نيكولاي ريمسكي كورساكوف
.............................................................................
اسمه الكامل نيكولاي أندرييفيتش ريمسكي كورساكوف "Nikolai Rimsky-Korsakov"، ولد في الثامن عشر من شهر آذار عام 1844 في مدينة تيخفين قرب مدينة نوفوغراد في روسيا. وقد كان مؤلفاً موسيقيَّاً روسيَّاً ومُدرساً، وكان يُعدُّ من أفضلِ المؤلِّفين الذين يستطيعون إعطاء وصف موسيقيّ لمكانٍ أو حالةٍ نفسيَّة من طريقة توزيعه للموسيقى والآلات في الأوركسترا.
- بداية طريقه ومهنته في البحرية:
كان والدُه موظفاً حكوميَّاً وكانت والدته متعلِّمةً وتعزف البيانو، أحدُ أقربائه كان يشغَلُ منصب أدميرال في أسطول البحريَّة الروسيّ بالإضافة إلى أنَّ أخيه الأكبر كان ضابطاً بحرياً وكان لأفراد عائلته دورٌ كبيرٌ في التَّأثير على حياتِهِ ولذلك نتج حبه الكبير للموسيقى والبحر. عندما كان في عمر الـ12 عام انتقلت عائلته لمدينة سان بطرسبرغ الروسيَّة حيث دخلَ إلى الأكاديميَّة البحريَّة وفي عمر الـ15 بدأ بالتَّعلم على آلةِ البيانو وتعلم بعض مبادئ التَّأليف الموسيقيّ. التقى في عام 1861 المؤلِّف ميلي بالاكيريف وهو شخص ذو ثقافةٍ موسيقيَّةٍ واسعةٍ وبدأ ريمسكي-كورساكوف بإشراف ميلي بالاكيريف بتأليف سيمفونية.
في عام 1862 تخرَّج من الأكاديميَّة البحريَّة وأبحرَ بعدَ ذلك على السفينة Almaz في رحلةٍ طويلةٍ زارَ فيها نيويورك وبالتيمور والعاصمة واشنطن وكان ذلك في أوج الحرب الأهليَّة الأمريكيَّة ولأنَّ روسيا كانت متعاطفةً مع الشمال الأمريكي لذلك كان البحارون مرحَّبٌ بهم في هذه المدن. ثمَّ سافر إلى البرازيل حيث حصلَ على ترقيةٍ هناك وأصبح ضابطاً بحريَّاً، بعد ذلك أبحر إلى اسبانيا وإيطاليا وفرنسا وأنجلترا والنرويج ثم عادت السفينة إلى مرفأها الأصلي في كرونشتادت عام 1865. ولهذه الرحلة أثر كبير في مشاهده المائيَّة في سيمفونياته والأوبرات التي ألَّفها مثل مشاهد المحيط في شهرزاد (1888)، سادكو(1898) وفي حكاية القيصر سالتان(1900)، وفي مشهد البحيرة في أسطور المدينة الخفيَّة من كيتيج والعذراء فافورنيا (1907).
عند عودته إلى سان بطرسبرغ أكمل كتابةَ السيمفونية التي بدأ بكتابتها مع بداية رحلته وعُزفت لأوَّلِ مرَّة في سان بطرسبرغ ولقيت نجاحاً كبيراً في نهاية عام 1865 حيث كان عمره 21 عام فقط، كان عمله الهام الثاني هو فانتازيا أوركسترالية على لحن صربي وتمَّت تأديتها لأوَّل مرَّةٍ في حفلة للموسيقى السلوفانية في بطرسبرغ وكان رئيس الفرقة السيمفونية لهذه الحفلة بالاكيريف وذلك عام 1867، كان لهذه الحفلة أثرٌ تاريخيٌّ كبيرٌ حيث أطلق عليها الناقد الفنِّيّ فلاديمير ستاسوف بكومة الأقوياء الصغيرة حيث تألَّفت هذه المجموعة من ريمسكي-كورساكوف وبالاكيريف والكسندر بورودين وسيزار كوي ومودست موسورغسكي وقد عُرفت مجموعة المؤلفين هؤلاء (بالخمسة العظام) وكان هدفهم التَّأكيد على الموسيقى الروسيَّة المنفصلة عن الغرب.
- أستاذ، ومؤلف، ومحرّر:
في عام 1871 كانت سمعةُ ريمسكي كورساكوف مرتفعةً جداً حيث بدأ بتدريس التَّأليف في معهد سان بطرسبرغ، ولكنَّه اعترف في الكتاب عن حياته الذي نشر أوَّل مرَّةٍ في روسيا عام 1909 بعنوان وقائع من حياتي الموسيقيَّة بأنَّه لم يكن لديه الخبرة والمواصفات المناسبة لهذا العمل حيث لم يتعلَّم في حياته الموسيقى ونظرياتها بشكلٍ أكاديمي صحيح أنَّه استفاد من بالاكيريف وتشايكوفسكي ولكنَّه أراد أن يطوِّر نفسه موسيقياً أكثر فبدأ بمنهجٍ دراسيٍّ عام 1873 عن علم الطباق والفوغا وفي عام 1875 كتب 10 فوغات أرسلها إلى تشايكوفسكي والذي قال إنِّها لا تحوي أيَّ خطأ.
في عام 1873 استقال من العمل في البحريَّة وأخذ مسؤوليَّة الفرق الموسيقيَّة العسكريَّة كمفتش وقائد، حيث كان أوَّلُ ظهورٍ له كقائد فرقة عام 1874 عندما قاد الفرقة الموسيقيَّة التي عزفت سيمفونيته الثالثة وفي العام نفسه عُيِّن كمديرٍ للمدرسة الموسيقيَّة الحرَّة في سان بطرسبرغ.
كان لريمسكي كورساكوف دورٌ هامٌّ في الموسيقى الروسيَّة حيث كان يعمل كمدقِّقٍ ورئيس مؤسسة الطباعات الموسيقيَّة الخاصَّة المموَّلة من الحكومة الروسيَّة المسمَّاة "M.P.Belyayev" والتي كانت مكرَّسةً للموسيقيين الروس، حيث بعد موت المؤلِّف موسورسكي قام ريمسكي كورساكوف بتدقيق كلّ أعماله الموسيقيَّة المطبوعة وقام بتغييرات جذريَّة في الأماكن التي اعتبرها غريبة وغير متناسبة لحنياً حيث أعاد كتابة معظم أوبرا موسورسكي "خوفانشينا" ، وكان لتغيراته هذه انتقادات كبيرة من المحبين والذين بجَّلو أصالة موسورسكي.
كان ناقدٌ كبيرٌ لأعماله حيث كان يعيد قراءة أعمالِهِ القديمة والقيام بتغيرات في حالٍ وجد أخطاءً أو مقاطعَ غير مناسبة ولذلك نجد على الكثير من أعماله أكثر من موعد أو وقت نشر حيث زمن أول نسخة وزمن النسخة المعدلة.
درسَ العديد من الطلاب الموسيقين الروس، حيث كان له تأثيرٌ هامٌّ أثناء تدريسه في معهد سانت بطرس بورغ العالي، وكان أشهر المؤلفين الذين درسوا تحت إشرافه هو ايغور سترافينسكي الذي درس بإشرافه لسنوات طويلة.
يُعدُّ حتى الآن كتاباه "الدليل العملي للهارموني" و " أساسيات التوزيع الأوركسترالي" من أهمِّ الكتب المستعملة لتدريس الموسيقى في روسيا.
تُوفِّي ريمسكي كورساكوف في الحادي والعشرين من شهر تموز عام 1908.
من أعمالِهِ المشهورة:
1- من الأوبرات: عذراء الثلج 1872، ليلة عيد الميلاد 1894-1895، زوجة القيصر 1898 وغيرها الكثير.
2- الأعمال الأوركستراليَّة: افتتاحية الألحان الروسية الثلاث 1866، فانتازيا على لحن صربي 1866، سيموفونية رقم 1 1861-1865 والسيمفونية رقم 3 عام 1866-1873.
3- أعمال لآلاتٍ منفردةٍ مثل كونشرتو للترومبون والفرقة العسكريَّة 1877، كونشرتو بيانو عام 1882-1883، فانتازيا على لحنين روسيين للكمان والأوركسترا 1886-1887.
من مصادر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء