pregnancy

مع إفطار الصباح








مع إفطار الصباح 

إحداهن لاتجيد إدارة الحوارات !
مع إفطار الصباح تتحدث عن العصافير التي نشرت قش أعشاشها على شباكها , ثم تحدثت عن الخضار الموسمية ماعليها حفظه للشتاء القادم في مبردتها وماعليها تجفيفه ..
أما عندما كانت تصب الشاي في كأسه فقد أتت على ذكر جارتها الطيبة التي مرت هذا الصباح لإلتقاط أوراق النعناع ,
ثم انتبهت إلى مدى سوء حواراتها , ذلك أنها كانت تحدث نفسها حيث لم يجب ولم يلتفت إليها ..
وضعت نظارتيها على عينيها واستعرضت بعضا من الشؤون السياسية التي وصلت الى أسماعها من أخبار هذا الصباح والتي كان يبثها مذياعها عندما كانت تعد وجبة الافطار , نظر إليها أخيرا .. إلا أنه قال مستفسرا :
- يبدو أنك نسيت إحضار السكين لدهن الزبدة على شريحة الخبز ?????
أيقنت السيدة الطيبة مدى سوء حواراتها , ربما عليها أن تتلاعب بنبرة صوتها الآن فالرجال لايحبون النبرة المرتفعة ولا حتى المتوسطة في تناول الحوارات ..
كانت تلك اسوأ فكرة تفكر حقيقة بتنفيذها فماأن بدأت همسها الأنثوي حتى إلتقط هاتفه من جيبه واخذ يقلب صفحاته بحثا عن محتوى أقوى عوضا عن صوتها الذي غاب !
انها لاتفتأ تحاول وتحاول إدارة الحوار , إن لم يصلح شأن لفتح باب الحديث معه تلجأ لشأن آخر تطرقه دون كلل أو ملل ..
هكذا علمتها والدتها عندما كانت تضع الخضاب في يديها وتصلح طرحة زفافها علي رأسها ..
" الانثى الذكية هي من تخلق الحوارات الجيدة , وتصنع التفاعلات مع زوجها , والا مالفرق بينك وبين أبو حسن جاره الذي يجالسه في المقهى ويشاركه الارجيلة ??? "
للحقيقة بدا لها ابو حسن أكثر تأثيرا وجذبا , على الأقل ربما يحاوره كيف هزمه في لعبة النرد !
"عليك أن تكوني مختلفة مميزة في حياته "
استأنفت والدتها وهي تقدم لها الوصايا العشر في حسن التبعل للزوج ..
" عليك أن تكوني مختلفة مميزة يتوق دائما لما عندك , متنوعة الأحاديث جيدة الطرح, كفراشة زاهية لايكل ولايتعب من مطاردتها لجمال اثرها عندما ترفرف حوله 
إلا أن فراشتنا الطيبة استنفدت جميع وسائلها في جره للحديث معها أو حتى استشعار وجودها !
أولئك الذين يتحدثون عن صعوبة العيش وتحصيل الرزق وتسديد الفواتير,  لايعلمون بأن هناك ماهو أمر واصعب 
ألا وهو اختلاق حديث مع رجل منهك من كل هذه الصعوبات !
ينظر إليها ولايراها, يرى شفاها تتحرك ولايفقه مايخرج منها يرى ابتسامات وضحكات وإنفعالات , تمد يدها إليه لتخرجه من عزلته لينفس عما بداخله , فيؤثر هو العيش في عالمه الداخلي يكمل معاركه الداخلية في صراعه الأزلي مع نفسه ..

ولأن الفراشة الطيبة بطبعها لاتهدأ تنهي جلسة الصباح أحادية الحديث بسؤال يائس من امرأة لاتجيد الحوار قائلة :
-ماذا أصنع لك غداء لهذا اليوم ?!

وفاء خليف
شكرا لتعليقك