لغة الضوء
...................................................................................
عندما تتحول الألام إلى صلوات قديس وتصبح معاشر أفكارك كواكب في سماء قاحلة يتقد زمرد العقل ويشع ياقوت القلب شموسا لاتعرف الغروب و تنحدر النفس كما أسراب شهب أرسلتها مملكة الأبد كي ترصع ممالك الليل وتيجانه ..لن تسري بنفسك إلى المحبة إن لم تعمدها بخمرة الألم الرخيم إذ أنك لن تمنح الإنسان كلمة عظيمة إن لم تصنع من أمم آلامك ماردا يسير على حطام ضعفك ويذر وباء جهلك في العدم ..
ياصاح : لا تتحدث عن معارك الشر والخير إن لم تكن يوما أحد فرسانها الذين هزموا خضوع أنفسهم لغير الحق ..واعلم عندما تقترن نفسك مع نقاط الجذب المادية خارج معابد العقل سوف تلجم النفس عن رسالتها الروحية لتكون عبدا لذاتك عندها ينمو الصراع فأنت بعدها إما إلى بقاء أو إلى إندثار وتتعاظم تبعية الإنسان لجهالته و تغتصب المادة جميع أفكاره إلا أن المادة في أنفس الفرسان ماهي إلا جيوش من دخان أسود تواجه إعصارا ضوئيا شق طريقه نحو الإتحاد مع ذواتهم .. ...ياصاح لا تظن بأن النظرة الأولى للحياة هي الحقيقة فهناك الحجب اللامتناهية فلا نفع لأعمدة جبروتك الدخانية مهما علت وإحذر فإن الناس أسرى وضحايا تلك النظرة التي لا تشهد من الحقائق سوى قشورها فلا تؤمن بما أودعته في خزائن يقينك الغض ولا تقل بأنه كل شيء بل تقدم و نقب عن الحق فإن التنقيب عبادة العقل . قد يظهر لك بأن الحق توارى خلف مستعمرات الباطل والحقيقة أنه جعلك في الأمكنة التي وجب عليك تحقيق وجوده بالعمل المقدس .
أما تكوين أنفس النبلاء والفرسان فهو تكوين لايحتاج للمادة فلا يعقل أن ترفع بنيانا عظيما على ظهر الرياح إنما وحده الفكر القدسي والعمل الشريف من يمنحك الرفعة و المجد فمن ظن أن تكوين وتحصين النفس القدسية لن يكون إلا بالمادة فهو الذليل للجهل ولايستطيع إعمار قوة إنسانية فكرية ولهذا فإن قوة المادة تبقى سبيلا جثمانيا للحياة و نفوذا ماديا وأي مادة لا يقودها الفكر التقي لن تستطيع الإستمرار إلا نحو السقوط.
بقلم : يامن أحمد
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء