اليمن وخارطة التدويل
.......................................................................................
نصمت ونصمت ثم لا بد من صرخة في وجه الغباء..
فلم لا يدرك الحاكم العربي أن الدول الكبري وإن بدت موافقة لخططه وهلوساته تكن موافقتهم عبارة عن شراك وكمين..
فصدام حسين اندفع دون تفكير لشراك الحرب مع إيران..سنوات طويلة وطوال كانوا يسلحون فيها الطرفين بالعتاد والسلاح والمعلومات، وفي اي وقت ترجح كفة فريق على آخر يقومون بتعديل كفة الميزان..والكلفة ،اكثر من مليون قتيل وجريح واستنزاف ثروات ودمار والنتيجة انتهت بلا نتيجة،انتهت مثلما كانت عند البداية تقريبا ،لا غالب ولا مغلوب..
وللأسف لم يتعلم صدام حين اعتبر إجابة سفيرة الولايات المتحدة بأن الأزمة العراقية الكويتية شأن عربي ،بأنها موافقة منها على عمل عسكري حين اجتمع معها قبل اجتياحه للكويت..ونحن نعرف بقية الأحداث.. هزائم..حرب أهلية وتشحيد الشعب العراقي وتقسيم وانقسام..فلماذا يا سيدي الرئيس قام سايكس وبيكو بتقسيم المشرق العربي الى دويلات..!!؟
أليسمحوا لك بتغيير الخارطة كما تشاء..!!؟(هذا لا يعني انني ضد التقارب والوحدة).
إن خارطة سايكس بيكو عبارة عن كتاب مقدس بكل تفاصيله لإسرائيل والغرب..لا يجوز نقضها أو تجاوزها إلا لما هو أسوأ ، أي لمزيد من الفرقة والتقسيم..فالوحدة ممنوعة سلما كانت أو حرب..!
فتتحرك الدنيا وتختفي عن المسرح شخصيات وتظهر شخصيات ولكن نفس القصة و السيناريو يتكرر مع ابن سلمان وان اختلف الممثلون واختلف الاخراج والأداء، فالولايات المتحدة والغرب وإسرائيل لا تسمح ولن تسمح بانتصار سعودي في اليمن.. فمثل هذا الانتصار يعني تمدد السعوديه وبالتالي هيمنة كاملة على المضائق والطرق البحرية الدولية الاستراتيجية بالإضافة إلى المزيا الاقتصادية والسياسية والمالية التي تجنيها حال استتباب الأمر ،هذا و بإلقاء نظرة سريعة على الخاطرة يتبين مدى القوة التي يمكن أن تكونها دولة واحدة أو شبه واحدة تتألف من السعوديه واليمن هناك.
. هذا ومن نافلة القول أن أذكر بأن نفس تلك القوى لن تسمح للحوتين وحلفائهم بنصر واضح وحاسم، فالمطلوب حروب عربية عربية على مدى الخارطة تنتهي بلا غالب أو مغلوب و بمزيد من الفرقة والتقسيم بعد تعميق الأحقاد التي ترويها دماء الابرياء ويؤججها المال ويزينها الخراب. فالمطلوب.... يمن بلا دولة فاعلة وقوية تخدم مصالح شعبها وتصون وحدتها ، المطلوب هو نظام شبه نظام يخدم مصالح الغرب وهذا ما تشير إليه التطورات و يشير إليه تسلسل الاحداث فبعد حوالي أربع سنوات بدأ مجلس الأمن الدولي بالتدخل السافر تحت يافطة حماية أرواح الناس والمواطنين الأبرياء، وكأن من قتلوا وعذبوا وتشوهوا من مدنين وأطفال منذ بداية الحرب لم يكونوا بشرا قبل ذاك..
إن تدخل مجلس الأمن بقرار يقضي بوقف العمليات العسكرية حول ميناء الحديدة الاستراتيجي جاء بعد أن حققت القوات السعودية والحليفة لها تقدما ملموسا في ساحة الحرب خاصة حول ذلك الميناء الاستراتيجي والذي يعتبر شريان الحياة للحوتين مما يثير اكثر من علامة استفهام، فالقرار صدر بعد أن بدأت بريطانيا بالبكاء على المدنين والاطفال وبعد ضغط الكونجرس الأمريكي ومن ثم وقف التعاون العسكري الأمريكي بتزويد الطائرات السعوديه بالوقود في الجو..فالصحوة البريطانية الغربية غريبة، فهي صحوة نفس تلك الدول التي فوضت السعوديه بتدمير اليمن وشعبه ولا ادل على ذلك قرارات مجلس الأمن السابقة والمؤيدة لوجهة نظر السعودية والتي حظرت ايضا تزويد الحوتين بالسلاح والمال والعتاد..فهل كانت تلك الدول الكبري التي مرت بعشرات الحروب وتملك كل المعلومات ومراكز الدراسات عاجزة عن استقراء مجريات الأحداث.. أم أنها كانت تشجع وتغض الطرف لغرض في نفس يعقوب كما يقال...!!؟
فالشكوك كانت ولا تزال تحوم حول غرض امريكا من الموافقة ومباركة الحرب على اليمن خاصة إن لاحظنا أن القوات البحرية لعدد كبير من الدول ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا بالإضافة إلى السعودية ودول الخليج قامت بفرض حصار بحري كامل على شواطئ اليمن ومع ذلك استمرت القوات الحوتية وحلفائها بالقتال رغم كل سنوات الحرب الطوال..فكيف ومن أين حصلت وتحصل على الذخيرة والسلاح والعتاد..!؟
لا بل وأكثر فهي تقوم بتطوير قدراتها العسكرية الصاروخية والجوية ومنها طائرات بدون طيار..!!؟
أعتقد أن مخابرات الدول الكبرى تملك الجواب..!
إن ملاحظتي المتقدمة لا تتضمن اية إساءة مقصودة أو غير مقصودة لصمود الشعب اليمني وقواته وتضحياته في مواجهة العدوان.. وإنما لأنوه بأن هناك وعلى الأرجح. ثغرة بحرية يتم عبرها تهريب العتاد والسلاح لاستمرار الحرب والدمار التي تعود فائدتها على الكبار اللذين يجيدون اخفاء نواياهم عن الشعوب والحكام الصغار، فبالامس تم إرسال مراقبين دوليين الى الحديدة لمراقبة تطبيق قرار وقف إطلاق النار الذي سيتم خرقه دون شك ويتم بعدها إرسال المزيد من المراقبين ومن تم قد يتم إرسال قوات دولية لحمايتهم ولتطبيق القرارات الدولية التي تنتقص بالنتيجة من سيادة اليمن وتحجم طموح السعوديه الى ابعد الحدود إن لم يكن باجبارها على الانسحاب.
هذا وهناك خطر اخر يلوح في الأفق ،فلا يزال مخطط إعادة تقسيم اليمن جاري على قدم وساق فلماذا يا سيدي الأمير لا تصل إلى اتفاق سلام مباشرة بين كل الأطراف وتلملم قواتك وتنسحب بما يحفظ لك ماء وجهك و يحفظ مالك لتشتري أكثر من يخت جميل تتمتع في الابحار فيه كما تشاء ويحتفظ الشعب اليمني بوحدته ودماه..
غسان دلل.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء