ثقل الفيسبوك
...................................................................................
لم يكن ولا بأي يوم من الايام الذهبية للصحافة الورقية أو الإذاعية أو التلفزيونية هذه السطوة وهذا التأثير الذي حصدته جمهورية الفيس بوك بجدارة ..
لقد أصبح الفيس بوك الوسيلة التي تؤدب من خلالها الحكومات ( لا اتحدث فقط عن سوريا بل عن كل دول العالم ) ..
أجل استطاع الفيس بوك أن يؤدب ويصحح مسار حكومات بل أحيانا يسقط حكومات وينجح أخرى ..
لقد امتدت سطوة الفيس بوك لتهز اكبر العروش وأكثرها تماسكا ، فمنذ عدة أسابيع فقط ، اهتز عرش الأكاديمية السويدية للعلوم , وأتكلم هنا عن اللجنة الإدارية والقانونية الدائمة والمانحة لجائزة نوبل للاداب والتي أصيب اعضائها بالارباك والتشتت بسبب خبر فضيحة جنسية ظهرت وأخذت أبعادها لأحد الأشخاص الذي له علاقة باللجنة عبر وسائل التواصل مما أجبر أحد أعضائها على الاستقالة رغم أن ذلك مخالف لقانون اللجنة حيث أن اعضائها ممنوع عنهم الاستقالة ويبقون مدى الحياة وبسبب هذا التشتت والارباك لم تصدر اللجنة جائزة نوبل للاداب لهذا العام 2018 بل أجلت القرار للعام القادم ..
الفيسبوك أصبح أكبر دولة بتعداد يفوق المليارين مستخدم وأكثر دولة تنوعا وتعددية من جميع الأطياف والطوائف والبلدان ..
لقد أصبح الفيس بوك هو مصدر للمعلومة والاخبار والتسلية .. بل ظهر فرع خاص من العلوم اسمه التواصل العلمي science commencation وهو علم إيصال المعلومات عبر متخصصين وخبراء الى عامة الناس كي لايظل العلم حبيس المختبرات والكتب ، وأصبح هذا عمل مستقل لكثير من العلماء والباحثين في أوروبا واميركا ويجلب دخل ممتاز ومستقل لهم ، تعد صفحة الباحث اليمني "هاشم الغيلي " المختص بالبيولوجيا الجزيئية والتقانة الحيوية اهم صفحة علمية على الفيسبوك والاسرع نموا وانتشارا وأصبح يعتمد عليها كمصدر ممتاز للدخل ، بل وتبرع من مردودها منذ مدة قصيرة بمبلغ 50 ألف يورو لإحدى الجامعات الألمانية كتبرع لزيادة الأبحاث في مجال المناعة.
انا لا اقول انه لم يظهر سلبيات كثيرة بانتشار وسائل التواصل .. أجل لهذه المواقع جوانب سيئة كثيرة .. لكنها مثل كل الاشياء بالحياة استعمالها يحدد مجال عملها فالسكين الذي لانستطيع الاستغناء عنه في موائدنا هو اقدم وسائل القتل والاسهل استعمالا .. اذا اردنا ..
مجد بريك هنيدي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء