pregnancy

زوربا اليوناني









"من قرأ رواية "زوربا" لنيكوس كازانتزاكيس؟ من هو زوربا؟ 



"زوربا اليونانى».«. أسئلة حول الوجود والعدم"
"من منّا لا يذكر فيلم "زوربا اليونانى" والذى تدور أحداثه عن "زوربا"، ذلك الشاب المقبل على الحياة، الذى لا يعرف القراءة والكتابة، ويستمتع بكل لحظاته وكأنها آخر لحظات له فيها؟
فيلم "زوربا اليونانى" من كلاسيكيات السينما العالمية وأكثرها لفتا للانتباه، وتسرد مشاهد الفيلم قصة شاب لا تمنعه "قيود" من ممارسة أى متعة تجلب له السعادة، وهو شخص متحرر جدا يعيش على فطرته، ويتحدث أيضا عن إشكاليات الوجود والحياة، والعدم.
الفيلم مأخوذ من رواية تحمل اسم "زوربا" وهى من إحدى روائع كلاسيكيات الأدب العالمى، كتبها اليونانى نيكوس كازانتزاكيس، نُشرت لأول مرة عام 1946، وتحولت إلى فيلم سينمائى بعنوان "زوربا اليونانى"، جسّد فيه شخصية زوربا الممثل العالمى أنطونى كوين، وأخرجه مايكل كاكويانيس سنة 1964.
يلتقى زوربا مصادفة بشاب مثقف اسمه باسيل، غارق فى الكتب وسرعان ما تنشأ صداقة بين الرجلين، ويتعلم فيها المثقف باسيل الذى ورث مالا من أبيه الكثير من زوربا عن الحياة، وعن حبها وفن عيشها.
"زوربا" يثير بداخلنا تساؤلات حول القيود التى تتحكم فى حياة البشر، والتقى كازانتزاكيس فى حياته بشخصية البطل الحقيقية، واستلهم منه أحداث الرواية، وهى شخصية جدلية تستحق دراسات نقدية ونفسية على غرار تلك التى حظيت بها شخصية أوديب، عند المسرحى اليونانى سوفوكليس المتوفى عام 406 ق.م، أو شخصية هاملت فى مسرحية هاملت للكاتب الإنجليزى وليم شكسبير المتوفى عام 1616م
ويمضى "زوربا" فى حياته لا يكترث، يرقص، يغنى، يعزف على آلة السانتورى؛ قال بعض النقاد إن "زوربا" قد يكون هو الملحد الحقيقى كامل الإلحاد الذى حاول الفيلسوف الألمانى نيتشة أن يكونه ولم يستطع. فى هذه الرواية رقص زوربا فى ألحانه رقصة أصبحت من علامات الشخصية اليونانية الفارقة.
وبعيدا عن المشاهد العديدة التى تمتلئ بها الرواية وعلاقات زوربا النسائية، لكن علاقته بصديقه الذى التقاه وشاركه المغامرات أثناء بحثه جديرة بالتأمل، فـ"زوربا" يعبر عن الإنسان بمعنى الكلمة الذى يعد عقله مقياسا أوحد لأفكاره، وإنسانيته هى المنطلق الوحيد للعيش، ولمجابهة الحياة، وبهذه المواصفات يقوم زوربا بإعطاء درس مهم وحقيقى فى الحياة لصديقه الشاب ابن المدينة، والذى جاء مكبلا بأغلال الأفكار المسبقة والأحكام الجاهزة.
ترجم الرواية للعربية المفكر العربى جورج طرابيشي ، وتكشف الرواية عن تأثر الكاتب الكبير بفلسفة نيتشة، وقد ترجمة إلى عدد كبير من اللغات ووزعت ملايين النسخ.
ونيكوس كازنتازاكيس، كاتب يونانى ولد عام 1885م بجزيرة كريت، درس الحقوق فى آثينا، ودخل الحياة السياسية اليونانية فى عام 1947م، من أهم أعماله رواية "الإغواء الأخير للمسيح"، وسيرته الذاتية التى كتبها فى "تقرير إلى جريكو"، رشح ثلاث مرات لنيل جائزة نوبل ولكنه لم ينلها، توفى عام 1957، وتعد "زوربا" من أشهر ما كتب، وتم إصدارها بالعربية عن دار الآداب اللبنانية 

عدة_مصادر

شكرا لتعليقك