pregnancy

حضارة الآزتك ( ٢ )





حضارة الآزتك ( ٢ )    
             ......................................................................................

وتوالى على العرش من بعد أكزياكاتل كل من تيزوس (1481- 1486م) Tizos وأهويتزول (1486-1502م) Ahuitzol ثم مونتزوم كزوكزويوتزن (1502-1520م)Montezum Xoxoyotzen وفي عهده ظهر خطر الغزو الإسباني لوسط أمريكة. ففي الرابع من شهر آذار سنة 1519 رست عند سواحل المكسيك إحدى عشرة سفينة إسبانية يقودها هرنان كورتيز Hernan Cortés فأرسل الملك مونتزوم وفداً إليه محملاً بالهدايا الثمينة، وفي منتصف شهر آب من تلك السنة توجه كورتيز مع رجاله إلى العاصمة تنوشتتلان فأدهشهم ثراؤها واتساعها وجمال مبانيها فطمعوا بها، واستطاع كورتيز أن يقبض على ملكها مونتزوم ويتخذ منه رهينة، إلا أنه اضطر إلى مغادرة المدينة لتسوية حسابه مع حاكم كوبا الإسباني، وترك المدينة في عهدة نائبه ألفارادو Alvarado، ولما عاد كورتيز إلىتنوشتتلان وجد الشعب في هياج شديد لتصرفات نائبه، وعندما حاول ملكهم تهدئتهم قتلوه، وقرر كورتيز الانسحاب في حزيران 1520م مع رجاله المحملين بالكنوز التي استولوا عليها. وفي أثناء انسحابهم انقض عليهم الأزتيك وأثخنوهم قتلاً وجرحاً، وتمكن كورتيز مع من بقي من رجاله من اللجوء إلى قبيلة تلاكس كلان Tlaxcalan التي حالفته، فأعاد تنظيم قواته وضرب حصاراً على تنوشتيتلان عدة أشهر. وكان قد تولى الحكم فيها كويتلاهواك Cuitlahoac بعد موت أخيه مونتيزوم، ولم يلبث أن مات فخلفه غواتيموزين Guatimozin آخر ملوك الأزتيك. وتمكن كورتيز مع حلفائه من اقتحام المدينة في آب 1521م فدمروها وبطشوا بسكانها بقسوة متناهية، ووقع الملك في الأسر ثم شنق بعد سنوات. وكانت مدينة تلتلولكو آخر معاقل شعب الأزتيك قبل أن يسحقها الغزاة الإسبان ويدمروها عن بكرة أبيها، وفي سنة 1522 عين الامبراطور الإسباني شارل الخامس (1500- 1558م) هرنان كورتزحاكماً عاماً لإسبانية الجديدة وأقام الغزاة الجدد مدينة مكسيكو فوق أنقاض المدينتين التوأمين.

امبراطورية الأزتك

كان مركز حضارة الأزتك في وادي المكسيك، وهو حوض واسع بيضي الشكل يقع على ارتفاع نحو 2,300 متر فوق سطح البحر. وهذا الارتفاع الشاهق جعل مناخه لطيفًا، في حين كان مناخ الأراضي المنخفضة المحيطة به أكثر حرارة ورطوبة.

اشتملت إمبراطورية الأزتك على عدد كبير من المدن والحواضر، وبخاصة تلك الواقعة في وادي المكسيك. وكانت أكبر مدينة في هذه الإمبراطورية العاصمة تينوختيتلان، التي تقوم على جزيرة في بحيرة تكسكوكو، وتربطها بالقارة قنوات وجسور تمر عبر المدينة. وامتدت تينوختيتلان على رقعة مساحتها نحو 15كم². وفوق إحدى الجزر الواقعة إلى الشمال من مدينة تينوختيتلان انتصبت مدينة تلاتيلولكو التي كانت توأماً لها. وكلتا المدينتين تقعان داخل حدود مدينة مكسيكو سيتي الآن، وقد كانت مدينة مكسيكو سيتي تغطي معظم بحيرة تكسكوكو التي جَفَّتْ خلال القرن السابع عشر. وفي سنة 1473م أخضع سكان تينوختيتلان مدينة تلاتيلولكو ووحدوا المدينتين. وعندما وصل الأسبان في القرن السادس عشر، لم يكن في أسبانيا مدينة يبلغ عدد سكانها عدد سكان مدينة تينوختيتلان الذي ربما بلغ أكثر من مائة ألف نسمة.

كان لإمبراطور الأزتك لقب هو هيوي تلاتوني (المتحدث الكبير). وكان يقوم باختياره من بين أفراد الأسرة المالكة، مجلس مؤلف من نبلاء ذوي مقامات رفيعة. كان الإمبراطور يتمتع بسلطة كبيرة، ولكن كان عليه أن يستشير مجلس النبلاء قبل أن يتخذ القرارات المهمة. وكانت تتمركز، في المواقع الرئيسية في أرجاء الإمبراطورية المختلفة وحدات عسكرية للمحافظة على الأمن. ويقود معظم هذه الوحدات أحد كبار النبلاء، الذي يضطلع، في الوقت نفسه، بدور حاكم الإقليم. ويدير شؤون الإمبراطورية جهاز مُحكَم من الدوائر الحكومية. وكان عدد كبير من المراكز العليا وراثيًا. لكن خدمة الإمبراطورية كانت السبيل الرئيسي للحصول على منصب عال.

تألف مجتمع الأزتك من أربع طبقات رئيسية هي: 1- طبقة النبلاء. 2- طبقة العامة. 3- طبقة الأتباع 4- طبقة العبيد. وعلى الرغم من هذا التقسيم الطبقي فقد ارتبطت عائلات من طبقة النبلاء بعائلات من طبقة العامة بصلات قربى وثيقة، وانتمت هذه العائلات كلها إلى مجموعات الكالبولي. وامتلك أفراد المجموعة مساحة من الأرض ملكًا مشتركًا. وكان يُسمح لكل عائلة أن تزرع قطعة كبيرة من الأرض تكفي لسد حاجاتها. وبالإضافة إلى أرض الكالبولي كان معظم النبلاء يمتلكون أراضي خاصة بهم أو أراضي كانوا قد حصلوا عليها من الحكومة لاستخدامها خلال شَغْلِهم لمناصبهم الحكومية. وشَكَّلَ العامة غالبية السكان، وعاش عددٌ كبيرٌ منهم على زراعة أراضي الكالبولي. وعمل الأتباع في الأراضي التي يملكها النبلاء، وكانوا يستمرون فيها وإن انتقلت ملكيتها إلى نبيل جديد. وكان العبيد يُعدّون ملكية خاصة، لكن أولادهم كانوا يولدون أحرارًا. وكان عدد كبير من العبيد أسرى حرب وعدد آخر اشتراه الأزتك من جماعات أخرى. وهناك عبيد استُرِقُوا؛ لأنهم كانوا مجرمين أو أناسًا عجزوا عن دفع ديونهم.

يتبع

مخطوط أزتيك يمثل الملك أكزاياكاتل جالساً على عرشه متدثرا بجلد النمر قرب هرم مدرج (محفوظ في المكتبة الوطنية في باريس)
شكرا لتعليقك