البراعم.....أقصوصة
....................................................................................
..رايتُ أن أخصَّ صفحةَ الثقافة الواعدة هذي بها....
وعد ولده الوحيد ، وقد ارتقى إلى الصف السابع ، أن يهديه أركيلةً صغيرةً توازي عمر الثلاثة عشر عاماً ، جزاءَ اجتهاده ونجاحه ، ووعد الحر دين.
رافقه إلى السوق ، واشتراها حسب اختيار المدلل ، والبهجة تعلو جبين الإثنين ، مخاطباً صاحب المحل : يحبها ويعشقها ، يشاركني أركيلتي حيناً ، وأركيلة والدته أحيانأً ، لكنني رأيت أن أخصّه بثالثة ، وها أنذا أنفذ وعدي..
نقد البائع ثمنها (٥٠٠٠)ليرة بكامل عدتها وعتادها ، وانطلقا يهزجان .
حضرتُ جزءاً من أسطورة العذاب والتردي هذي ، ومع استغرابي ودهشتي ، ظهرت علامات وجومٍ على وجه البائع وهو يضع ثمنها في جارور محله ،قائلاً : لاتستغرب ، فما رأيتَه الآن واقعة من ألف ، أرصدها وضميري يعذبني ، وانا أشهد صغاراً يقبلون على الأراكيل والسجائر ، إقبال النمل على بيدر قمح وبعلم أهلهم وذويهم ....وأردف : وأنا أظنني غير متابع عملي ، رغم ماأجنيه من ربح ، يؤرقني حال مجتمع الأراكيل المترهل هذا ، المجتمع الذي كان بالأمس القريب حامل لواء الفضيلة والتربية والعلم ، يخجل ابن العشرين أن يدخن سيجارة أمام أهله ومعلميه ، وهانحن اليوم ندربه وبأريحية مطلقة أن يتعلق بالمضارُّ والمعايب والمخاطر ،وقد غدا وهو يسلك طرقاً جهنميةً وعرة ، أشبهَ بمن عوقب وعُذب حتى فقد الذاكرة...
وتابع : لاأعمم ، وقد سأل أحدهم ولده بعمر المدلل ذاك : اطلبْ هدية نجاحك اليوم ، أجاب وبسرعة ِ بديهةٍ يمتلكها ، تلزمني دورات محادثة بالإنكليزية وبعض روايات مترجمة..
تساءلتُ محدثاً نفسي : براعم الأمة والوطن ،أزاهير المستقبل الواعد ، أيمكن لعبيرها أن يذكي تراب الوطن ذات يوم ؟؟؟؟.
أ.أحمد القطلبي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء