المسخ
.......................................................................................
هل تريدون ان تعيشوا في دهشة دائمة مما تسمعون او مما تشاهدون....؟
هل تريدون ان تبقى قلوبكم تستقبل خبرا مفرحا غير مصدقة.؟
وتبقى عقولكم في حالة ذهول مما تكتشف حتى لو كنتم بعد عمر الستين؟
هل تريدون ان تشعروا أنكم كنتم سذج، وعشتم حياتكم سذج، وان مخلوقا "مسخا"استطاع التفوق عليكم مرات وهو يقهقه؟؟
بل هم أكثر من مسخ على استعداد ان يسرق حياتكم وصدقكم وعفويتكم وكل ما تعلمتم وقراتم وادخرتم في زمانكم فقط لأنه تعلم الصيد في الماء العكر وسرقة فرصا لم تكن له والاستيلاء على مايريد بمنتهى برودة الأعصاب .
هكذا تكون الأمور في اوطان تركت فيها الناس على هواها ومزاجها واخلاقياتها.
القانون فيها يطبق على ناس وتجتازه ناس.
الوظائف فيها لوساطات تعلمت لعق الاحذية.
التجارة فيها شطارة،بل يرفع فيها شعار"حلال على الشاطر"بكل صفاقة.
أفضل المطاعم والفنادق والرحلات هي من نصيب عاهرين وعاهرات لا هم عندهم ولا احساس بالمسؤولية ولا قضايا ولا سياسة ولا ثقافة....هم يعيشون لممارسة متع الحياة فقط.
رحم الله من قال:نحن اناس لا توسط بيننا...وسأكملها انا بالقول :لنا المتع دون العالمين او القتل.
هل سمعتم بغيبوبة تدوم ستين عاما...؟سأقول لكم لمن هذه الغيبوبة:وطبعا نحن سعيدون بها،لن أدعي المثالية بل سأتكلم بلسان كثيرين وكثيرات:
-ربع قرن دراسة كنا حريصين فيها على التفوق..لندخل الكليات الأفضل.ثم الاختصاص.
ربع قرن في غيبوبة التحصيل العلمي..وربما بعض كتب المطالعة وبعض الترفيه الفني الذي كنا نسعى ان يكون راقيا دوما
في هذه السنوات رفعنا شعار العلم والمطالعة لتطوير الذات ولاتنسوا شعار "الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة."
وللامانه استفاد بعض المتسلقين من ترديد هذا الشعار.
ربع قرن آخر وأكثر في مجابهة حياة عملية لم نكن نتوقعها ونتوقع متاعبها ولم نكن نعرف ان لكل شيء في هذا الوطن سوق ومن لم يتقن اوراق اللعب وسط السوق ويتفهم وسائله الرخيصة...ربما لا يكترث به احد وان اكترثوا فهم قلة.
وتبدأ الكهولة والخبرة غير السارة على الإطلاق وخاصة عندما تمتزج خبرة العمر بخبرة اخرى هي ""خبرة اوقات الشدة ومآسي الحرب"..لتزيد من الإحباطات..ولتزيد من تهيئة "ذلك المسخ" الذي يواجهنا أينما ذهبنا بل يزداد تشوها.
من قال ان الستين عمر الحكمة والخبرة....لا أبدأ...هي عمر الاكتشافات التي لم تستطع الحصول عليها اثناء غيبوبتك العلمية والعملية والمعيشية.
د.ملاك سباعي
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء