pregnancy

الغيمةُ والنخيل ..بقلم الأستاذة مرام عطية





الغيمةُ والنخيلُ 
.......................................................................................


بينَ الغيمةِ والنَّخيلِ ِ صداقة ٌ عميقةٌ ، وحبُّ قديمٌ 
عرفتهُ كائناتُ الطبيعةِ كلِّها ، ولم يعدْ سراً بينهما 
مذ كانا طفلينِ صغيرين ، كانتْ  الغيمةُ تمرحُ مع
النخيلِ على الشاطىء بين الأمواجِ إلى إنْ غدَتْ  حسناءَ صبيةً  ، وزفَّها الأثير عروساً  حاملاً إياها بينََ جناحيه للسحابِ ، نقية ً صافية ، بعدَ أنْ    فرَقَ  الدهرُ بينها وبين النخيلِ وسقاهما  كؤوس الوجدِ والأحزانِ .
حبُّ عرفتْ أسراره الصحراءُ والبحار والرعاةُ والبدوُ وسكانُ المدنِ ، وتناقلتْ أخبارهُ أشجارُ الغاباتِ ، ونوارس ُ الشطآنِ ، وأمواجُ البحرِ .
وكم كان المصطافون يدهشون لهذا المشهدِ الغراميِّ ، الذي كان يضفي عليهم البهجةَ والأنسَ 
ويفرشُ آياتِ  الجمالِ  والفتنةِ  على الرمال
ولكنَّ الغيمةُ لم تكنْ  تبالي بحديثِ المحبين والعذَّالِ
كما حالُ النخيلِ العاشق ِ، فيمضيانِ مسرورين في رحابِ الحبِّ الواسعة 
تتناثرُ الغيمةُ على أغصانِ النخيلِ أرجوحةً 
تارةً ، وتارةً تداعبُ شعرهُ الأخضرَ بأناملهاالمائية البضَّةِ ، فيحتضنها النخيلُ ويذوبُ فيها عشقا
وكحال كل العشاقِ في الأرض حلَّ القضاء وسقاهما كأسَ الفراق المريرِ ولكن الغيمةَ لم تنسَ يوما حبيبها القديمَ وصديقَ طفولتها الجميلَ ، حين اعتلتْ أبراج السَّماءِ ، رغم تنائي المسافاتِ ومضضِ الليالي، فكانت
تزوه كلَّ شتاءٍ وتغمرهُ بحبِّها اللامتناهي ،وتفيضُ  من خيرها بركةً وعطراً   .
هذا ماأخبرني إياهُ اليومَ النخيلُ ....
------
26/3/2017
مرام عطية
شكرا لتعليقك