pregnancy

البلعاس






البلعاس..!!
...................................................................................

تلك الواحة الطبيعية، الجميلة، الخلابة لمحميّة البلعاس، التي وهبها الله تضاريس جبليّة، وربىً خلابة،وآفاقاً من الظلال السحرية الشاسعة، الواسعة . وكأنها جنّة الله على الأرض. 
  1ـ البلعاس جغرافياً: يقع إلى الشرق من منطقة سلمية،ويمتدّ مابين البادية شرقاً،ومابين الحاضرة غرباً،تلال وصخور، كهوف ومغاور،  منحدرات وديان، ومجاري سيول أفعوانية ، أشجار من البطم، والبلعاس والسنديان،نباتات صحرواية زاهية من الشيح،  والزعتر البري، والعيرون، والبابونج، مناخ  صحراوي نقي بهوائه،غني بتربته،مأهول بالبدو الرّحل الذين يرعون أغنامهم على سفوح التلال، وعلى طرفي مجرى السيول في الوديان، بعد أن كان البلعاس محميّة بيئية،محظور على قطعان الماشية الرّعي فيها،وكذلك ممنوع الاحتطاب من أشجارها، وخاصة  أشجار البطم والبلعاس، والتي أصبحت نادرة في  مثل هذه الأيام،بسبب القطع، والاحتطاب الجائرين.
 2 ــ والبلعاس تاريخياً: كان طريقا للقوافل التجارية، يربط  بين جنوب شرق، وشمال غرب سورية، بل كان يربط طريق الحرير القادم من تركيا، بشبه الجزيرة العربيّة،لذلك  فهو منطقة غنيّة بالأوابد الأثربة،فأينما توجهت في ربى ونجاد البلعاس،يدهشك وجود أطلال قصور،وأوابد أثرية،تشهد بوجود حضارة كانت تغمر خيراتها وتراثها هذه المنطقة، وكان بعضها يفيض على الجوار  عبر   الطرق التجارية التي تخترقها من الشمال إلى الجنوب،ومن الشرق إلى الغرب، وكانت بعض الأوابد تشكل محطات استراحة لتلك القوافل  العابرة.
ومن خلال مسيرنا الرّياضي، الذي تكرّر أكثر من مرة لجمعيّة أصدقاء سلمية إلى تلك الواحة المترامية الأبعاد ،وإلى أوابد البلعاس،كتبت عن هذا المسير موضوعاً تحت عنوان(من وحي المسير الرياضي إلى جبل البلعاس بعنوان: 
{محميّةالبلعاس....} وصفت فيه الطبيعة،والأوابد الأثرية ، ووصفت تلك المحميّة الغنّأء’ والموضوع منشور من قبلي  على موقع  الجمعيّة، وعلى مواقع سياحيّة أخرى،واليوم اسمحوا لي أن  أقتطف منه بعض الفقرات:
 3 ـ محميّةالبلعاس:
ما أجملك يا جبل البلعاس،عندما كنت في الماضي القريب،وليس البعيد،محميّة طبيعية،تسرح في سهوبك قطعان الظباء(الغزلان) تتبعها أرآمها** وكأنها قطعان الماشية التي رأيناها اليوم ترعى في محميّة البلعاس ووراءها طليانها(خرافها).يقول امرؤ القيس في معلقته:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ  ==     بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِها   ==    وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
ويقول ابن الطباطبائي(شاعر عراقي)من قصيدة جميلة،تناسب معانيها، مغاني البلعاس وأجوائه الريفية البدوية:
بدوية حضرية قمرية     ==  قمرية شتى صنوف لغاتها
عرضت تشوب حضرة ببداوة  ==     فأبان عن لغطين لغط قطاتها
تمش قصير الخطو بين لداتها == إن أسرعت مشي القطا بأناتها
عيناء أن عنَّت لعينك خلتها   ==   نشأت مع الآرام في غابتها
وما أجملك يامحميّة البلعاس، وقد عشّشت فوق أغصان أشجارك الطيور النادرة،من قطا ،ودرغل ،وسمّن، ودرج  في شعابك، وبين صخورك، وفوق ذراك طير الدرّج،الذي أصبح نادراً في هذه الأيام.ولقد عبّر الشاعر علي محمود طه من مصر،عن وحشة المكان بعد أن فارقت مغانيه وسكناه، كلّ هذه المعاني الجميلة،التي تحدثنا عنها في محميّة البلعاس الطبيعية،يقول :
وادي الهوى ولَّتْ بشاشةُ دهرهِ ==    وخَلَت مغانيهِ من الآرامِ
طارت صوادحهُ وجفَّ غديرهُ ==   وذوى بشطَّيهِ النضيرُ النَّامي
قد كُنَّ أُلَّافي ونزهةَ خاطري ==    وسماءَ وحي الشعرِ والإلهامِ
وأردّد مع الشاعر قوله:
هل من نشيدكِ ما يجدد لي الصِّبا ==  ويعيدُ لمحة ثغره البسَّامِ
ويصور الأحلامَ فتنةَ شاعرٍ   ==    تُوحي الخيالَ لريشة الرسَّامِ
مع أطيب الأماني....وعلى أمل أن ألقاكم في الجزء الثاني من هذا الموضوع، وهو بعنوان(فرح الأصدقاء.... في مسير البلعاس).

الهامش:** (الرّئم:ولد الظبي،والأنثى:رئمة)


ظلال من أنس أصدقاء المسير ،والطبيعة الجميلة، الخلابة لمحميّة البلعاس، في وديانها، وتلالها، وآفاقها السحرية الشاسعة.

أ./ حيدر حيدر
شكرا لتعليقك