مخاطر التلوث اللغوي ......والردّ عليه..!!
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مـــن يوقــف هـــذا التلــوث اللغـــوي؟!!??.......
في إطار الرّد على مشاركتي،
وهي بعنوان(اللغة العربيّة وعلومها المختلفة،والتي عقّب عليها(مشكوراً) المشرف الأخ سقراط وبدوري الآن أهديه أعطر تحيّاتي، وأردّ على تعقيبه القيّم والذي عنونه :بـ(مـــن يوقــف هـــذا التلــوث اللغـــوي؟!!??.......
شاكراًبوح قلمه،وفوح عباراته العطر،متمنيّاً أن يكون التعقيب من قبلكم،والرّدّ من قبلي بداية لحوار مثمر وغني، من أجل تمكين لغتنا العربيّة في نفوس أجيالنا الشابة ،وإن سمح لي الصديق سقراط، أن أنشر التعقيب، والرّدّ عليه،على بعض المنتديات التي تعمل مثلكم، من أجل النّهوض بلغتنا الأم من كبوتها،و تدفع بعجلات تقدّمها إلى الأمام.
مـــن يوقــف هـــذا التلــوث اللغـــوي؟!!??.......
)لا تتكلم الحيوانات لأنه ليس لديها ما تقوله).هكذا يبدأ لويس جان كالفي الفصل الأول من كتابه المتميز( حرب اللغات والسياسات اللغوية..)
ترى ماذا لو سألنا:
هل كل من يتكلم يقول شيئاً؟...
هل كل كلام له معنى وذو فائدة؟...
وإذا كان كذلك فبأي لغة نقوله؟!..
لغتنا أم لغة الآخر؟!...
أسئلة كثيرة تخطر في البال ونحن نعيش عصر التلوث اللغوي والفكري والثقافي، التلوث الممنهج والمقصود والمخطط له من قبل الآخرين ونحن أدوات تنفيذه عن حسن نية، أو سوء نية ، نعم أدوات التنفيذ محلية وفي كل بيت وأسرة ومؤسسة ومدرسة ومتجر وشارع مع كل وسيلة إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية مع استثناء المقروء قليلاً.
ربما هي آراء صادمة منذ البداية لكنها الحقيقة الواقعة التي لا بد أن نعترف بها أولا لنصل إلى علاج جذري، فالمريض الذي لا يحدد مرضه سيبقى يتناول مهدئات ومسكنات إلى أن يوافيه الأجل، وإذا ما حدث أن شخّص وبعد فوات الأوان تكون النتيجة مساوية لعدم التشخيص..
لغتنا العربية ليست بخير أبداًولن تنفع أو تهدئ من روعنا تصريحات الكثيرين من المعنيين بشأننا اللغوي، فبعض المعنيين باللغة يرى أن اللغة ستبقى بخير ولا خوف عليها أبداً، وقد مرت بمحن كثيرة وخرجت منها وهي أكثر إشراقاً ومرونة وطلاوة وحلاوة و...
مسارب التلوث..
نكون مخطئين حين نغلق نوافذنا وأبوابنا بوجه أي علم أو ثقافة.. ولكننا سنكون أكثر من مخطئين سنكون خطاة حين نسمح لها أن تقتلعنا وتذرونا إلى حيث لا ندري.. أترانا اليوم مخطئين أم خطاة..؟!
أظن أننا خطاة ومغرقون في الخطيئة لأننا خلعنا نوافذنا وأبوابنا، بل لم يبق لنا منزل أو حتى خيمة تهب عليها ريح ميسون .. لغتنا ثوبنا وتاريخنا وتراثنا ، نحفر قبرها سريعاً والكثيرون لا يعرفون أننا مع الضربة الأخيرة في الحفر سنوارى الثرى معها.. فالإنسان بلا لغة حيوان أبكم ليس لديه ما يقوله ، وإذا كان الكثيرون يظنون أن ترديدهم لبعض المفردات الأجنبية.. يجعلهم مثقفين أو يقودهم إلى جانب آخر فهم مخطئون لأنهم ليسوا أكثر من ببغاوات تردد ما يلقى عليها فالمرء لا يفكر إلا بلغته ولايبدع إلا بها، ولكن ترى كيف لنا أن نقف بوجه هذا الخطر..؟
أظن أن تحديد مسارب التلوث أول خطوة في هذا الطريق وأجد أنه من المناسب أن أشير إلى بعض هذه المسارب.
- عدم قدرة أي مؤسسة تعنى بشؤون اللغة على اتخاذ قرار إلزامي - يلزم الجهات الملوثة للغة بالتراجع عما تقوم به، هل تستطيع لجنة التمكين للغة العربية أن تفرض غرامة ماليةأو أن تلزم متجراً صغيراً أو كبيراً على عدم استخدام اللغة الأجنبية في إعلاناته كلها..؟!
- التلوث يبدأمع المنهاج الجديد الذي أضاع الثروة اللغوية لطلابنا، في الأول الثانوي الطالب ليس معنياً بحفظ أي نص أدبي.. فمن أين ستأتي ثروته اللغوية؟ في الثالث الابتدائي...نصوص تقدم للأطفال الركاكة عنوانها ومضمونها، وبالمناسبة يخطر في بالي أن أسأل المعنيين بهذه المناهج: لماذا أبعدتم روائع النصوص.. ترى ما الذي يمنع أن يبقى النص الجميل تراثاً وزاداً لطلابنا.. هل يتخلى البريطانيون عن روائع شكسبير؟..
ألم يقل أحد ساستهم:
تتخلى بريطانيا عن نصف إمبراطوريتها ولا تتخلى عن شكسبير..؟!
التلوث اللغوي يبدأ مع المدارس التي تعلم أطفالنا بعض المواد باللغة الانكليزية وقد انتشرت في دمشق وتزداد كل عام.
التلوث يبدأ مع الإطلالة الأولى للطفل الذي يعبر أي شارع أو طريق سريع في سورية حين يرى لائحات الإعلان وقد امتلأت باللغة الانكليزية «جوتن. توتو، شمسين ون، تيليكوم أكشن» إلى آخر ما في القائمة أتمنى من أي عابر سبيل أن يعد اللوائح الإعلانية في الشارع المقابل للفور سيزنز ليرى كم لائحة إعلانية باللغة العربية..
التلوث يبدأ مع صالات الفن التشكيلي التي تسمى بأسماء أجنبية أو تقدم أسماء الفنانين بحروف أجنبية أولا
وثانيا بالعربية وربما من باب رفع العتب.
والتلوث يبدأ مع عدم قدرة الخريج الجامعي على كتابة موضوع بلغة عربية سليمة من أخطاء الإملاء وليس القواعد
وهذا الخريج هو المدرس والمعلم والإعلامي..
التلوث يبدأ مع الفضائيات الهابطة التي خصصت شريطاً واسعاً لرسائل المشاهدين وفيها العجب العجاب عن غرائب المفردات والجمل الركيكة والأخطاء...
ترى هل يجد أبناء العربية الذين يزورون الغرب مطاعم وفنادق ولوائح- إعلانية مكتوبة
بغير لغة البلد الذي يزورونه؟!.....
أتمنى أن يقرأ من يهمهم الأمركتاب: حرب اللغات والسياسات اللغوية الصادر عن المنظمة العربية للترجمة وهو من تأليف: لويس جان كالفي وترجمة د. حسن حمزة وأسمح لنفسي أن أنقل من الصفحة 221قوله: « تبدو السياسة اللغوية كما عرفناها مرتبطة بالدولة، وليس هذا خياراً نظرياً من جانبنا وإنما هو تقرير للواقع، ويشير الكتاب إلى أن التخطيط اللغوي ولد كمصطلح في فرنسا إلى جانب مصطلح التخطيط الاقتصادي أي إلى جانب الأشياء التي للسلطة نفوذعليها وتستطيع إدارتها وتوجيهها ..
ترى هل نخطط للغتنا أم؟؟...عزيزي ....إذا عبرت الشارع المؤدي إلى مدرسة جودة الهاشمي من جهة الفصول الأربعة فلا تظنن أنك في بلد أوروبي أنت في دمشق فقط الإعلانات باللغة الانكليزية لا تبحث عن المترجم فسترى المقهى وتعرفه وترى المطعم وتعرفه و.. ستعرف الأماكن كلها ولكن ليس من الأسماء الأجنبية بل مما يدل عليها...
أخيراً
تستطيع أن تسأل.. هل لغتنا بخير؟؟........
الكاتب:سقراط
والمحاور أ.حيدر حيدر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء