pregnancy

المسرح العربي في سورية . أحمد أبو خليل القباني








 
المسرح العربي في سورية . أحمد أبو خليل القباني 


 لانعرف للتمثيل تاريخاً في سورية , قبل ظهور أحمد أبي خليل القباني 
فيها , حوالي سنة 1865 , وإن كنا نعرف أنه من عادة مدارس الإرساليات في القرن الثامن عشر أن تقدم مسرحيات عربية يمثلها الطلبة في نهاية العام الدراسي , ولابد من أن دمشق قد شهدت شيئاً من هذا التمثيل رغم أنه لايوجد أي توثيق يقطع بوجوده في سورية . 
  ينتسب القباني إلى أسرة تركية , كانت تسكن في " قونية" وهاجرت إلى دمشق , واتخذتها وطناً لها . وولد القباني سنة 1252 هـ وتعلم القراءة والكتابة ودرس في مدارسها الابتدائية وأخذ ينمّي مواهبة الموسيقية والغنائية . ونحن لانعلم التاريخ الدقيق لبدء القباني اشتغاله بالفن المسرحي , وإن كانت بعض المراجع تقدّر أنه بدأ سنة 1865 , والذي نعرفه أن عمله الجدي بدأ في ولاية مدحت باشا على دمشق حوالي سنة 1878 فيكون بذلك قد شاهد الفرقة اللبنانية وشاهد غيرها مما لاتحفظ لنا المراجع أخبارها .
 أقدم القباني على محاولته الأولى , وأمامه تلك النماذج , في أشكالها المتعددة الساذجة , التي تقوم على الغناء والموسيقى والرقص , أو في أشكالها المتقنة التي ربما يكون قرأها في الأدب التركي , وألف من هذا الخليط مسرحيته الأولى ( ناكر الجميل) , ودرّب أصدقاءه وسُمارَ لياليه على تمثيلها وقدمها في بيت جدّه ولاقت في وقتها استحساناً من مشاهديها 
 وتروي المراجع , أن حملات الرجعية , توالت على أبي خليل القباني , فكان يسترضيهم بالرفق حيناً وبالرشوة أحياناً , إلا أن حبل الاسترضاء ماعتم أن انبتّ وثار الشيوخ وبخاصة بعد انتهاء ولاية مدحت باشا على سورية .
 أُغلق مسرح القباني , ووجد خصومه الفرصة سانحة للنيل منه , فأغروا به صبية ُالأزقة , وحفظوهم الأغاني والأشعار , ليشتموه بها كلما قابلوه في الطريق , وبهذا أسدل الستار على الفصل الأول من حياة القباني في وطنه الأول , ولم نعثر في المراجع على مايشير على أن تأثيره في دمشق استمر , فكانت له مدرسة تقوم على رعاية التراث الذي خلفه لها , كما كان لمارون النقاش , صنوهُ . وزميله في لبنان , وقد ذكر محمد كرد علي على أن التمثيل في دمشق رجع القهقرى بعد أبي خليل القباني حيث قال : " ولما كان التمثيل كما قلنا عارضاً على مدينتنا , رجع القهقرى بعد القباني  وظل إلى يومنا هذا يمشي مشياً ضعيفاً و بالنسبة لسائر مشخصاتنا , فلم تقم إلى الآن جوقة تمثيل وطنية " . 
 انتقل القباني مع مسرحه إلى القاهرة عام 1884 وافتتح موسمه فيها بمسرحية ( أنس الجليس) , وألقى خطبة بيّن فيها أثر التمثيل في ترقية المجتمع ومثـّل في هذا المسرح , وقدّم مسرحيات ( لباب الغرام ) و( حمزة المحتال) ,ثم انتقل إلى الاسكندرية وقدّم سبع حفلات في عام 1885 ومسرحيتين هما ( عاقبة الصيانة وغائلة الخيانة ) و ( الانتقام) 
 ثم أعلنت جريدة ( الأهرام) خبر عودته إلى دمشق , وبعد تنظيم فريقه المسرحي في سورية عاد إلى مصر وقدّم عدداً من المسرحيات في القاهرة والاسكندرية وطنطا منها ( مجنون ليلى) . وقد فُجع باحتراق مسرحه الجديد , وأصابته بعد ذلك خصاصة فعاد على دمشق وانقطعت أخباره , ووافته المنية في 19ــ 12 ــ 1902 . 
طيّب الله أوقاتكم بالخير

ظهير الشعراني 

خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...