... رسالة سناء محيدلي
.......................................................................................
.
“ان الحياة وقفة عز فقط… أحبائي أنا لم أمت ، بل حية بينكم… أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطولية التي قدمتها، أرجوكم لا تبكوني لا تحزنوا عليّ ، بل افرحوا . اضحكوا للدنيا ، طالما فيها أبطال ، أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبي… التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم ، يتقدمون غير مبالين بما حولهم ، ينفذون ، هكذا يكون الأبطال، إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل، إلى سعاده لا توصف… آه ” أمي ” كم أنا سعيدة عندما سيتناثر عظمي من اللحم ودمي يهدر في تراب الجنوب ، من أجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة…”
برسالة متلفزة ومعبرة عن ما يخالجها من مشاعر سامية لارض الوطن ودعت المقاومة سناء محيدلي ابنة الـ 17 عاما ارض الجنوب المحتل آنذاك من قبل العدو الاسرائيلي الغاصب مقررة تقديم ربيع شبابها الى عملية استشهادية ضد الاحتلال وعملائه في منطقة معبر جزين ـ كفرحونة، في التاسع من نيسان عام 1985حيث قامت بتفجير سيارة من نوع بيجو مفخخة باكثر من 200 كيلوغرام من المواد المتفجرة ، مستهدفة تجمعا للعدو عند معبر باتر ـ جزين، ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية في ملاحق متتالية تفاصيل العملية، واوردت ان ضابطين من الجيش الاسرائيلي قتلا خلال الهجوم الاستشهادي واصيب عدد آخر من الجنود، اثناء اقتراب الجنود من السيارة التي تقودها سناء لتفتيشها.
ولدت “عروس الجنوب” سناء محيدلي في قرية عنقون قضاء صيدا في 14 آب 1968، والدها يدعى يوسف توفيق محيدلي، توفيت والدتها فاطمة وهي في الثالثة من عمرها، و عاشت بعد ذلك في كنف والدها الذي كان ملتصقا بها بعد وفاة والدتها وتزوج بعد ذلك ليكون لسناء شقيقة و ثلاثة اشقاء. عملت خلال حياتها في منطقة المصيطبة في متجر لأشرطة الفيديو حيث قامت لاحقاً بتسجيل وصيتها. انضمت إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي العامل مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مطلع العام 1985، متأثرة بسيرة الشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عملية استشهادية على معبر جزين-كفرحونة ضد القوات الإسرائيلية. كانت تردد دوما انها من الجنوب المحتل المقهور ومن الجنوب المقاوم والثائر ، من جنوب الشيخ راغب حرب وعبدالله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص وجنوب المقاومة والشهداء، كما انها اتخذت قرارها لتنضم الى مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل تحرير الارض والشعب بعد مشاهدة الانتهاكات والمآسي التي عانى منها الجنوبيون من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل وقررت عندها القيام بعملية الفداء، داعية جميع شابات وشباب بلادها الى الالتحاق بصفوف المقاومة الوطنية لأنها وحدها قادرة على طرد العدو من الارض. في اليوم التالي اعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي ان المناضلة الرفيقة الشهيد سناء محيدلي نفذت عملية استشهادية جريئة استهدفت تجمعا للقوات الاسرائيلية.
أسرت إسرائيل أشلاء الشهيدة البطلة حتى تموز 2008 حين تمت إعادة رفاتها بعد مفاوضات جرت بين حزب الله وإسرائيل لتبادل الأسرى، واستلمت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي رفاتها في 21 تموز 2008 وسلمتها لذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون، في مآتم حاشد، وبناء لرغبة الشهيدة محيدلي في وصيتها الاخيرة، سارت في مقدمة التشييع عروس بثوبها الابيض تحمل باقة ورد ولافتة كتب عليها “عروس الجنوب، وامامها فرقة للزفة، حيث تقبل الجميع التهاني بالعروس الشهيدة.
سناء محيدلي أول فتاة لبنانية فدائية لكن المسيرة لم تنته بعد
منقول
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء