pregnancy

باسل الشيخ ياسين ، الطبيب الجميل القدير ، و الكاتب و الشاعر الفذ في لقاء سريع









باسل الشيخ ياسين ، الطبيب الجميل القدير ،  و الكاتب و الشاعر الفذ في لقاء سريع
.......................................................................................

فأمّا العينُ     إن نامتْ هنيئاً
وأمّا الروحُ    إن  نامتْ تُلامُ

تصومُ العينُ عن  نومٍ لحينٍ
وتُفطرُ حين  يتعبُها الصيامُ

تظلُّ  الروحُ في أَرَقٍ و سُهْدٍ
كأنّ  النومَ عيْبٌ   أو  حرامُ.

لقاءات أدبية : 

باسل الشيخ ياسين ، الطبيب الجميل القدير ،  و الكاتب و الشاعر الفذ في لقاء سريع ..

السؤال الأول : 

بين نظرتك التحليلية إلى الجسم البشري كطبيب و بين انسان هذا الجسد ، تتشابك ديناميكا ما في الأفكار و الرؤيا ، ما الأقرب إليك ، كيف تشابكت  معك الرؤيا كشاعر ؟  

كتبت الشعر قبل دراستي للطب..والجسد عند الشاعر يختلف جوهره عن الجسد الذي يدرسه الطبيب.. 
لكن ماذا لو كان الشاعرطبيباً..هنا تأخذ القضية منحىً افتراقياً وتكمن القدرة هنا في ميل العقل الشعري للاتكاء على العقل العلمي لكن دون التأثر به أو الخضوع له..
من جهتي لن أنظر للمرأة من الناحية الشاعرية كمجرد جسدٍ له صفات تشريحية أو خصائص فيزيولوجية فالشاعر يهتم بالماورائيات ويحاول الغوص إلى الأعماق لكن حين يكون الشاعر طبيباً سيحاول التحليق متخطياً العتبة المادية لكن دون إشاحة النظر عنها بالكامل..
وأؤكد على فكرة هي أنني كتبت الشعر قبل أن أدخل كلية الطب..فالطب هنا رافدٌ إدراكي لنهر الإبداع لكنه ليس موجّهاً له أي لن يكون مجرى لهذا النهر.
صفوة القول لم أكتب الشعر كطبيب بل كتبته كإنسان. 
أي ليس الطب مادفعني للكتابة لكنه وبلا شكّ جعل دائرة نظري تأخذ قطراً أوسع.

_السؤال الثاني : 

انت تكتب الشعر العمودي ، رغم تطور الحياة و دخول مفاهيم و مصطلحات جديدة اليها،  أليست لغة النثر أقرب إلى الفهم و تحمي من الحشو المفروض في الشعر الكلاسيكي ، ان لغة الشعر يجب أن تكون لغة المثقفين على حد قول نزار قباني ، هل النثر أقرب إلى هذه اللغة ؟ 

_ الأدب بشقيه النثري والشعري لا بدّ له أن يكون ملعب المثقفين. 
الوقوع في مطبّ الحشو يكون أقل منه في النثر مقارنة بالشعر.لكنّ هذا المصطلح مطّاط يتأرجح بين ثقافة المتلقي ورؤية الشاعر وجوهر الفكرة التي يتناولها النص. 
لكن كلّ مايخدم الفكرة ويصبّ في لبّ الموضوع لا يعتبر حشواً ولكنّه قد يلقي بالنص في مهاوي الإطالة والإطناب. 
الثقافة والاطلاع وسعة المعرفة ضرورة لا تكتمل شخصية الشاعر بدونها فالشاعر الضحل يسجن نفسه في قفص مانعاً إياها من التحليق. 
الشاعر المثقف يمتلك المرونة والوعي العميق والقدرة على النظر بشمولية لقضايا عصره و مجتمعه وشعبه .
ولا علاقة للشكل بالمضمون ولا للمظهر بالجوهر. 
اكتب نصّاً يعالج الواقع بحيث يجلب المتعة والفائدة للمتلقي ويمدّ الجسور بينك وبينه ثمّ سمّه شعراً أو نثراً أو حتى شثراً إن أحببت.

_ السؤال الثالث :

 تعتبر نازك الملائكة في الكثير من ادبياتها ان النثر أقل شانا" من الشعر و ان من يكتب النثر عنده عقدة الشعر لأنه لا يستطيع استخدام الموسيقا ، ما رأيك في الفارق الموسيقي المخيف ،و هل الكلمة تصل مع الموسيقى أم متى؟

_النثر خارج عن الإيقاع ولا مجال للنقاش في هذه النقطة.. 
قيل أن هناك موسيقا داخلية وفي هذا الصدد قال محمود درويش بعد تصدّيه لكتابة النص النثري: "لم أجد أثراً للموسيقا الداخلية في قصيدة النثر".
باعتقادي أن الصراع على العناوين والتسميات لا طائل منه. 
أرى أن شاعرية النص ليست وقفاً على الإيقاع.. إنّما تكمن في الوقع أي وقعه في النفس. 
فاليوم نقرأ ونسمع قصائد موزونة وتمتلك إيقاعاً متقناً ولكن لا وقع لها أي أنها تمر على المتلقي كسحائب الصيف. 
ونقرأ نصّاً نثرياً يترك فينا وقعاً عميقاً وأثراً جميلاً رغم افتقاده للإيقاع. 
إنها اللعبة التي لم يفهمها إلا القلة القليلة وهم من سيكون لهم بصمتهم المضيئة في قادم الأيام.

السؤال الرابع : 

كثرت محليا" النوادي و الصالونات ، كما الشعر ، كم ٌّ بلا نوع أم لا يخلو الأمر من ظهور بعض اللامعين؟ هل ما يحصل يصب في رفعة الأدب برأيك ؟

ظهور النوادي والصالونات ما هو إلّا ردّة فعلٍ على التقصير من قبل المركز الثقافي لكنها ردّة فعلٍ طبيعية في مدينة كسلمية. 
إذن هي ظاهرة سلوكية طبيعية من حيث كونها سلوكاً استجابياً لواقع ما.. لكنها كسلوك إجرائي لم تؤتِ الثمار التي كانت متوقعةً منها.
تريثت سابقاً في الحكم عليها لكن الآن وبعد عامين على ظهورها أراها لم تحقق المرجو منها ولم تلامس الغاية التي تشعبت نحو غايات أخرى. 
هذه المنابر تجتذب بعض اللامعين ولعلها أحياناً تكشف النقاب عن مواهب كنّا نجهل وجودها..لكنّها أيضاً تفتح ذراعيها حتّى للكتّاب العاديين أو حتى الأقل من العاديين وتخلّع عليهم الألقاب الشعرية الرنانة. 
ومن هنا فهي لا تلعب دور الغربال النقدي القادر على تسديد الحركة الأدبية في الاتجاه الصحيّ والصحيح. 
فهي بذلك ليست سوى نوعاً من الرفاهية الثقافية والمجانية الأدبية..
إنها بحاجة لمن ينتشلها من هذا المستنقع والقادرون على هذه المهمة موجودون لكنهم لا يتحركون وسلبيتهم هي الكارثة الأعظم.

السؤال الخامس : 

من المخول برأيك بإعطاء فلان أو فلانة صفة قاص أو  شاعر أو أديب  ؟  وزارة الثقافة.. لجان مخولة.. جمهور واسع ... أم كل ما سبق ؟

الألقاب والصفات يسعى إليها الذين يعانون من الخواء وعقد النقص. 
اللقب يحصّله صاحبه بتوفر عاملين اولهما استحقاقه لهذا اللقب بإمكانياتت وبمنجزاته. 
وثانيهما هو إنصاف عصره له. 
في زمننا ضاعت البوصلة وسقطت المعايير فكان للرداءة نصيبها الذي لم تحلم به في يومٍ من الأيام. 
غير أنني مؤمن أن الخلود لن يكون إلا للمبدعين الحقيقيين من أصحاب الهمة التي لا تفتر ولاتلين.

السؤال السادس : 

ما حاجتنا بناء على ما تم ذكره لمشروع نقدي أدبي؟

النقد الأدبي الهادف مشروعٌ ضروري كضرورة الأدب الهادف..فكيف سيستقيم الظلّ والعود أعوج..
نرى اليوم أن النقد الأدبي وللأسف مصابٌ بآفة البراغماتية وعالقٌ في شباك النفاق الأدبي إلّا من رحم ربي.

السؤال السابع  : 

هل تحب الشهرة سؤال المغفلين .. لذا سأسألك هل تسرع  نحوها على حساب الهدف و الرسالة ؟

الشهرة..سأستعين بما قاله المفكر كارليل: الشهرة لا تدلّ على الإبداع لكنّها تجعل احتماله أكبر. 
ومن هنا فالشهرة ضرورة للمبدع لكنّها ليست دائماً دليلاً قاطعاً على أن المشاهير هم مبدعون بالضرورة.
الشهرة اليوم لها معايير مختلفة بعدما انتشرت وسائل التواصل وتحوّل العالم لمنزلٍ صغير لا لقرية كما كان يقال. 
الحصول عليها بات سهلاً للمبدع ولغير المبدع لكنّها تبقى باعتقادي معياراً تخضع له التجربة الإبداعية في القياس والتقويم.

السؤال الثامن : 
ان تفضلت بجملة واحدة أجب تعليقا" على التالي ..

الحرب:    هي الغباء الذي أدمنه الإنسان فلم يعدُ إنساناً
الحبُّ:   اسمح لي أن أقول ما قاله درويش: "الحب هو كذبتنا الصادقة".ولعلّ أحلام مستغانمي واقعته في المعنى حين قالت"صدقَ العشّاق ولو كذبوا".رغم ظهور الصنعة بشكل واضح عند أحلام.
سلمية:    الألم الذي لا أستطيع التنازل عنه..ولست أدري إن كان فيه سرّ سعادتي.
المتنبي:  يكفيه لقبه المستحق"مالئ الدنيا وشاغل الناس".
رياض صالح الحسين:    شاعرٌ شبيه بشعره..بسيطٌ كالماء واضحٌ كطلقة مسدس
ملتقى سلمية الثقافي:   نسمةٌ طعنت قلبي فأنعشته في هذا الجو الخانق..
المستقبل:    هو الشمعة التي نتمنى لقاءها في نهاية النفق المظلم لكننا نخشى ألّا تكون مضاءة.

.

شكرا صديقي العزيز .

م.فادي وردة
شكرا لتعليقك