"لمحات وإثارات في نظرية المعرفة "...(1)
نحن البشرندعي الكثير من الأمور ،ومن مدعياتنا أننا نعرف ،
وقد ندعي المعرفة الحقيقية ،
لكن قد يأتي من يشكك بمدعياتناسواءا من باب الشك المنهجي أم التشكيك السفسطي ،
فيقول : من أين لكم التثبت من معارفكم ؟
وماأدرانا أن كل هذا العالم الدي نعيشه هو وهم أوحلم ؟
ولافرق بين حالتي المشكك في أهمية البحث والتثبت وتنقيح المعرفة .
فالشك يؤدي إلى حالة من فقدان الطمأنينة النفسية وإلى الضياع والحيرة ،
وهذا له أثره سلبي في حياتنا الشخصية والحياة العامة .
وهذا السؤال الكبير هو اللذي ولد البحث في ماهية المعرفة و مصادرها ،وعن مدى مطابقتها للحقيقة أي مايسمى ب (قيمة المعرفة).
وقد طرحت أبحاث كثيرة في الفلسفة اليونانية ثم الإسلامية وغيرهامن الفلسفات في هذا الجانب ،
لكن البحث في علم المعرفة كعلم مستقل( الإبستمولوجيا) بدأ على يد ليبنتز في أوروبا وجون لوك في انكلترا خصوصا ،
ثم بدأ البحث في هذا المجال يتوسع وينشعب وصولاإلى علم المناهج (ميثودولوجي) .
ولعل هذا البحث ومايتصل به هو ماأدى للنهضة الأوروبية ومايسمى بعصر التنوير ثم الحداثة ومابعد الحداثة .
أما نحن الذين نسمى بشعوب العالم الثالث -وخصوصا المسلمين كون الإسلام هو الحضارة الأقوى والأمكن قبل نضوج الحضارة الغربية-ألا ينبغي أن نتفحص منظومة معارفنا بعد الكبوات الحضارية التي وقعنا فيها؟
مع العلم أنه لا يمكن الدخول إلى أي حقل علمي دون تحديد المنهج المعرفي والأدوات المعرفية اللازمة لحل مسائله .
فالباحث في الكيمياء عليه أن يحدد نوعية التجارب التي سيقوم بها هل هي تجارب المعايرة أم تجارب فيزيائية أم.. إلخ.. والباحث في علم النفس هل سيعتمد المنهج التأملي الفلسفي أم الاسلوب التجريبي أم كلاهما ؟ و في البحث القرآني هل سيفسر القرآن بالرأي أم بالروايات أم تفسيرا موضوعيا؟ وهكذا…
ومن هنا تظهر الأهمية الكبيرة لعلم المعرفية وأولويته على بقية العلوم فهو الميزان الذي يوزن ويقيم به العلم وهو أيضا مفتاح المعرفة الراسخة والوثوق المعرفي .
يتبع؛
حسام خلف
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء