pregnancy

أعظم الأمهات..بقلم الأستاذ وليد حيدر




أعظم الأمهات
.......................................................................................

بمناسبة عيد الأم أحب أن أوجه رسالة إلى الأمهات اللواتي لم ينجبن ولدا فيزيولوجيا، وأقول لهن إن الأمومة الحقيقية هي التي تجسد عاطفة الحب بأوسع معانيه. وهذه العاطفة ليست بالضرورة أن يكون موضوعها الطفل أو الطفلة التي تتكون داخل االرحم، إنما قد يكون موضوعها حب الطفولة عموما وحب الخير. وربما الله سبحانه وتعالى حرمكن من الأمومة الفيزيولوجية من أجل توجيه عواطفكن السامية وطاقاتكم الخلاقة نحو أمور وقضايا أعلى وأسمى كحب الخير بأوسع معانيه وتجلياته. 
فالمرأة التي حرمت من الإنجاب بإمكانها أن توجه عواطفها نحو حب كل الأطفال فيكون مثلها مثل البستان الذي يشعر بكنفه كل الأطفال بالراحة والحب والسعادة والعطاء. 
أنا شخصيا أعرف إمرأة لم تنجب استطاعت من خلال حبها للخير وحبها للناس أن تكون أعظم أم في العالم، من خلال رعايتها واهتمامها بأبناء أخوتها وأخواتها وامتد خيرها ليشمل حتى أفرادا من عائلتها الكبيرة، وأولادها الآن بالعشرات كلهم عندهم استعداد للتضحية من أجلها بالغالي والنفيس من أجلها وكلهم يحلفون بإسمها وعندهم استعداد للركوع تحت قدميها حبا واحتراما وتقديسا لعطائها وعاطفتها. 
وعندما كبرت وأصيبت بمرض أقعدها صار أولادها غير الفيزيولوجين يتنافسون على رعايتها، فأخذوها لأرقى المستشفيات وجلبوا لها أفضل الأطباء، والآن الجميع يهتمون بها ويتسابقون على خدمتها

أ.وليد حيدر 
شكرا لتعليقك