.. فنزويلا البوليفارية تقاوم..!
......................................................................................
حالة اشتباك وكباش مفتوح تخيم على المشهد العالمي : " قضية فلسطين " ومحاولات تصفيتها، الحرب الكونية الإستعمارية الرجعية على سورية ، الحصار والعقوبات على إيران ، الحرب الوحشية على اليمن ، محاولات الهيمنة على العراق وتمزيقه ، تدمير ليبيا ، محاولات إخضاع السودان ، إشغال الجزائر ونشر الفوضى ، العقوبات على روسيا والعمل على إشغالها واستنزافها بسباق تسلح مفتوح ، حصار الصين بالحروب التجارية والقواعد العسكرية ، استخدام أوكرانيا لمراقصة روسيا في بيتها ، حصار كوبا ، التهديد بمعاقبة نيكاراغوا وبوليفيا .. الانسحابات المتتالية من المعاهدات الدولية : " كاتفاقية المناخ "، والصواريخ متوسطة المدى ، و " اتفاقية ستارت " و " الاتفاق النووي الإيراني ".. وغيرها...
في هذا السياق تأتي المشاريع الوحشية االتي تستهدف الدولة والنظام التقدمي البوليفاري في فنزويلا بالحصار والعقوبات والسطو على مليارات الدولارات العائدة للشعب الفنزويلي ، وصولا إلى عملية الانقلاب الفاشلة التي جرت يوم ( 30 ) نيسان ( 2019 ).
حالة الاشتباك هذه اتخذت أشكالا متعددة : الحرب والتدخلات العسكرية المباشرة ، استخدام ما يسمى بالحرب الناعمة ، الحصار والعقوبات الاقتصادية ، نشر الفوضى الخلاقة على حد التعبير الأمريكي الشهير ، تفجير التناقضات والصراعات الطائفية والدينية والعرقية ، الحرب التجارية ، الضخ الإعلامي والحرب النفسية ، التدمير والذبح والقتل ... وغير ذلك من وسائل وأساليب.
ومع ذلك ورغم كل التدمير والقتل الذي ترتب على هذه المواجهات الضارية إلا أن تتم مواجهتها بمقاومة عنيدة وصمود باسل ، و رغم قوة الحلف الأمريكي ومقدراته إلا أنه يواصل تركيم الفشل في موعظ المواجهات ، دون التقليل أبدا من الخسائر في الأرواح وعلى صعيد الاقتصاد والبنى التحتية والمصادر الطبيعية والتمزقات الاجتماعية.
فها هي فنزويلا البوليفارية المتعبة والمحاصرة التي تقع على مرمى طلقة من الولايات المتحدة تقف صامدة وتقاوم بعناد وتسقط مؤامرات الإمبريالية الأمريكية وحلفائها من القوى الرجعية الإقليمية والقوى الداخلية العميلة... وآخرها محاولة الانقلاب الفاشل يوم أمس .
فعلا" في الأزمات الصعبة تُعرف معادن الشعوب ففي أثناء الحرب العالمية الثانية حوصرت بريطانيا، ومُنعت عنها المواد الضرورية كالمحروقات وبعض السلع الغذائية. فكيف تعامل السكان مع هذا الوضع الصعب الذي فرضته عليهم الغارات الجوية والمعارك البحرية ؟
- بالنسبة للمحروقات ، وبمبادرات فردية ، توقف أصحاب السيارات الخاصة عن استعمالها في تنقلاتهم ، ولجأوا إلى وسائل أخرى !
منها على سبيل المثال : اتفاق بين العائلات المتجاورة التي تملك سيارات خاصة ، أن يتشاركوا في سيارة واحدة للذهاب لعملهم ، وبشكل دوري ، وإن لزم الأمر فبسيارتين .
وفي الطعام خضع الإنكليز لتوجيهات الدولة : بيضة واحدة ، وكوب حليب واحد ، في الأسبوع ، لكلّ فرد من أفراد العائلة !
فما تذمّر الإنكليز ، ولا الأعمال توقفت ، وما من أحد مات جوعاً"
( الياس عشي –
صحيفة البناء اللبنانية – 1 أيار 2019
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء