حتى لاننسى شهداء مدينتنا من براعم الطفولة، نرثيهم ، ونقول في ذكرى رحيلهم
.......................................................................................
وإنما أولادنا بيننا == أكبادنا تمشي على الأرض
لاتبكوهم..فهم في لحودهم شموع تنير ظلمة القلوب الحاقدة..
لاتبكوهم ..فهم أزهار الربيع القادم في سهوب سلمية وريفها..
فمهما بكيناهم، فلن نسمع نبضات قلوبهم تخفق بين جوانحنا،ولن يعيد البكاء ابتسامتهم المشرقة التي هي أشبه بابتسامة أزهار الربيع المثقلة بندى إشراقة صباحاتك ياسلمية..!!
بل ازرعوهم في قلوبنا،بذور أمل بمستقبل أجمل، وأبهى في وهاد، ومهاد بلادنا.
ربما.. الأمن والأمان، لم يحقق لهم البقاء بيننا..ولكنّهم رغم الغدر والحقد، والألم ، سيبقون مزروعين في قلوبنا..زنابق أمل بمستقبل لاعنف فيه، ولا قتل، ولا فساد، ولا طمع، ولا جشع، ولا استغلال..!!
أنتم ــ ياشهداء مدينتي ــ شقائق النعمان اللواتي سوف يتفتحن في المستقبل عن المحبة؛ وعن الوئام ،وعن السلم الأهلي في مدينتنا ووطننا،إنّ استشهادكم سيكون حافزا لنا،لوقف كل انقسام ،وخلاف بيننا، ولكي نتوحد لوقف العنف، والقتل من أيّ جهة تهبّ رياحه.
يا أزهار مدينتي المنورة بالبسمة والأمل، لن ندع ورودكن تذبل..ولن نجعل طيب شذاكن يغيب من شرفات منازلنا،وأصص بيوتنا.. !!
وسوف نزرع لكلّ نقطة دم نزفت من أجسادكن الطاهرة ،غرسة محبّة في بيوتنا، و في حقول وبساتين سلمية، التي استشهدتم من أجل سلامتها، و سلامها، ووئامها.
إنّ في استشهادكم رسالة تقول: يا أهلنا..لاتجعلوا من موتنا سببا للخلاف أو الاختلاف، أوالتعصب،فيما بينكم أولا، ومن ثم الاختلاف مع الآخرين..!!بل انبذوا كلّ تفرقة، أو تعصب، أو خلاف يسبّب التفرقة بين أبناء الوطن الواحد،وانصبوا خيمة عزاء يؤمها كلّ المعزين من أخوتنا في الوطن الواحد الذي ضحينا من أجله،و يؤمها أيضاً كلّ المحبين الذين يريدون الخير والسلم الأهلي لهذه المدينة.
وصيتكم غالية على قلوبنا أيها الراحلون ،
وشهادتكم من أجل الوطن وسام شرف، يرصّع جبين كلّ وطني ،مخلص لوطنه.
بوركت تضحياتكم، وأعظم، وأنبل باستشهادكم، وإلى جنان الخلد ياشهداءنا الأبرار..!!
والخلود لأجسادكم الطاهرة، والموت للقتلة الحاقدين الذين تسببوا في قتل براعم أزهار بريئة قبل أن تتفتح أكؤسها، وتيجانها.
أ. حيدر حيدر
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء