ترامب يُهدي «إسرائيل» «بوشاراً» لهدفين اثنين
.......................................................................................
يُجيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فنون ترويج «البوشار» مستعيناً بشكله الأبيض المنتفخ والطري ومتكتماً على عدم فائدته الغذائية التي تقتصر على تحريك الفم وطقطقة الأسنان.
«بوشار» ترامب هنا، هو اعلان اطلقه منذ يومين حول استعداده للاعتراف بهضبة الجولان السوري المحتلة جزءاً من الكيان الإسرائيلي، بما يناقض عشرات القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة التي تطالب «إسرائيل» بالانسحاب منها وأعادتها لسورية.
قد يتنطح قائل للتأكيد بأن الأميركيين لا يأبهون بالقانون الدولي والدليل أنهم اجتاحوا كثيراً من البلدان من دون موافقة دولية، واستناداً لمصالحهم الصرفة.
لكن السؤال هنا يتعلّق بتفسير اختيار ترامب هذا التوقيت بالذات للإعلان عن استعداده للاعتراف بـ»إسرائيلية» الجولان.
لا شك في أنه يرتبط بمحاولة أميركية للاستفادة من مناخات الانهيار العربي في الخليج ومصر وشمالي أفريقيا والسودان، فيردّ بذلك على تراجعه العسكري في الميدان السوري متسبباً بمزيد من الانقسامات العربية العربية والدليل أن هذه الدول تتعامل بشكل حيادي مع إعلان ترامب وتسخر من سورية حتى أن بعضها يذهب بعيداً في مناقشة إعلان ترامب ويعتبره وسيلة لمكافحة دول التحالف والاتفاق النووي.
هناك أيضاً هدفان أصليان هما اللذان دفعا ترامب نحو هذه الوجهة:
أولهما ما يتعلق بتجديد ولايته الرئاسية في 2020 وهذا يتطلّب تأييد الإعلام والمصارف والطبقات الوسطى والشعبية.
وترامب رجل الأعمال يعرف أن اللوبيات اليهودية هي التي تسيطر على الإعلام والمصارف.
فكيف يخطب ودّها؟ إنها الآليات التي تدعم «إسرائيل»، ألم تقل النائبة الأميركية ذات الأصول الصومالية الهان عمر أن السياسيين الأميركيين من اليهود يعملون من أجل «إسرائيل»؟ وقامت قيامة ترامب عليها وطالب بطردها من الكونغرس؟
لذلك وضع ترامب خطة لكسب تأييد اللوبيات اليهودية وخصوصاً الآيباك الكثير من القوة والنفوذ بدأها بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ »إسرائيل» ساعياً لـ»صفقة قرن» تنهي قضية فلسطين ومحاولاً سرقة الجولان من سورية ومشتتاً العرب بافتعال خلافات داخلية بين دولهم.
هذه الألاعيب منحت ترامب تأييد اللوبيات اليهودية والمصارف، لكنه لا يزال يعمل بأساليب شعبويّة على جذب الطبقات الوسطى والفقيرة، لكن استطلاعات الرأي كشفت عن تراجع معدل مؤيّديه الى أقل من 40 في المئة ما يرغمه على المزيد من القرارات الشعبويّة المؤيدة لـ »إسرائيل» ومنها مسألة الجولان المحتل.
وهذا التوغل الترامبيّ في الإسرائيليّات يفرض عليه الاستعانة باليمين الإسرائيلي المساوي سياسياً وفكرياً للحزب الجمهوري الأميركي الذي ينتمي اليه ترامب.
فتصبح معادلة اللعبة الترامبية كالآتي: ترامب واللوبيات اليهودية الأميركية والمصارف والإعلام بالإضافة الى القرارات الشعبوية مثل جدار المكسيك وخفض الضرائب و»إسرائيلية» القدس والجولان ليست إلا وسائل لإنجاح نتنياهو في معركته الانتخابية الوشيكة.
وهذا يؤدي تلقائياً الى التجديد لترامب في ولايته الرئاسية المقبلة في 2020.
وهنا لا يعتدي ترامب فقط على الفلسطينيين والسوريين والعرب، بل على بلاده أيضاً، ففي 1981 أيّد المندوب الأميركي الدائم في مجلس الأمن القرار رقم 497 الذي يطالب «إسرائيل» بالانسحاب من الجولان السوري المحتل. كما سبق لهذا المجلس وطالبها أيضاً بالانسحاب من الاراضي التي احتلتها في 1967 وذلك بعشرات القرارات الصادرة في سبعينيات القرن الماضي.
من مقال ل: د. وفيق إبراهيم
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء