.
فضائح من التوراة
_ نظرة اليهود المتخلفة لله
.......................................................................................
قبل الحديث عن (أورشليم) التوراتية لا بد من أن نلفت النظر أولاً إلى تخلف عشائر اليهود البدوية و نظرتها الأكثر تخلفاً لله عز وجل .
لنقرأ ما تقوله التوراة :
(( وكان موسى يرعى غنم ( يثرو ) حميه كاهن مدين ، فساق الغنم إلى ما وراء البرية حتى أفضى إلى جبل الله حريب فتجلى له ملاك الرب في لهيب نار من وسط العليقة و إذا العليقة تتوقد بالنار وهي لا تحترق ، فقال موسى أميل و أنظر هذا المنظر العظيم ما بال العليقة لا تحترق ، و رأى الرب إنه قد مال لينظر ، فناداه الله من وسط العليقة وقال : موسى ، موسى ، قال ها أنذا .
قال : لا تدن إلى ههنا ، إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت فيه قائم فيه أرض مقدسة وقال أنا إله أبيك ، إله إبراهيم و إله إسحق و إله يعقوب ..
فقال موسى لله ها أنذا سائر إلى بني إسرائيل فأقول لهم إله آبائكم بعثني إليكم ، فإن قالوا لي ما أسمه ؟ فماذا أقول لهم ، فقال الله لموسى : أنا هو الكائن ، وقال :
كذا قال لبني إسرائيل ، الكائن أرسلني إليكم .
فيسمعون لقولك ، وتدخل أنت و شيوخ بني إسرائيل على ملك مصر ، وتقولون له قد وافانا الرب رب بني إسرائيل ، فنسير الآن مسيرة ثلاثة أيام في البرية و نذبح للرب الهنا )) .
إن الكلمة التي وردت في النص الأصل لاسم الله هي ( يهوه )
ونقلت في ترجمات كثيرة كما هي إلى العربية الحديثة دونما أي إيضاح ، كما نقلت في بعض الطبعات إلى كلمة (الكائن ) كما هي في طبعة الكتاب المقدس الصادرة عن دار المشرق عام 1876 م.
لقد خضعت لفظة (يهوه) للكثير من الحذلقات و التفسيرات و النظريات المتناقضة مما أبعدها عن مضمونها اللغوي العربي البسيط ، كما تحولت عند الكهنة الذين صنعوا الدين اليهودي السائد اليوم بعد موسى بألف عام إلى أسم لرب قبلي خاص باليهود و رب يقاتل الناس و يسفك الدماء و يبيد النساء والأطفال والشيوخ ، الغنم والبقر والشجر ، رب يخطئ و يعتذر و يكره و يحقد و يغار و ينتقم ، يأمر بالسرقة و يحاسب المخطئ في بنيه و بني بنيه .
و نحن هنا لا بد لنا من إيضاح لفظة ( يهوه ) و مضمونها اللغوي كما هي في زمن موسى بعيداً عن كل ما أصابها على أيدي الكهنة بعد موسى بألف عام .
من المعلوم أن هذه المنطقة عرفت التوحيد منذ عهد آدم و مروراً بإدريس و نوح و صالح و هود و يونس و إبراهيم و إسماعيل و إسحق و يعقوب و الاسباط .
وكان اسم الله الواحد يتخذ صيغاً مختلفة مثل :
الرحمن أي المحب ؛ و العلي و المتلألئ و غيرها .
و من بين هذه الأسماء التي عرفتها اللغة العربية القديمة في تلك المنطقة الأسم (يهوه) أو ( يهوا ) ، فماذا تعني كلمة (يهوه) ؟
إننا لو فتحنا القاموس الكلداني لوجدنا أن الكلمة مؤلفة من مقطعين هما : (يه) بمعنى : ظهر ؛ تجلى ؛ اعتز .
و ( هوا ) بمعنى : كان ؛ صار ؛ وجد .
ومنها ( هويو ) أي الكائن بنفسه ؛ الجوهر .
ومنها ما تواصل في لغتنا العربية حتى اليوم مثل (هوية) و (ماهية)
وغيرها من مشتقات هذه الكلمة .
فيكون معنى اسم الله الحرفي حينما ظهر لموسى و تجلى له في نار العليقة المشتعلة هو : تجلى الكائن بذاته ؛ الظهور الإلهي .
وليس في الكلمة أي مضمون آخر قبلي أو عشائري أو يهودي .
فاليهودية لم يكن لها من وجود بعد و لم تظهر إلا بعد ألف عام من ذلك التاريخ .
سورية و عودة الزمن العربي . الدكتور أحمد داوود .
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء