حول جدلية الثقافة القومية والحضارة العالمية
..............................................................................
١_ إن العالم اليوم يتجه أكثر فأكثر إلى إن يكون موحد الحضارة متعدد الثقافات.
٢_ إن السبب الرئيسي للتوتر مع الحضارة العالمية يعود أنها كانت غربية قبل أن تصير عالمية وأوربية قبل أن تصير غربية ولاشك إن هذا التوتر يعود إلى أسباب تاريخية ولغوية ودينية ..إلخ وله أسبابة النفسية مثل الجرح النرجسي ولكن مهما إختلفت درجة الإحساس بهذا التوتر تبعا للظروف التاريخية والجغرافية كما تبعا للرؤية الإيدولوجية فإن إنكارها يوقعنا في الفصام أو البربرية.ولا يمكن إن ترفض لأتفه سبب بعد أن فرضت نموذجها الحضاري على العالم بأسره ونحن جزء من هذا العالم ولسنا نشاذا
٣_ أن تكون الحضارة الحديثة غير قابلة للرفض فهذا لايعني أنها غير قابلة للنقد بل على العكس تماما .
فلم يسبق لحضارة جعلت النقد الذاتي موقفا ثابتا من مقومات وجودها مثل الحضارة الحديثة.
٤_ إن نقطة التمفصل الوحيدة مع الحضارة العالمية من خلال قناة التحديث تظل حتى إشعار أخر هي الثقافة القومية ويستحضر طرابشي قول لغليون مع تحفظة على منطوق إستنتاجاتة في كتابه المشار إليه
( ليس هناك أمة تستطيع أن تستوعب الحضارة الحديثة في إطار غير إطار ثقافتها).إغتيال العقل.
٥_ إن الثفافة القومية لا يجوز أن توضع في موضع التعارض مع الحضارة الحديثة لأن عدم الإنقطاع عنها هو وحده الذي يضيف إلى قديم التراث جديدا وإلا قيمته فضل قيمة وإن ينفخ في موته الحياة بعد هذا الإنقطاع لأكثر سبعمائة عام وإن يكشف فيه بالإستعانة بحفريات المعرفة الحديثة وبمعماريتها عن مكامن ثرة ما كان من الممكن قبل اليوم الإشتباه بوجودها وحسبنا شاهد على ما نقول التطور المرموق الذي أصاب الدراسات الخلدونية بفضل تطبيق المنهجيات الحديثة على النص الخلدوني الذي يعتبر من خلاله إكتشاف بن خلدون هو إنجاز من إنجازات الحضارة
أ.مروان وردة
_ المصدر .التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي..ج.طرابيشي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء