pregnancy

قصة بطولة




قصة بطولة
........................................................................................
توفي زوجها رحمه الله تاركاً وراءه كوَماً من اللحم ....

أسرة كبيرة عديدة الأفراد وهذا ما كان يعشقه بيتاً  صغيراً  مليئاً بالأولاد بنات وصبيان ....

تركها وهي الأمية غير المتعلمة وكان قد  تزوجها في عمرها الصغير حيث لم تتجاوز الخمسة أو الستة عشر عاماً كما كان شائعاً لدى بعض الأسر ....

فجأة وجدت نفسها الأب والأم والمسؤولة عن أطفالها السبعة ..

لا معيل لها سوى الله عز وتعالى وبضع قروش كانت تستلمها أو أصبحت كذلك بعدما غادرهم إلى ديار الحق ....

صغيرة وجدت نفسها أمام ذلك الحمل وكل تلك الواجبات والمسؤوليات فمن كان داعمها قد ذهب دون عودة ....
ولكنها أثبتت بأنها كبيرة وجديرة بكل هذا الحمل ..دون طلب العون من أحد إلا فيما ندر ....

اقتحمت سوق العمل رويداً رويداً ..
التحقت بدورات تطوير لإنتاج الجبن واللبن وبل مشتقات الحليب على اختلافها .....

ثم اقترضت من البنك لتفتتح مشروعها الصغير معملاً جميلاً لصيقاً بمنزلها تنتج فيه وبنفس الآن تكن قريبة من منزلها ..

وهكذا أصبح لها اسم معروف ومطلوبة كلّ منتجاتها ....لجودتها طبعاً ..

اعتمدت على ذاتها كي تكمل ما تركه لها الزوج المرحوم من مشروع (أسرة عديدة الأفراد) ....

سبعة أطفال بين بنين وبنات أكبرهم لم يتجاوز الثلاثة عشر عاماً وأصغرهم كان بضع سنوات وعنده حالة خاصة يحتاج متابعه مع طبيب فيزيائي معالج فلم تقصر لا معه ولامع كل فلذات كبدها ....

لم تلجأ إلا لله تعالى ولجهدها هي فقط ولم تقنط أو تتمنع عن العمل الكريم الذي يحفظ لها كرامتها وماء وجهها وخصوصاً بعد تعرضها لبعض الغدر في معملها الصغير ربما كونها ليست على دراية بعمليات الحساب والتحصيل كفاية ..
فتراجع مستواه الى أن تلاشى (المصنع) لتعود باحثه عن مصدر للرزق آخر ..
مساعدة في الاعمال الزراعية ..
العمل في البيوت ......

تنظيف سجاد وغيرها من كل الاعمال التي تبقي رأسها مرفوعة كريمة كي لا تتسول على باب أي كان ..
سوى بابه العلي القدير ....جل جلاله ....

امرأة أنموذج عن كثيرات في مجتمعنا العزيز الكريم الذي لايرض الهوان....

أمدها الله بثوب العافية وأمدهن جميعهن المناضلات في سبيل العيش الكريم .....
بقلمي 
أمل ممدوح حيدر 
 ......
شكرا لتعليقك