pregnancy

فكر النهضة ..لماذا تخلفنا .؟












فكر النهضة
لماذا تخلفنا ؟
.....................................................................................

يشتكي الناس من الأوضاع التي يعيشها العالم العربي سياسيا من خلال الحروب والفوضى وفقدان الاستقرار…  ،واقتصاديا من خلال الفقر وقصور الإنتاج عن سد الحاجات الوطنية… ،واجتماعيا من خلال ضعف الإحساس بالكرامة ،وتراجع الحريات… الخ ..
وغالبا ماتتم المقارنة مع الدول المتقدمة وبالخصوص الغربية منها في هذه المجالات وغيرهاللشكوى من تقدم الآخر وتخلف الذات وعادة مايرددون" كناخير أمة والآن أتعس أمة "وماإلى ذلك ..
لكن السؤال الذي يعد منطقيا هنا بعد تجاوز الشكوى والألم : لماذا تخلفنا ؟وتقدم غيرنا؟
وهنا ترد إجابات مختلفة باختلاف التصورات:  
-فالبعض ينسب فكرة التخلف إلى الابتعاد عن القرآن ،وضعف الالتزام الشرعي ،وعدم قدرتنا على إقامة الشريعة… وأصحاب هذه الإجابة قد يطلب إليهم أن يوضحوا بالتفصيل ماذايريدون استعادته من القرآن والشريعة ،لأن هذه الفكرة على أصالتها إلا أنها تشكل كارثة على حسب التجربة التي عايشناها مع الفكرة السلفية ،وقد يطلب أيضا أن يجيبوا على أسألة  من قبيل :من سيفعل ذلك ؟ وكيف سيفعله ؟وماهو الشيء الثابت والملائم لكل عصر ؟وماهو القابل للتغيير ؟ وماهي الأفكار التي تنسب للدين في الواقع ونفس الامر،وماهو الذي ينسب للفكر الديني ،الذي أنتجه البشر في محاولات فهم الدين والذي يمكن نقده وتجاوزه إن لزم الأمر ؟الخ… 
-ويجيب البعض بالدور التأمري المشبوه للقوى الاستعمارية في مختلف جوانب الحياة الفكرية والاقتصادية والسياسية الخ ..
وهؤلاء قد يستفهمون عن سبب القابلية الذاتية للإصابة بنتائج هذا التآمر ؟ والوقوع في شراكه ،إذ أن من الطبيعي أن يتآمر العدو على عدوه ،لكن عندما تنجح المآمرة ،ليس من المنطقي أو المفيد أن نسأل لماذا تآمر ؟ بل أن نسأل لماذا نجحت المآمرة ،وأين كان من تم التآمر عليهم ؟وهل ضعفنا وقصورنا الذاتي هو سبب نجاح المتآمرين علينا ؟
إذا حينهايعود التساؤل الأول ،طريا :لماذا أصبنا بالضعف والقصور؟ولماذا تخلفنا حضاريا ؟
  وللنظر في نهضات الأمم دوره الرئيس في تحصيل الإجابة .
فالنهضات العالمية كلها حصلت بفعل أفكار حية حركت الركود السائد ،لتطلق البشر إلى حالة الفاعلية ،والإنجاز الحضاري ،وآخرها النهضتان الغربية الحديثة بأفكارها وفلسفاتها،وقبلها النهضة الإسلامية بقيادة النبي محمد ،ص، ودينه الذي أطلق للعرب ومن التحق بركبه من الشعوب كل إمكانات التقدم والحضور .
إذا جوهر النهضة في أفكارها الحية التي تحول الإنسان من كائن مقلد يجر سنن الآباء والأجداد بعجرها وبجرها إلى إنسان خلاق مبدع يجيب عن أسألة عصره الكبرى ،ويشتق من نهر الزمن عصرا جديدا وينسج من خيوط الحياة ثوبا حضاريا يليق به .
ويصبح السؤال الكبير التالي : ماهي الأفكار التي سببت لنا التراجع والقصور على الساحة العالمية ؟وماهي الأفكار الحية التي نتوقع انبثاقها لنفتتح بها عصرنا الجديد؟

حسام خلف  

شكرا لتعليقك