pregnancy

كارلوس لطوف





كارلوس لطوف
.......................................................................................

كارلوس لطوف: هل هو «ناجي العلي» مرّة أُخرى؟

يُحب البعض تسميته بناجي العلي البرازيلي، على اعتبار أنّ رسوماته الكاريكاتورية تُعبّر عن همومٍ وقضايا عربية. 
وفي الحقيقة فثمّة مُشترك آخر يجمع بين لطوف والعليّ، وهو أنّ أعمالهما الفنية مُباشرة بدرجة كبيرة بحيث أنها تميل غالبًا إلى رسم الواقع – أو بعض مواقفه أو بعض ما ينتج عنه من مُصطلحات ومُسميات – كما هو.

وُلد كارلوس أدموندو بيزيرا دي سيلفا في بلدة سان كريستوفان الواقعة على أطراف مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، في 30 نوفمبر عام 1968. 

اكتسب لقب لطوف عن جده لأمّه لبنانية الأصل. كان جده هذا يُدعى نجيب لطوف، وُلد في لبنان وعاش فيها حتى عشرينات القرن الماضي (القرن العشرين)، قبل أن يُهاجر إلى البرازيل التي استوطنها وأنجب فيها أبناءه، ومنهم والدة كارلوس وتُدعى سيباستيانا ماريا أباريسيدا لطوف.

ولطوف كوالدته تمامًا، لا يُجيد العربية رغم أصوله القديمة، لكنه مع ذلك يُصدّر نفسه باسم لطوف ليُخبر العرب أنّه منهم بشكل أو بآخر، خاصة بعد أن قرر تبني قضاياهم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

بدأ انجذابه نحو نُصرة القضية الفلسطينية بزيارة للضفة الغربية عام 1999، تلك الزيارة التي أتبعها بأخرى لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؛ كانت لها أثر كبير في قراره “النضال” ضد الصهيونية والإمبريالية الغربية.

خاصة بعد أن انكشف له بشاعة السياسة الإسرائيلية والجرائم التي ترتكبها في حق هذا الشعب..

يعمل لطوف لحسابه الشخصي، ورغم ذلك فإن رسوماته نالت شُهرةً واسعة، بعد أن استخدمتها العديد من المجلات والصحف الأجنبية والعربية. 

ومع تضخم أثر السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، لجأ لطوف للعالم العربي تحديدًا، بنشر رسوماته عبر تلك المواقع، مُواكبًا أحداثًا هامة ومُؤثرة، بينها – على سبيل المثال لا الحصر – حروب غزّة، ثُم قضية الحصار المفروض على القطاع، وقبل ذلك حرب لبنان 2006، وقبلها غزو أفغانستان ثُمّ غزو العراق.

ومع موجة ثورات الربيع العربي ذاع صيت لطوف أكثر فأكثر، وانتشرت رسوماته في أوساط الشباب العربي خاصة الناشطين الذي رأوا أنها رُبما تُعبّر عنهم.

“النقد اللاذع” هو ما يُحب البعض توصيف أعمال لطوف به، ولعل من هُنا جاء تشبيهه بناجي العلي، رسام الكاريكاتير الفلسطيني صاحب شخصية حنظلة الشهيرة. 
وبصرف النظر عن اختلافك أو اتفاقك في فنّية أعمال لطوف، أو اعتبارها نقدًا لاذعًا من عدمه؛ فإنّ إسرائيل ومُؤيديها من مُنظمات تجريم مُعاداة السامية، اعتبرت أن ما يرسمه لطوف يستحق وضعه ضمن قوائم مُعادي السامية الأبرز في العالم،

مُيول لطوف اليسارية بادية ليست فقط في أعماله المُناهضة للحرب والإمبريالية التي تُعيد إنتاج الاستعمار التقليدي في أشكال مُختلفة، بعضها أكثر عُنفًا، لكنها أيضًا بادية في أسلوب حياته شديد البساطة. 
يعيش لطوف على ما يتسنّ له بيعه من رسومات “راديكالية” غالبًا لا تُحب الصحف دفع النقود في أغلبها ثُم توريط نفسها فيما هي في حلّ عنه. 

يقول لطوف إن دخله الشهري لا يتجاوز 1700 دولار، رُغم عروض جاءته من عرب بتبنيه ماديًا في مُقابل تمسكه بدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية بالجملة، وذلك بحسب قوله، مُؤكدًا رفضه إلا أن يعيش كما يعيش، ويعمل كما يعمل لحساب نفسه وما يعتقد فيه.

من مصادر


شكرا لتعليقك