الصراع المذهبي أو الديني لباس لا تلبسه إلا الشعوب المتخلفة
.......................................................................................
المقصود بهذا العنوان.. هو الصراع الناشيء بسبب المذهب أو الدين بصورة صرفة...عندما يتحول الأمر بينك وبين أخوك في الوطن الواحد إلى صراع "إقتتال" على أسس مذهبية أو دينية بحتة..يا إما مذهبي أو مذهبك..يا إما ديني أو دينك..وفي النهاية يا إما أنا أو أنت...
بكل وضوح هذا النوع من الصراع لا ينشب ولا يترعرع في زماننا هذا إلا بين أوساط الشعوب والأمم المتخلفة..ولكي أكون واضحاً.. أنا لا أدعو إلى "السكينة والهدوء" عندما يستقصد أحد مذهبك أو دينك بصورة مباشرة... ويكون المذهب أو الدين هو الهدف الإستراتيجي أو الغاية النهائية عند الخصم..ولكن المقصود هو الصراع الناجم عن أهداف دنيوية عامة "سياسية أو إقتصادية أو ثقافية..إلخ" بقصد الهيمنة وسلب الإرادة والحريات والسيادة الوطنية..إلخ..مستغلاً المذهب أو الدين.. لتأجيج الصراع للوصول إلى النتيجة المبتغاة...
وأقول إن هذا الصراع لا ينشب إلا بين الشعوب والأمم المُتَخَلَّفة.. لأن الدين والمذهب هما حالة عامة عند كل الأتباع..فيرى هؤلاء أن دفاعهم عن دينهم هو واجب فردي "فرض عين" بقدر ما هو واجب جماعي ..فينحاز الكل.. ومرة واحدة إلى التخندق والإصطفاف في الصراع...في القتال..في الجهاد في سبيله..وتكون النتائج مهولة من القتل على الهوية والفرز المذهبي والتقسيم الديمغرافي والجغرافي.. مكونةً كيانات سياسية ضعيفة متناحرة إلى ما شاء الله.. يسوسها صاحب الفكرة والمغذي لها..وهكذا دواليك...
ولا يخفى على أحد أن عراب هذه الفكرة هو الغرب على العموم..الغرب الرأسمالي.. والرأسمالي الإمبريالي على وجه الخصوص..الذي باتت مصالحه كلها "السياسية والاقتصادية والفكرية" قائمة على إضعاف بقية كيانات الأمم وشعوب العالم.. تحت مبدأ "قوتنا في ضعف الآخرين"...
هذه الفكرة تكونت وتشكلت بعدما انتهت الصراعات الطائفية بين حكام أوروبا.."بين الكاثوليك والبروستانت على وجه الخصوص"..وخلاص الشعوب الغربية من هيمنة الكنيسة.. وتشكيل مجتمعات جديدة في أوروبا والأمريكيتين.. تقوم على أسس جديدة.. عمادها الإقتصاديات القوية "الصناعة" المحمية بقوات عسكرية جرارة...وهي بحاجة ماسة إلى منابع للمواد الخام وإستمرار وجود أسواق للبيع..فذهبت الحروب الصليبية مثلاً بشكلها القديم.. وبقي "التبشير" كدور وحيد للكنائس ..وذهبت الفتوحات الإسلامية بشكلها القديم.. وأُبقي على "الدعوة" تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية شبه الرسمية...
وأُستغل "التبشير والدعوة" لتحقيق الغايات السياسية والإقتصادية "الدنيوية"..فلم يعد يهم "الحاكم الغربي" كم عدد الذين دخلوا في الدين المسيحي أو خرجوا منه..!! ولم يعد يهم "الحاكم المسلم" كم عدد الذين اعتنقوا الإسلام أو الذين إرتدوا عنه...!!
وبالتالي كانت النتيجة أن العالم الغربي لم يعد يقتتل فيما بين طوائفه لأسباب طائفية.. كونه قد خرج من ساحة الصراع هذه..والبابا في الفاتيكان لا يقدم ولا يؤخر في الحياة السياسية.. إنما عظته قد تنخز ضمير ذلك الحاكم بعد أن يذهب من السلطة...
وعلى النقيض من تلك الحالة عند الشعوب المتخلفة الأخرى.. وعلى وجه الخصوص الشعوب العربية والإسلامية..فتجد شيخاً جاهلاً قد يقود أبناء محافظة كاملة خلفه.. ويقتلون أبناء محافظة أخرى أو منطقة أخرى.. وهكذا تنشب الصراعات والتي قد تُفَرِّخ جماعات دينية متطرفة..بالمعنى العقائدي والتنفيذي لها...
ومناطق العالم المختلفة والمتخلفة.. فيها من الأمثلة الشيء الكثير من الصراعات الدينية التي لازالت قائمة حتى الآن..ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. الصراع الديني التاريخي فيما بين الهند والباكستان.. والذي إن بدأنا الحديث فيه فلن ننتهي...ولكم أن تتخليوا لو أن الأموال والجهود والأرواح التي هدرت وازهقت في هذا الصراع.. لو كانت قد صرفت وبذلك في سبيل التقدم العلمي في المجالات الصناعية والزراعية وخلافها..فماذا سيكون عليه حالهم الآن..؟؟!.
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء