pregnancy

ياحادي العيس....





(قصة قصيدة مغناة  ( يا حادِيَ العيس ) أو ( يا راهِبَ الدَّير )

................................................................


من الأشعار المُغنّاة التي نسجوا حولها الأساطير والحكايات، كانت قصيدة (يا حادِيَ العيس ) او  يا راهبَ الدير  
لشاعرٍ مغمور. انتشرت هذه القصيدة  بين مغنيّات العصر العباسي، غنّتها أمرأة تدعى مؤنسة كانت تعمل جارية عند
 بنت المهدي كما تذكر الروايات، وقيل انها قد وردت لها ليلة في (ألف ليلة وليلة)، وغنّاها العراقييون والمصريون، وأنشدها أهل الشام، واشتهر في مقامها العراقيون وأولهم شيخ المقامات محمد القبانجي.ثم غناها الفنان ناظم الغزالي وفنان القدود الحلبية  الفنان السوري صباح فخري .
قائل هذه الأبيات بتواتر الأخبار ،أسمه (محمد بن القاسم أبو الحسن المصري) وهو جنديّ مسلم جاء من مصر أيام الخلافة العباسية .وقد أحبّ فتاة في بغداد زلزلت عرش قلبه  .

ورد ذكر هذه الفتاة بأنها كانت (نصرانية ) قد تكون هي ال(سمراء من قوم عيسى ) التي تضرب (نواقيسَ )القلب وتصيبه (بالنوى ).

 وقد نسب أكثر من موقع هذه الفتاة التي أحَبها الشاب المسلم الى الديانة ( النصرانية )
 وذكر البعض أنها (غجرية ) وهؤلاء قلة في الأثر الادبي .

وأنا شخصياً أذهب مع الرأي الذي يقول انها كانت ( نصرانية ) قد يكون ما جعلني أذهب وأويد هذا القول :

1.ان عند قراءتي للقصة في اكثر من موقع أكثر هذه المواقع
     اورد أنها كانت (نصرانية ) .
2. كذلك كونها كانت تسكن الدير ..وسؤاله صاحب الدير
     عنها ..

طبعاً الغاية هنا  هي قصة هذه القصيدة الرومانسية الحزينة  
التي سنورد ابياتها وشرح للأبيات بعد قراءة كلماتها   : 

لما أناخوا قُبيلَ الصبحِ عِيسَهُمُ
وحَمَّلُوها وسارَت بالدُجى الإبلُ

فأرسَلَت من خِلالِ السَجفِ ناظِرَها
تَرنُو إليَّ ودَمعُ العينَ يَنهَمِلُ

وودَّعَت ببنانٍ خِلتُهُ عَنمٌ
نادَيت لا حَمَلَت رِجلاك يا جَملُ

يا حاديَ العيس عَرِّج كي أوَدِعَهُم
يا حادي العيس في ترحالِكَ الأجلُ

ويلي من البينِ ماذا حَلَّ بي وبِها
من نازلِ البينِ حلَّ البَينُ وارتَحلوا

إني عَلى العَهدِ لم أنقُضْ مَوَدَتَهُم
يا لَيت شِعري بطولِ العَهدِ ما فَعَلوا

لمَّا عَلِمتُ بأنَّ القَومَ قَد رَحَلوا
وراهبُ الدَّيرِ بالناقوسِ مُنشَغِلُ

يا راهِبَ الدَّيرِ بالإنجيلِ تُخبِرُني
عن البُدورِ اللواتي ها هُنا نَزَلوا

فحنَّ لي وبَكَى وأنَّ لي وشَكَى
وقال لي يا فَتى هل ضاقَت بِكَ الحِيَلُ

إنَّ البدورَ اللواتي جِئتَ تَطلُبُها
بالأمسِ كانَت هُنا واليومَ قَد رَحَلوا

شَبَكتُ عَشري عَلى رَأسي وقُلتُ لَهُ
يا حادي العيسِ لا سارت بِكَ الإبلُ

لَيتَ المَطايا التي سارت بِهِم ضَلَعت
يومَ الرحيلِ ولَم يَبقى لَهُم جَمَلُ

÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷

و معنى الأبيات أعلاه بشكل مختصر .. 

لما حضّر القوم قافلتهم لكي يرحلوا فجراً و كان بينهم الفتاة  التي عشقها هذا الشاعر وكانت جميلة جدا .
فلما تركوا الدير الذي كانوا يبيتون فيه ورحلوا ، شاهدهم هذا العاشق ولم يدري أنهم لن يعودوا مجدداً .. فرآها من بعيد و قد ارسلت له نظرة وداع حزينة من السجف (وهو الشق بين ستائر الهودج الذي كان يوضع على ظهر الجمل) .
و ودعته بحركة من يدها . 

ويدعو هذا العاشق قائد القافلة الذي يركب الجمل والذي يسميه الشاعر ب (حادي العيس) لكي يدنو منه لكي ينظر اليها عن كثب و يودعها فإن أجله قد حان مع رحيلهم. 
فيقول : يا ويلي من ذلك البعد و يا ليتهم لم يذهبوا أبدا

ولما أيقن أنهم رحلوا اتجه إلى راهب الدير الذي كان منشغل بقرع جرس الكنيسة و سأله بحق الانجيل أن يخبره عن تلك القافلة أين هم و أين ذهبوا ولم يكن يعلم أنهم لن يعودوا في يومٍ من الأيام..
فتأثر الراهب بحال هذا العاشق و بكى لبكائه و قال له :
 يا فتى أما وجدت حيلة أفضل من أن تسأل عن القافلة لكي تعلم أين ذهبت حبيبتك ؟؟ .
 إن الجميلة التي جئت تسأل عنها كانت بالأمس موجودة ولكنهم غادروا هذا اليوم ولن يعودوا الى هنا بعد الآن .

فشبك أصابع يديه ( العَشَرَة أصابع) على رأسه من هول الخبر وصرخ من شدة الحزن : "يا حادي العيس لا سارت بك الإبل"

وتمنى أن تصاب جميع الإبل ولا يبقى منها من يسير بتلك القافلة حتى يضطروا أن يعودوا إلى الدير.
لكن القافلة لم تعد..

ويقال كما ذكرنا ان ناظم القصيدة توفي بعد ذلك مباشرة متأثراً بفراق حبيبتهِ...😔


  جاسم_محمد_الجميلي


خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng
:lv
شكرا لتعليقك
Loading...