. الوعي الانساني الجديد ملامح وسمات
......................................................................................
بدأت في العالم منذ قرابة قرن تقريبا بوادر وعي انساني، يعارض المد الإمبريالي الصهيوني، ويكشف زيفه وكيده ضد الإنسان والشعوب، أخذ هذا الوعي طابعا يساريا أو وطنيا أو عالميا، وكانت العديد من نواتج وحركات هذا الوعي تيارات وأحزاب وجمعيات فكرية وسياسية هدفها بناء الإنسان والمجتمعات في آن معا. وقد وقعت العديد منها في مطبات تتعلق بالابتعاد عن الوسطية والنزوع إلى التطرف، وهو أمر يخالف الطبيعة البشرية لهذا لم تستمر لفترات طويلة كما هو مأمؤل، كما أنها لم تتطور بالشكل المطلوب بما يحقق انسجاما مع متطلبات النهوض واحتياجات المعركة في مواجهة المتحالفين ضد المجتمعات.
اليوم. بدأت ملامح الوعي الانساني بالتطور والظهور وهو وعي مازال بسيطا وضعيفا إلا أنه ينتشر في جميع أنحاء العالم و إن بنسب متفاوتة؛ ولا شك أن لوطننا السوري بجناحيه العراقي والشامي نصيب هام في تشكيل هذا الوعي نظرا لكونه مطمع للقوى الكبرى وساحة صراع مركزية بين أقطاب التآمر وأقطاب النضال الوطني والإنساني، وكونه تلقى معظم التيارات الفكرية والرياح الفلسفية فتأثر بها وأثر فيها مساهما وبجدارة نابعة من الألم والمعاناة والخبرة الحياتية العميقة، مساهما في تشكيل هذا الوعي وتكوينه وتحديد أولوياته؛ والذي يمكن أن نسميه بالوعي الإنساني الجديد تمييزا (لا اجحافا) عن تيارات الوعي الانساني السابقة والتاريخية والابتدائية، كونه تطور عنها وتتويج لها وإبداع يتجاوز عثراتها.
وفيما يلي استشراف للملامح والسمات الرئيسية لهذا الوعي:
1. ارتكازه على الإيمان بالله تعالى كنقطة ارتكاز وجودية مطلقة تعبر عن المحبة والقدرة والخير والعلم والمعرفة والحق والجمال، دون الإغراق في الغيبية والجهل والتعصب ونبذ الآخر المخالف في العقيدة والفكر.
يقول "توماس جيفرسون" في هذا السياق: "الثورة على الطغيان طاعة للرب"
2. اعتماد العلم والمعرفة كطريقة كبرى وأساسية في التفكير والتحليل، وذلك لتحقيق التطور الإنساني العلمي والمعرفي والتقني.
3. تأييد الإنسان سواء كفرد أو كمجتمع ودعمه في المساعي الإنسانية (المتمثلة بالمحبة والقدرة والخير والعلم والمعرفة والحق والجمال) وبالتالي دعم كل ما يؤيد الإنسانية ومقاومة كل ما يقف في وجهها
4. مقارعة الإمبريالية العالمية وقوى الطغيان العابرة للقارات، ومقاومة الطواغيت في العالم، يقول المفكر نعوم تشومسكي: “هناك نوعان من الدول التي تعيث فسادا في منطقة الشرق الأوسط وتقوم بالاعتداءات والعنف والأعمال الإرهابية وغير القانونية ، وباستمرار. انها الدول التي تمتلك الأسلحة الثقيلة والأسلحة النووية .الولايات المتحدة وإسرائيل. اكبر دولتين نوويتين في العالم، استطلاعات الرأي الدولية التي تديرها وكالات إقتراع أمريكية،أظهرت أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للسلام العالمي بأغلبية ساحقة. المثير للاهتمام هو أن وسائل الإعلام الأمريكية رفضت نشره"
5. اعتماد الديمقراطية الشعبية والمجتمعية والتشاورية كطريقة للحكم واتخاذ القرارات بهدف بناء الدول وتحقيق طموحات الشعوب. يقول المفكر علي الوردي: "إن نظام التصويت الذي تقوم عليه الديمقراطية الحديثة ليس هو في معناه الإجتماعي إلا ثورة مقنعة .. والإنتخاب هو في الواقع ثورة هادئة .. حيث يذهب الناس اليوم الى صناديق الإنتخاب ، كما كان أسلافهم يذهبون إلى ساحات الثورة ، فيخلعون حكامهم ويستبدلون بهم حكاماً آخرين".
6 النضال ضد الصهيونية العالمية وملحقاتها من الحركات السرية السياسية والاجتماعية والداعية لتمثل الشيطان، ومحاربة الفكر التلمودي والفكر التوراتي المتطرف منه وكذا المناقض للتعاليم الموسوية.
7. الدفاع عن الحياة بكافة أشكالها الإنسانية والحيوانية والنباتية، وخصوصا فيما يتعلق بحياة الأطفال والنساء والكبار في السن، وصون كل أشكال الحياة البرية والفطرية على سطح الكوكب. وبالتالي مكافحة السلاح النووي وأسلحة التدمير الشامل
8. اعتماد الاقتصاد الاشتراكي التعاوني غير الشمولي كطريق لتحقيق العدالة الاقتصادية، يقول المفكر سامح عبود: "إن التعاونيات نظام خلقه البشر عفويًّا لمواجهة الرأسمالية المتوحشة".
9. اعتماد الثورات السلمية كطريقة للتغيير الاجتماعي الاقتصادي السياسي، ورفض القتل بكل أشكاله ومبرراته ورفض الحروب والأفكار المروجة لها. نذكر هنا ان تولستوي ناهض خلال السنوات التي سبقت الثورة الروسية 1917 ثقافة "العنف الثوري" التي رُوِجَ لها بإلحاح وعمل على نشر ثقافة معاكسة ومضادة لها، حيث دعى إلى التغيير السلمي ونبذ ثقافة القتل والفوضى والتخريب حيث قال: «العنف يولد العنف.. ولهذا تتمثل الطريقة الوحيدة للتخلص منه في عدم ارتكابه».
10. بناء الأسرة الطبيعية ودعمها
11. صون حرية الإنسان وخصوصيته ومحاربة الجريمة بأنواعها والتمييز العنصري والفكر والثقافة القاتلة، ومكافحة الدعارة والمخدرات وتجارة الجنس والإدمان على الكحول.
12. بناء الثقافة الإنسانية والاجتماعية الجديدة المولدة لهذا الوعي.
الأستاذ علي حسين الحموي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء