدران بشكل حاد شرقاً باتجاه المدينة الواقعة داخل الأسوار، وهنا يمكننا أن نشاهد سويات من الحجارة العريضة مما يوحي بوجود طوابق، تعرض جزء منها لعبث اللصوص.
ولا يخفى عن أي شخص يزور التل العدد الكبير من الكسر الفخارية المتناثرة في جميع أرجاء التل، وهي ذات أشكال متنوعة وألوان متعددة تراوحت بين اللون الأحمر بعدة تدرجات والبني والأسود وحتى المائل للأزرق والأخضر ذي النموذج المزجج، ما يدل على أهمية هذا الموقع من الناحية التاريخية ـ الآثارية والحضارية.
كذلك فإن أول ما يصادفه الزائر للموقع ذلك الخندق العميق المحيط بالتل والذي لايزال واضحاً بشكل كبير من الجهة الشرقية والنصف الغربي من الجهة الشمالية ومن الجهة الجنوبية حيث تمتد قناة ماء حُفرت في الصخر تظهر فتحاتها المتقاربة على مسافات واحدة حوالي (25 م) تقريباً، ويختلف اتساع فتحاتها فهي في الغالب ضيقة، لكنها تنفتح بشكل واضح  مقابل الطرف الغربي للسور الجنوبي رغم عمقها في الصخر إلى أن تظهر فوق سطح الأرض إلى الغرب من التل، وهي تتجه في جريانها من الشرق إلى الغرب، وتسمى حالياً قناة الشيخ علي. 
وتعتبر ظاهرتي الخندق والقناة نموذجاً مطبقاً في كل التلال الأثرية المنتشرة في منطقة سلمية وذلك لتأمين الحماية والدفاع  إضافة لمياه الشرب والزراعة وخاصة أثناء الحصارات العسكرية.
أهمية هذا التل تاريخياً: نظراً لتوضع هذا التل في منطقة سهلية خصبة تستمد مياهها من القناة المذكورة بالإضافة لعدة أقنية أخرى قريبة من منطقة التل، ونظراً لوقوعه على الطريق التجاري الهام بين حماه وتدمر مروراً بسلمية، فإن لهذا التل ولاشك أهمية كبيرة تؤكدها الاعتبارات التالية:1- كبر حجم التل فهو يزيد عن (32 هكتار) مقاساً من خارج الأسوار دون إلحاق مساحة الخندق المحيط به.
2- وجود سور حوله وكتلتين متجاورتين عاليتين تمثلان أكروبولين ربما يعودان لقصر ومعبد.
3- موقعه على أهم الطرق التجارية التي تمر بمنطقة سلمية ذات الموقع المتوسط في بلاد الشام والتي تربطها بكل من تدمر والمنطقة الفرات وبالشمال منطقة إيبلا وحلب وبحماه من الغرب وبمملكة قطنة (تل المشرفة من الجنوب).
4- وجود عدد كبير من التلال الأثرية في المناطق المجاورة له، وجميعها أصغر حجماً منه ربما كانت ضمن نطاق مجاله السياسي والعسكري والاقتصادي.
5 ـ خصب الأرض السهلية حوله والتي اشتهرت بقنواتها التي تسيل فيها كما اشتهرت بزراعاتها المتنوعة، مما أعطى للموقع أهمية اقتصادية كبيرة، وبالتالي أهمية عسكرية بما كانت تؤمنه هذه المساحات الزراعية من دعم مادي في فترات الحروب والمنازعات، أي أنها كانت تمثل الظهير الزراعي لهذا الموقع وربما لغيره.
ولا يفوتنا التنويه إلى قرب المسافة بين تل الشيخ علي وتل المشرفة (قطنة) والشبه الكبير في شكل التلين.

أمين قداحة


شكرا لتعليقك