كنعان.. فلسطين.. اسرائيل
.....................................................................................
حدث هذا أوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد عندما انقضت موجات بشرية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط،قادمة من جزر البحر الإيجي،كان أكبرها تلك التي اكتسحت العاصمة الحثية(خاتوشاش/بوغاز كوي حالياً-تركيا) ودمرتها لتتركها خرابا بلقعا إلى الأبد ثم تزحف منها جنوباً لتقضي على كركميش(جرابلس حالياً-شمال حلب)ولتحتل بعدها أوغاريت (رأس شمرا الآن-قرب اللاذقية)ومن بعدها أرواد لينحدر السيل الجارف جنوبا باتجاه حدود مصر الشرقية عبر سيناء مترافقا مع جناح بحري لمهاجمة شواطئ مصر الشمالية، مصحوبا في الوقت نفسه بجناح ثالث هبط على السواحل الليبية ليهاجم حدود مصر الغربية وكان ذلك الهجوم الثلاثي المحاور أكبر كماشة عسكرية تعرضت لها مصر في تاريخها القديم ويحكي لنا (رمسيس الثالث) أنه قد تصدى بجيوش مصر لهذا العدوان الثلاثي والحق به هزيمة مروعة في ثلاث معارك برية وبحرية وكان ذلك عام 1180 ق.م (انظر الصورة الملحقة وهي صورة ترسيمية للنقش التصويري الذي يمثّل تصدي المصريين لهذا العدوان والموجودة على غلاف كتاب غزوات شعوب البحر للباحث نزار كحلة) . أما علم التاريخ فقد حاول تفسير وجود عناصر من هؤلاء المهاجمين على الساحل الفلسطيني بعد ذلك ، يعيشون هناك بشكل ممالك مدن مستقرة ،فانكسار الهجوم البحري الكاسح للمنطقة والذي جاء من جزر البحر الإيجي وعاصمتها(كريت) كان انكساراً شديداً على الحدود المصرية لكن الفرعون المصري المنتصر (رمسيس التالت )ترك لهم سواحل فلسطين ليقيموا بها ويكونوا من رعايا الفرعون وجنوده،وفيالقه المتقدمة في آسيا ويقول (هيرودوت) أبو التاريخ إن هؤلاء المهاجمين هم من حملو اسم (البَلِسْت) ويزعم المؤرخون أن هيرودوت اليوناني هو أول من أطلق على بلاد كنعان شرقي المتوسط اسم (بالستيا)و(بالاستين)نسبةً إلى هؤلاء الغزاة (البالست) لتحمل بعد ذلك اسم فلسطين في المدونات والوثائق الرومانية عندما بسط الرومان نفوذهم على المنطقة.
على الجهة المقابلة عُثر عام1996م على نقش في مدينة عقرون الواقعة على بعد35 كم إلى الجنوب الغربي من القدس.. وتمت دراسته من قبل علماء الآثار الصهاينة ومنهم تود دوثان وعمدوا لربطه بأحداث العهد القديم التوراتي زاعمين أنه يعود للقرن السابع قبل الميلاد ويذكر أن سنحاريب الآشوري والد أسرحادون أعاد أكيش بن بادي ملكاً على عقرون وهذا ما يتفق مع ما جاء في العهد القديم! .. لكن الباحث الفلسطيني زكريا محمد وبعد دراسته للنقش تبين أنه يعود لحقبة أقدم تعود لنهاية الألف الثاني قبل الميلاد وأنه عبارة عن صلاة شكر للإله فلس الذي كانت تعبده قبيلة طيء والتي استوطنت أرض كنعان قبل هذا التاريخ حيث جاء أحد بطونها التي كانت مستقرة في نجد وشمال الحجاز وأطلق الطيئيون على كنعان التي قدموا إليها اسم (فلس طي) أو (فلسطي) ليذهب الباحث باتجاه عروبة اسم فلسطين وأن لا علاقة له بالغزاة الذي جاؤوا من جزر البحر الإيجي كما أُشيع..
ولأول مرة يتم الرد على ما قالته رئيسة الوزراء الصهيونية غولدا مائير: إن بالاستاين هو الاسم الذي أطلقه الرومان على أرض إسرائيل بهدف معلن هو إهانة اليهود.. فلماذا إذن نستعمل هذا الاسم المغيظ الذي وضع الإذلالنا؟..لقد اختار
البريطانيون أن يسمُّوا الأرض التي انتدبوا عليها بهذا الاسم ثمّ التقطه الفلسطينيون العرب كما لو أنّ اسم أمّتهم القديم المفترض على الرغم من أنّهم لا يستطيعون نطقه بشكل صحيح محولّين إيّاه إلى فلسطين..!)
البريطانيون أن يسمُّوا الأرض التي انتدبوا عليها بهذا الاسم ثمّ التقطه الفلسطينيون العرب كما لو أنّ اسم أمّتهم القديم المفترض على الرغم من أنّهم لا يستطيعون نطقه بشكل صحيح محولّين إيّاه إلى فلسطين..!)
وللتنويه فقد ذكرت التوراة أن النبي إبراهيم عندما نزل بأرض كنعان جاء إلى مملكة جرار وكان يحكمها ملك يدعى أبيمالك وتصف التوراة تلك المملكة بأنها فلسطينية.وذلك في قولها: (وتغرّب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياماً كثيرة) سفر التكوين/21
إعداد:د.باسل الشيخ ياسين
المراجع
كتاب غزوات شعوب البحر للباحث نزار كحلة
كتاب نخلة طيء للشاعر والروائي والباحث الفلسطيني زكريا محمد
كتاب ربّ الزمان للباحث والمفكر المصري سيد القمني
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء