اللغة العربية في ضوء الصراعات المعاصرة
......................................................................................
عنوان لمحاضرة قدمها لنا الأستاذ والقامة الكبيرة محمد قجة ضمن فعالية مشتركة لمديرية الثقافة في حلب وجمعية العاديات وجمعية أصدقاء اللغة العربية
وقد عرض الأستاذ محمد قجة محاضرته بتجرد وموضوعية بناء على منهجية علمية في الطرح حيث قسمها ضمن عدة اطر وابعاد وهي :
1ــ الاطار التاريخي :
دحض الاستاذ محمد قجة مقولة ان العرب امة من قبائل بدوية فتحوا البلاد كي يدمروا حضارتها حيث اوضح ان بلاد الرافدين كان 5% من قاطنيها اوربيون حكام ضمن الف سنة قبل الفتح العربي من مكونات (اغريقية ــ رومانية ــ بيزنطية ) اما بقية السكان فقد تنوعت بين السريان الذين اعتنقوا فيما بعد المسيحية ليصبح اسمهم الاراميون وقد اشار الى محاضرة مسجلة سابقة للمطران يوحنا ابراهيم القاها في جمعية العاديات (والذي خطفته يد الارهاب) ان وقت الفتح العربي كانت هناك ممالك ارامية عديدة وللمفارقة عددها 22مملكة قضى عليها شلمنصر الاشوري وممالك عربية كامثال (مملكة الغساسنةوالمناذرة والانباط وقيدار وجندب وفي معرة النعمان كانت تقطنها قبائل تنوخ العربية ....وان كان مجيء الفتح العربي ليحرر الممالك العربية وغيرهم من الاحتلال البيزنطي
2ــ الاطار السياسي
اوضح ان من اهم العوامل التي انشئت الكيانات السياسية هي اللغة
3 ــ االاطار التعليمي
وقد قسم للنهوض بالتعليم الى مراحل
ـــ المرحلة التشخيصية : أي وضع البرامج والنظريات والتحليلات اللازمة
ـــ المرحلة التخمينية : أي تطبيق المرحلة السابقة ضمن خصوصية كل المجتمعات أي وضع الاحتمالات والافتراضات الخاصة بالمجتمعات العربية
ـــ المرحلة التنفيذية : تتضمن طباعة الكتب والبرامج وتنفيذها ...وهذا ماتفتتقده البلاد العربية وسورية
وهنا اكد في هذا الاطار على العلوم الانسانية واهميتها لانها تشكل الشخصية العربية الخاصة وضرورة تميزها ...
4ــ الاطار الاعلامي :
وقد بادر بالتنويه على ان اللغات الاخرى في تراثها الادبي مثل مسرحيات شكسبير وغيرها تحتاج الى لغير المتعلمين الى قواميس لفهمها اما لغتنا العربية فان قصائدنا وتراثنا الادبي منذ 1600عام وحتى الان يمكن فهم معظمها دلالة على حيوية هذه اللغة واستمراريتها وبقاءها
ثم افرد بتقسيم اللغات الى 3مستويات
ــ اللغة الام : وهي التي يتعلمها الانسان من اسرته الام حسب انتمائهم القومي مثلا العربية او الكردية او الشركسية او التركية او الامازيغية او الارمنية
ـــ اللغة الدارجة : وهي اللغة العامية التي تميز كل قطر على حدة كالسورية او اللبنانية او المصرية ...الخ
ـــ اللغة الثالثة : وهي لغة الاعلام وهي لغة فصحى بالغالب لكنها بسيطة ويغلب عليها تسكين اواخر الكلمات
وبين ان بالتعليم ممكن ان تتهذب العامية لتقترب من الفصحى واوضح عن دور الاعلام في هذا الجانب وسيئات ما يدخل في الاعلام من لغات عامية تضر بالفصحى وهذا ما نجده في الاعلام اللبناني او في الاعلام غي المغرب العربي وجود اقنية تبث اعلاما وبرامج منها بالعربية ومنها بالفرنسية ومنها بالامازيغية
وبين في الشطط اللغوي في تلك القنوات الاعلامية التي تدخل اللغات الاخرى الفرنسية والانكليزية في محاورها الاعلامية محاكاة للحداثة واللحاق بالركب الغربي المتحضر متناسين هويتهم العربية
واوضح ايضا ان العامية ما هي الا الغاء لحركات الاعراب او دمج بعض الكلمات او اختيار بكثرة للامثال
5ــ الاطار الاكاديمي :
اشار الى فقرنا في البحث العلمي من حيث الميزانيات والاشخاص رغم وجود مجامع للغة العربية لكنها متفرقة التي من سلبياتها اختلاف الترجمات واكد على ضرورة توحيدها بمجمع للغة العربية الموحد
ثم اشاد بالتراث الفكري و الادبي و الموسوعات خاصة موسوعة حلب للعلامة خير الدين الاسدي
...كان المحاضر الاستاذ محمد قجة قامة رفيعة تجلت في حضوره الراقي وفي منهجيته العلمية في الطرح العلمي
وغني عن البيان أن لغتنا العربية الفصيحة هي رمز لكياننا القومي وعنوان لشخصيتنا العربية ومستودع لتراث أمتنا ، وعن طريقها يتعرف الأبناء والأحفاد على ما خلّفه الآباء والأجداد في مختلف ميادين المعرفة ، فيزدادون اعتزازاً بحضارة أمتهم وتقديراً لأسلافهم، وما أسهموا به في مسيرة الحضارة الإنسانية ، فتكون معرفة الماضي عاملا محفزا لهم إلى الأمام .
وقد وحدت لغتنا العربية الفصحى بين العرب في الحقب الماضية بالقرآن الكريم الذي نزل به الروح الأمين على قلب الرسول العربي الكريم صلى الله عليه وسلم، آية لنبوته وتأييداً لدعوته ودستوراً لأمته، وما تزال هذه اللغة العربية هي الرابط القوي بين أبناء الأمة، هذه اللغة التي يتكلم بها 7% من سكان العالم وان مليار انسان يستخدمون الحرف العربي ليكون الثالث عالميا
ـــ اقتباس وتلخيص وتغطية : المهندس احسان جحجاح
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء