. دمشق .. أيا دمشق !
.....................................................................................
لا يكاد يغيب عن فكري قول الشاعر العربي أحمد_شوقي بمدينة_دمشق :
« لولا دمشق ما كانت طليطلة
ولا زهت ببني العباس بغدان »
إلى قوله :
- جرى وصفق يلقانا بها بردى كما تلقاك دون الخلد رضوان …
فقد عايش تاريخ هذه المدينة نشوء_حضارات كان لها شأن بتاريخ قارات العالم القديم أكان ذلك بقارة آسيا أم قارة أفريقيا أو قارة أوروبا.
ولعلّ إطلالة على هذه المدينة من أعلى مآذن { جامعها الأموي } تدل على امتداد دمشق شرقاً بغرب، وشمالاً بجنوب، بفسيفساء امتزج بها « الأخضر بالأبيض بالرمادي والألوان الأخرى » في سيمفونية تجعل من هذه المدينة أشبه "بأيقونة انصهرت بها معاني التحابّ والوفاء والعطاء" لتقدّم للإنسانية شعبا يعيش بأفيائها عيشة الوفاء والإيثار، والذوب بكيان واحد، أكان ذلك بحالات اليسر والرخاء، أم بحال الشدّة والضيق.
وقد أطلق على هذه المدينة أسماء عدّة كان منها :
جدّة_المدن، و المدينة_الخالدة، و لؤلؤة_الشرق، كما أطلق عليها اسم زهرة_النعيم، و عين_البادية، و روضة_الفراديس، وأيضا ً: « شامة على خدّ الزمان »، و عين_الشرق، و عتبة_الصحراء، فضلاً عن اسم : ينبوع_الجنّة، و الوردة_الأرجوانية.
وكان من الأسماء التي أطلق على مدينة دمشق اسم : جلّق وهي « كلمة من أصل فارسي مشتقة من جلق أي حلق الشعر ». وهذه التسمية من قسمين :
- القسم الأول هو : ( جل ّ ) أي "وردة أو زهرة"،
- والقسم الثاني هو، لك أي مئة ألف. فتكون جلّق، بمعنى { مئة ألف زهرة }.
- وهناك من يذهب إلى أن هذه التسمية إنما هي نسبة إلى "صنم"، أو "تمثال لامرأة يخرج من فمها الماء" .
ولعل الأصول من هذا كله، أن تسمية دمشق من { التسميات_الآرامية } بالألف الأول قبل الميلاد.
وقد وصفت مدينة دمشق بأنها ( حّلة من الماء )، و ( بحر من الزبرجد )، وهو :
« الزمرّد المعروف بالعرف الشعبي، وذلك تشبيها بزورق من الخضرة ».
كما وصفت هذه المدينة بأنها حورية "مستلقية بين الأنهار" .
- ومنهم من يذهب إلى أن اسم دمشق مشتق من « قماش حريري مزخرف ومطرز بخيوط ذهبية وفضية »، يستعمل بأغطية المفارش الثمينة، ولعل هذا القماش هو قماش_البروكار الذي ينسج بدمشق. ثم أطلقت التسمية على كل ما هو مصنوع من "الفولاذ الدمشقي" المعروف باسم الجوهر.
أما تسمية دمشق بالشام، فهي : مصطلح جغرافي يضم البلاد الممتدة من "العريش بجنوب فلسطين"، إلى "نهر الفرات شمال شرقي سورية الطبيعية"، فهي بذلك تضم { سورية ولبنان وفلسطين والأردن }.
وقد لقّبت دمشق بالشام « لشامات حمر وسود وبيض تتلون بها أرضها »، أي لتنوع أراضيها وكثرة قراها، وتداني بعضها من بعض، فشبهت بالشامات.
وهناك من يذهب إلى القول : إن إطلاق اسم الشام على مدينة دمشق، إنما هو :
« نسبة إلى "سام بن نوح" عليه السلام، لأنه نزل بها، وقد قلبت السين شيناً فكان اسم : الشام ».
وقد بنى اليونان لدمشق سوراً له سبعة أبواب"، على غرار ما كان لمدنهم، ونسبوا هذه الأبواب « للنجوم والكواكب والأقمار ».
- فكان الباب_الشرقي فيه للشمس، و باب_كيسان لزحل، و الباب_الصغير للمريخ، و باب_الجابية للمشتري، و باب_توما للزهرة، كما نسبوا باب_السلام لعطارد، و باب_الجنيق للقمر.
وقد شملت مدينة دمشق، داخل سورها وخارجه عدداً من الأحياء يربط بينها أزقة وحارات، فالحارة تتكون من : عدة بيوت متلاصقة متراكبة بحيث يمكن أن تدخل غرفة من بيت ببيت مجاور، كما قد تركب غرفة جانباً من الطريق فتغطيه وهو يعرف باسم [ تحت_القبيبات ]
أما الزقاق فهو ما كان أكثر عرضاً من الحارة، ومن الأزقة ما كان ينفتح على عدد من الحارات المتصلة، كزقاق { الجكر } المكون من ثلاث حارات بحي_الشاغور، وكذلك الأمر بالنسبة ل زقاق_الشيخ الذي يتفرع عند موقع تحت المئذنة بحي الشاغور ثم يتفرع غرباً إلى عدد من حارات كما قد يتفرع عن الحارة حارات أخرى قد يتصل بعضها بزقاق، كما هي حارة_الشالة أو الشالق بحي سوق_ساروجة.
المصدر /صحيفة الوطن / ــ دمشق
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء